الهداف عملة نادرة تبحث عنها الأندية الرياضية وتدفع من أجلها ملايين الريالات، رغبة في تحقيق الانتصارات وحصد الإنجازات والبطولات وإسعاد جماهيرها وعشاقها ومحبيها في كل مكان، لذا فأسعار الهدافين دوماً نار، وأسهمهم في سوق الانتقالات هي الأعلى والأغلى من بقية اللاعبين في مراكز اللعب الأخرى. في نادي النصر منجم المواهب الكروية والرموز الرياضية، الذي قدم الهداف الأسطوري ماجد عبدالله، ظهرت موهبة مهاجم صاعد وهداف واعد خطف الأنظار، وأبهر النقاد والمحللين والمراقبين، على رغم مشاركاته المتفاوتة وجلوسه الدائم على دكة البدلاء في نزالات فريقه، وقدرته الكبيرة على إحراز الأهداف الحاسمة ورسم البسمة على شفاه جماهير الشمس، وتلك هي موهبة الهداف البارع محمد الشهراني، أحد أبرز وأميز الهدافين الشبان في الملاعب السعودية خلال الفترة الحالية. شق الشهراني طريقه إلى عالم الإبداع والنجومية في المواسم الثلاثة الأخيرة، بعدما مثل فريقه في الفئات السنية، وبزغ نجمه تحديداً وذاع صيته بشكل لافت العام الماضي، عندما نجح في حسم الكثير من مواجهات فريقه النصر المهمة والصعبة، التي أبعدته من خطر الهبوط وشبح الدرجة الأولى الذي لازمه كثيراً، إذ شكل مع الهداف الأول سعد الحارثي، ثنائياً خطراً متفاهماً أرعب الحراس والمدافعين، وأزعج المدربين الذين فشلوا في إيقاف زحف النجمين اللامعين والحد من خطورتهما في المواجهات الكروية المختلفة. وواصل الهداف المبدع معشوق الجماهير النصراوية الوفية، رحلته مع التألق والتميز والروعة الأدائية في هذا الموسم، وتمكن من قيادة"العالمي"إلى تحقيق الانتصارات وحصد النقاط في الاستحقاقات الكروية المحلية، حتى عاد"فارس نجد"مجدداً إلى ساحة المنافسة على الألقاب الذهبية والبطولات السعودية بعد تأهله إلى المباراة النهائية في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد ? يرحمه الله ? واحتلاله مركزاً متقدماً في منافسات الدوري السعودي. وارتبط اسم الشهراني بعلاقة كبيرة ووثيقة مع لوحات الملاعب الإلكترونية في المدن السعودية كافة، بفعل الأهداف الجميلة التي كان يسجلها بفكر راق ومهارة فائقة، خصوصاً في الدقائق الأخيرة التي يتجلى فيها كثيراً، وينقذ فريقه بأهدافه الحاسمة والغالية، ما جعل محبي ناديه يلقبونه بالهداف المنقذ، الذي يرسم ملامح الفرح ويوقد شموع السعادة، بحضوره اللافت في الأوقات القاتلة. ويتمتع الشهراني بإمكانات تهديفية عالية وقدرات فنية هائلة، ويملك مواصفات الهداف القادر على هز الشباك واستغلال أرباع الفرص، ولديه قدم يسرى تجيد التسديد من مسافات بعيدة، ورأس ذهبية تعرف طريق المرمى جيداً وسرعة كبيرة ولمحات مهارية تسهل من مهمته في جندلة المدافعين وحراس المرمى وزيارة شباكهم، وهو في تحركاته ولمساته كالثعبان الفتاك يلدغ الشباك من أقصر الطرق وأقرب المسافات، وقد أحرز آخر أهدافه المهمة في مرمى الشباب في لقاء الدور نصف النهائي من مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، وهو هدف التعادل الثاني، الذي فتح باب الأمل لعودة"العالمي"لأجواء النزال، وعودته مجدداً لمنصات التتويج ومواجهة الهلال على النهائي بعد سنوات من الانتظار الطويل. ويعيش الهداف الشاب محمد الشهراني هذه الأيام أفضل، لحظات مشواره الكروي منذ بدايته وحتى الآن، إذ يمثل في فريقه مركز قوة ضاربة، ويحتل مكانة كبيرة في قلوب الجماهير النصراوية، ومركزاً متقدماً بين الهدافين السعوديين، وطلب مدير الكرة في المنتخب السعودي فهد المصيبيح جواز سفره قبل شهرين، وأكدت الأنباء أنه من ضمن قائمة الخمسين لاعباً، الذين رشحهم المدرب البرازيلي هيليو آنغوس لقائمة"الأخضر"للمشاركة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، التي ستقام في جنوب أفريقيا 2010.