يبدو أن المدينةالمنورة منجم المواهب الكروية ستتخصص في تقديم الهدافين الكبار، الذين يقودون فرقهم لتحقيق الانتصارات والبطولات والألقاب الذهبية في مختلف الاستحقاقات والمسابقات المحلية، ففي الموسم الماضي كان حديث الشارع الرياضي منصباً عن هداف الأهلي البارع ومهاجمه اللامع مالك معاذ المنتقل إليه من صفوف الأنصار، وكيف حسم بطولتين غاليتين لمصلحة فريقه هما كأس الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله - وكأس ولي العهد من أمام المنافس التقليدي والطرف الثاني في"الدربي"فريق الاتحاد، وكيف نجح في هز شباكه مرتين في النهائيين المحليين على التوالي. واليوم لا صوت يتحدث في الشارع الرياضي السعودي إلا عن موهبة هداف النصر الواعد ريان بلال، الذي شق طريقه إلى عالم النجومية بسرعة الصاروخ، وتمكن في أقل من عام واحد من إنهاء معاناة"العالمي"الطويلة مع البطولات والإنجازات المحلية التي استمرت قرابة السنوات العشر، عندما قاد الفريق لتحقيق كأس الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله - مساء الأربعاء الماضي من امام الهلال، بعد تسببه في ركلة الجزاء التي جاء منها الهدف الأول، وإحرازه الهدف الثاني بطريقة كبار الهدافين، والذي كان كفيلاً بأن يحصد النصر كأس البطولة ويعود مجدداً إلى وضعه الطبيعي بين الفرق السعودية ذات الإنجاز والألقاب الذهبية السنوية. وسطع نجم ريان بلال منذ الصغر في حواري المدينةالمنورة، وتحديداً في حي الجرف، إذ اشتهر بموهبته الكروية الرائعة، وفكره الأدائي الراقي بين أبناء الحي، وبرز اللاعب كثيراً في دورات الأحياء ولفت الأنظار إليه بشكل كبير من خلال مركز الدفاع الذي بدأ منه مسيرته الرياضية، ما جعل عيون كشافي نادي أحد ترصده جيداً وتصطاده من بين بقية اللاعبين، إذ تم إقناعه بالتسجيل في كشوفات الفريق في درجة الناشئين، وبالفعل وافق ريان على طلب المسؤول الأحدي، ووقع رسمياً على وثيقة انضمامه لناشئي أحد. وأشرف على تدريب اللاعب في صغار أحد المدرب الوطني يوسف عنبر، الذي وجد أن إمكانات ريان الهجومية أفضل منها في الدفاع فحوله مباشرة إلى الهجوم، ومن يومها كتب اللاعب أولى خطوات التألق والنجومية في مشواره الكروي، وأبدع بشكل كبير في المركز الجديد وواصل توهجه وإبداعه في الأعوام التالية في فريق شباب أحد حتى صعد للفريق الأول. ونجح ريان خلال فترة قصيرة في إثبات جدارته باللعب أساسياً في الفريق الأول، وان يكون هداف أحد الحقيقي الذي يعتمد عليه المدربون بشكل أساسي، كما أسهم اللاعب في صعود فريقه من الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى، وأن يكون الهداف الذي دخل قلوب الجماهير الأحدية، التي باتت تتغنى باسمه كثيراً في المدرجات وتتفاءل بوجوده مع الفريق في نزالاته الكروية. وانتقل الهداف الموهوب ريان بلال في نهاية الموسم الماضي إلى صفوف فريق النصر في صفقة كروية بلغت كلفتها المادية نحو 3.5 مليون ريال، وذلك في إطار خطة الإدارة النصراوية في استقطاب اللاعبين البارزين المميزين، لدعم الفريق ومحاولة العودة إلى عالم البطولات والإنجازات، ووقع العقد من الجانب النصراوي آنذاك مع الإدارة الأحدية المشرف العام على كرة القدم في النادي طلال الرشيد، ليكسب بذلك الفريق نجماً واعداً انضم إلى بقية الأسماء الشابة في منظومة الإبداع الصفراء. ومع أن الهداف ريان بلال لم يأخذ فرصته كاملة في المشاركة مع"العالمي"في مسابقة الدوري السعودي، إلا انه أثبت نجاح صفقته الكروية في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله - عندما برز بشكل لافت وقاد فريقه لكثير من الانتصارات، التي مكنته من خطف بطاقة التأهل الثانية من المجموعة الثانية، وأحرز أهدافاً رائعة أسعدت الجماهير النصراوية، ومنها ثلاثية في مرمى الاتحاد هاترك في اللقاء الذي أقيم في جدة وانضم اللاعب ل"الأخضر الأولمبي"في المشاركات الأخيرة وواصل ريان بلال حضوره القوي في الأدوار النهائية من المسابقة المحلية، وسجل هدف التقدم الأول في مرمى الشباب في الدور نصف النهائي، ورسم طريق الانتصار الذي تحقق فعلاً عن طريق الركلات الترجيحية، وختم اللاعب صورته الجميلة في النهائي الكبير أمام الهلال عندما صنع الهدف الأول بإعاقته من الحارس بدر الدعيع وتسببه في ركلة الجزاء، ثم إحرازه الهدف الثاني من مجهود فردي وتسديدة أرضية قوية عانقت الشباك الهلالية، وأشعلت قناديل الفرح في المدرجات النصراوية التي فرحت كثيراً بالانجاز الغالي، وفرحت أكثر بتألق الموهوب الجديد ريان بلال، الذي شبهته بالسهم الملتهب وجلاد الحراس السابق ماجد عبدالله، الذي قاد النصر لحصد البطولات المحلية والخارجية في الأعوام الماضية.