افتتح أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز مساء أول من أمس مهرجان الحريد السنوي الخامس في جزيرة فرسان، بحضور الأمين العام للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها الأمير بندر بن سعود بن محمد آل سعود. وألقى محافظ فرسان المهندس عبدالرحمن عبدالحق، كلمة استعرض فيها المقومات السياحية والاقتصادية والطبيعية، التي تمتاز بها المحافظة وأهمية الاستفادة منها الاستفادة القصوى من خلال مثل هذه المهرجانات والفعاليات التي تعرّف بالجزيرة وما تزخر به من مقومات، ثم تحدث شيخ شمل فرسان محمد هادي الراجحي نيابة عن الأهالي عن سعادته برعاية أمير المنطقة لمهرجان الحريد، والمتابعة التي يوليها للمشاريع كافة، وتوالت فقرات الحفلة من قصائد شعرية وأوبريت وعدد من الأناشيد الطلابية والفقرات. بعدها تجول أمير منطقة جازان في أرجاء المعرض، ثم في سوق الحرف والمأكولات الشعبية الفرسانية. يذكر أن مهرجان الحريد يتضمن صيد أسماك الحريد في جزر محافظة فرسان، ويحتفي أهالي المنطقة به في فصل الربيع، وتحديداً بين شهري نيسان أبريل وأيار مايو، وتظهر أسراب الأسماك بين ثلاثة وسبعة أيام، ثم تختفي إلى العام المقبل. من جهته، أوضح المشرف التنفيذي على مهرجان الحريد إبراهيم مفتاح ل"الحياة"، أن المهرجان سجل للمرأة سابقة ثقافية بتخصيص يومين من المهرجان لها. وأضاف أنه تم استبعاد التصوير أثناء البرنامج النسائي، بناء على رغبات المشاركات، محذراً من تسرب أية صورة، لأنها ستكون جناية على مستقبل مشاركة المرأة في التظاهرة الثقافية. وأشار إلى أنه لا يفضل الصبغة الرسمية المصاحبة للمهرجانات، لأنها تفسد التراث الشعبي، محملاً علامات التمدن مسؤولية حجب تراث الجزيرة. وقال:"على رغم التحرز، فهناك مغالطات في فهم التراث مثل ما يقال عن"سرية المغرب"، وهي موروث شعبي خاص بجزيرة فرسان، فهي لم تعد متقيدة كما ورد في تسميتها". وعن مشاركة المؤسسات الثقافية في جازان خلال فعاليات مهرجان الحريد قال:"لم تدرج ضمن البرنامج الرئيسي للمهرجان أية مشاركة للنادي الأدبي ولا لفرع جمعية الثقافة والفنون في جازان، ولكن ستقام أمسيات شعرية ومحاضرة عن التراث المعماري الخاص بجزيرة فرسان للرجال فقط تحت مظلة النادي الأدبي قبل بداية انطلاق المهرجان". وذكرت منسقة البرنامج الثقافي النسائي التابع لمهرجان الحريد فاطمة حمق ل"الحياة"، أن مشاركة المرأة لهذا العام تتمثل في كشف ستار الزمن عن تراث الجزيرة الثقافي والفني والحرفي، وتجسيده في لوحات فولكلورية فنية مثل رقصة"المخموس"، ورقصة"الحريد"، وتنشيط منتدى الشعر الشعبي. ولفتت إلى أن النشاط النسائي يبدأ يوم 16 ? 4، بأمسيات شعرية شعبية خصصت لكبيرات السن من شاعرات الجزيرة اللواتي لم يحالفهن الحظ في إبراز مخزونهن الشعري، الذي ارتبط بتراث المنطقة، مشيرة إلى أن عدداً من أبناء وبنات الجزيرة يشاركون بشكل تطوعي في فعاليات المهرجان مثل المشرف على البرنامج الثقافي إبراهيم صيادي وآمنة مفتاح وآمنة عقيلي. وذكرت حمق أنه تتم الاستعانة بأمهر الصيادين من ذوي الخبرة في اكتشاف بوادر ظهور أسراب أسماك الحريد المهاجرة من المحيط إلى جزيرة فرسان، ويطلق عليها اسم السواد، وتأتي على شكل مجموعات في موسم محدد من العام، مشيرة إلى أن الأهالي يحتفلون هذه الأيام بقدوم الرزق، مثل الرقصات التي تقام في منزل اقرب عروس تم زفافها قبل موعد المهرجان تفاؤلاً بعرسها، وتصاحبها جميع مظاهر الفرح والزينة والحلي الخاصة ببنت جزيرة فرسان، لتشكيل لوحة فولكلورية تلقي بالمشاهد في أحضان ثقافة الماضي.