كشف المدير العام للإدارة العامة لمكافحة الأمراض الوراثية والمزمنة الدكتور محمد صعيدي، أن كلفة رعاية المصابين بفقر الدم المنجلي والثلاسيميا «تتراوح بين 13 ألفاً و30 ألف ريال سنوياً، وقد تصل أحياناً إلى مئة ألف ريال»، مبيناً أن «كلفة باهظة» يتحملها القطاع الصحي، وأشار إلى «المعاناة الصحية والنفسية والاجتماعية للمصاب وأسرته». و أشار صعيدي، إلى أن عدداً ممن خضعوا للفحص الطبي قبل الزواج، منذ تطبيق البرنامج في عام 1425ه وحتى عام 1430ه، بلغ 1.572.140 شاباً و فتاة، صدرت لهم 8925 شهادة عدم توافق. وأجرى مقارنة بين العام الأول للتطبيق، الذي خضع فيه 241.825 شاباً و فتاة، صدرت لهم 2441 شهادة، فيما صدرت 1171 شهادة في عام 1430ه، بعد أن أُخضع 296.284 شاباً وفتاة للفحص. ما يعني أن نسبة عدم التوافق انخفضت خلال هذه الفترة بنسبة 52 في المئة، فيما بلغ المتوسط السنوي لعدد المفحوصين 250 ألفاً». واعتبر صعيدي، في محاضرة ألقاها أمس، في محافظة الأحساء، مرض فقر الدم المنجلي والثلاسيميا «أكثر أمراض الدم الوراثية أهمية وشيوعاً في المملكة. وأشار إلى أن معدل حاملي الصفة الوراثية لمرض فقر الدم المنجلي 4.24 في المئة على مستوى المملكة، والمصابين 0.27 في المئة، وحاملي مرض الثلاسيميا 1.80 في المئة، والمصابين 0.5 في المئة، والتهاب الكبد «ب» 1.39 في المئة، والتهاب الكبد «ج» 0.3 في المئة، والإيدز 0.2 في المئة. وأبان أن انتشار هذه الأمراض «يختلف بشكل كبير بين مناطق المملكة، إذ يُسجل أعلى المعدلات، الحاملين لمرض الأنيميا المنجلية في المنطقة الشرقية بنسبة 11.92 في المئة، وفي الأحساء 16.33 في المئة، تليها المناطق الجنوبية (جازان 12.12 في المئة، والقنفذة 13.36 في المئة)، وتوجد المعدلات المُنخفضة في المناطق الوسطى (الرياض 1.67 في المئة، والقصيم 0.12 في المئة) والمناطق الشمالية (تبوك 2.38 في المئة). كما تسجل الشرقية أعلى معدلات الحاملين لمرض الثلاسيميا بنسبة 7.37 في المئة، وجازان 3.87 في المئة، والقنفذة 4.72 في المئة، والأحساء 2.46 في المئة، فيما تكون منخفضة نسبياً في منطقة الرياض بنسبة 1.07 في المئة». وشارك صعيدي، أمس، في ندوة طبية شرعية، عن «الفحص الصحي للمقبلين على الزواج»، نظمتها إدارة التوعية الدينية ومركز أمراض الدم الوراثية في الشؤون الصحية في الأحساء، بالتعاون مع الإدارة العامة للأمراض غير المُعدية، وجامعة الملك فيصل. وقال: «إن العلاج الوحيد المتوافر حالياً لهذه الأمراض هو زراعة نقي العظم (مصدر توليد كريات الدم الحمراء)»، واصفاً هذه العملية ب «المُعقدة والمكلفة جداً، إذ تكلف نحو نصف مليون ريال، إضافة إلى الصعوبة في إيجاد مُتبرع مناسب. كما أن نسبة نجاح هذه العمليات لا تتعدى 50 في المئة». ولفت إلى أن وزارة الصحة، قامت بإنشاء «130 مركز استقبال (مراكز لفحص ما قبل الزواج)، و90 مختبراً، و80 عيادة مشورة طبية. كما تعتزم إنشاء مشروع « البداية الرشيدة «، لتدريب المقبلين على الزواج، بالتعاون مع وزارات العدل، والشؤون الإسلامية، والثقافة والإعلام. وتم رفع المشروع إلى مجلس الوزراء. إضافة إلى إنشاء سجل وطني إلكتروني للمتقدمين للزواج كافة، والتنسيق مع القطاعات الصحية الحكومية الأخرى، للمشاركة في البرنامج وتدريب الأطباء على المشورة الوراثية، وكذلك العاملين في المختبر ومدخلي البيانات». بدوره، أكد مدير التوعية الدينية في «صحة الأحساء» محمد أحمد البوجليع، على ضرورة «تعميم مفهوم الزواج الصحي، كفكرة رائدة تترجم الاهتمام بصحة المواطن السعودي». ونوه إلى أهمية التزام الطرفين بنتائج الفحص الطبي. وقال: «إن الشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق المصالح، و درْء المفاسد، لضمان دوام الزواج بشكل صحي للمستقبل».