دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الدائم للمرأة وإتاحة الفرصة لها في المشاركة في كل المحافل أعطاها الفرصة لإثبات وجودها، وأن بإمكانها العطاء مثلها في ذلك مثل الرجل. وها هي امرأة جازان تشارك وللمرة الأولى في تاريخ جزيرة فرسان في مهرجان الصيد الموسمي الحريد، وهو نسبة إلى نوع من السمك المهاجر إلى الجزيرة في فصل من فصول السنة وفي زمن ثلاثة أيام فقط من كل عام، فلم يكن للمرأة أي مشاركة في احتفالات ومهرجانات الصيد الموسمي قبل هذا الموسم. الرجال عادة يحتفلون على ساحل البحر الأحمر، فيما تقيم النساء احتفالهن في المنازل ولا يسمح لهن بالخروج إلى الشاطئ، إذ يحتفل الرجال، وتعتبر الفرسانيات موسم الحريد هدية ربانية ينتظرها سكان الجزيرة كل عام وسراً من أسرار الطبيعة، يستحق أن يعبر سكان المنطقة عن فرحتهم به. ومن طقوس الاحتفال في مهرجان الحريد الغناء والرقص المخصص لهذا المهرجان وصنع شباك الحلوى، إضافة إلى أن كل عروس لم يمضِ عام على زفافها تقيم احتفالاً في بيتها بهذه المناسبة توزع خلاله الحلوى والهدايا وترقص النساء رقصة الحريد. وشهد حريد هذا العام فعاليات ثقافية وفنية وحضوراً نسائياً لم يكن متوقعاً من داخل الجزيرة وخارجها، إذ يوجد الأهالي والضيوف يتقدمهن الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان، وذكرت عائشة مظفر"أن الحريد يمثل ثقافة أبناء الجزيرة في الصيد وفي تعاملهن مع البحر، خصوصاً النساء، فأكثر الصناعات اليدوية المعروضة من عملهن، فأكثرهم يتقن جميع الحرف اليدوية. في كل عام ينتظر الفرسانيون موسم الحريد بفارغ الصبر ويترقبون ساعة توافد أسراب الأسماك في مجموعات وهي تتجه نحو الشاطئ في ما يشبه الانتحار الجماعي، وتصف عائشة ظاهرة الحريد بالظاهرة العجيبة، "حتى طيور البحر الجارحة تتغير طباعها مع موسم الحريد تصبح مسالمة على رغم فراستها باقي أيام العام"، وأشارت مظفر إلى أن"الغريب في موسم الحريد توقيته الدقيق، إذ يأتي في ثلاثة أعوام في الشهر نفسه من كل عام، ثم يتغير في الأعوام الثلاثة المقبلة". فيما اعتبر عضو اللجنة المنظمة للمهرجان محمد عبده اليامي أن مشاركة المرأة الفعلية ستكون في العام المقبل، وقال في حديثه ل"الحياة":"سوف تشارك المرأة بصورة أكثر تنظيماً في العام المقبل وذلك بعد تشكيل لجنة نسائية يكون عملها تنشيط دور المرأة الفرسانية في إحياء التراث الثقافي والفني في مهرجان الحريد الخاص بجزيرة فرسان". يذكر أن سكان الجزيرة لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن أسباب تدافع أسراب الحريد إلى الشاطئ في الوقت المحدد ولا عن سبب الانتحار الجماعي لأسماك الحريد حتى هذه اللحظة.