بين الفرح والحزن، بون شاسع، لكنه اختصر إلى حد كبير في حفلة نظمتها"الجمعية الخيرية النسائية"في الدمام جود، مساء أول من أمس، لتكريم 135 طفلاً يتيماً، تفوقوا في دراستهم. وعلى رغم فرحة الأطفال والأمهات الحاضرات، إلا أن الحزن شارك الفرح في قلوب الأمهات. أطلقت أم عبدالله زغرودة عالية حين أُعلن عن اسم ابنها ضمن المكرمين، وما أن استلم الطفل شهادة التكريم والهدية، وعاد إلى أمه، التي احتضنته، حتى أطلقت العنان لدموعها. ربما كانت دموع فرح، لكنها كانت أيضاً ممزوجة بالحزن، فالهموم واضحة على قسمات وجهها المثقل بالمسؤوليات والهموم. وتقول:"توفي زوجي منذ أعوام، وترك لي سبعة أطفال، وتمكنت من تربيتهم، حتى بلغ أكبرهم 30 عاماً، وأنا أراقبهم وهم يكبرون ويزهون كزهور الربيع". ولكن فرحة أم عبدالله لم تكتمل، فقبل سبعة أشهر، نشب حريق في منزلها، وأصيب عدد من أبنائها، وكانت الإصابات متنوعة، بيد أن ابنتها البالغة من العمر 20 عاماً، كانت الأكثر تأثراً، إذ ترقد في مستشفى الدمام المركزي إلى الآن. وتحمد الأم الله، فهي"تسمع وترى، بعد أن دخلت في غيبوبة استمرت ثلاثة أشهر، وحالياً فقدت القدرة على التحدث والحركة، نتيجة التشوهات التي في وجهها، وأجزاء متعددة في جسدها". وتتمنى أن تحصل ابنتها على"موافقة، ليتم تحويلها إلى أحد المستشفيات المتخصصة في الرياض، للعلاج هناك". ولكن الصورة في عائلة أم عبدالله ليست قاتمة، فهي تذكر أن"بناتي الصغيرات من طالبات جمعية"جود"، وهن على كفالتها، وأسعد كثيراً بتجاوب مسؤولات الجمعية مع مطالبنا، وتفهمهن لحاجتنا، وتقديم المساعدة لنا في شكل دائم". ولا تقف هموم الأمهات عند عائق لتربية أبنائهن، فهناك أمور أخرى قد تعكر الصفو، فأم محمد، التي حلم أكبر أبنائها بدخول الحرم الجامعي، لينقذ والدته وأشقاءه من الحرمان، التحق أخيراً بجامعة"الأمير محمد بن فهد الأهلية"، من خلال منحة، تمكن من الحصول عليها، إلا أن أمه تبدي مخاوفها من"مصاريف الدراسة والكتب والمستلزمات الأخرى، فكل ذلك قد لا يعني شيئاً للآخرين، ولكن خائفة، فابني بدأ يفكر في ترك الجامعة، كي يعمل وينفق على أشقائه، بدلاً من أن نُُنفق عليه من طريق الديون". أما منى، فهي أم لأربعة أطفال أيتام، توفي زوجها نتيجة سكتة قلبية أثناء رفعه الأذان في المسجد. وتحصل على إعانات من جمعية"جود". وتبدي يأسها من"غلاء المعيشة، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وربما لم يبد عدد من العائلات تضجره من ذلك، إلا أننا متضررون حقاً، ولولا مساعدات أهل الخير في رمضان، وغيرها من المساعدات التي تصلنا من طريق الجمعية والمشرفات فيها، لعشنا معاناة إنسانية كبيرة". الخدمات التي تقدمها لجنة كافل اليتم في الجمعية هي"مساعدات من أهل الخير، الذين يبحثون عن أيتام لكفالتهم، فمنذ ولادة مشروع كافل اليتيم العام 1415ه، بدأنا بكفالة 50 يتيماً من أبناء الأسر التي ترعاهم اللجنة الاجتماعية. ووصل عددهم العام الماضي، إلى 565 يتيماً، إضافة إلى 31 يتيماً مكفولين من جانب صندوق الأيتام، وتتم كفالتهم من طريق التبرعات"بحسب نائبة رئيسة لجنة كافل اليتم نوال الدوسري، التي تضيف"لجنة كافل اليتم هي جزء من الخدمات القليلة التي تقدمها الجمعية، لمد العون لكل محتاج، خصوصاً الأمهات". وقدمت رئيسة الجمعية منيرة السليم، كلمات محفزة للأمهات"لاستمرار مسيرة العطاء لأطفالهن الأيتام"، مشيرة إلى الدور الذي تسعى الجمعية من خلاله إلى"دعم الأمهات، وتحفيز الأطفال على التفوق، للتسلح بالشهادات العلمية". وألقى الطلبة المتفوقون كلمة في الحفلة، ألقتها نيابة عنهم شاهه السلبود، فيما ألقى الطالب علي السيد كلمة أولياء الأمور، وعبروا في الكلمتين، عن سعادتهم لتلقيهم التحفيز من جهات الخير، لمتابعة دراستهم، وتشجيعهم على الالتحاق في وظائف، يصبحون من خلالها قادرين على رعاية عائلاتهم.