انتقدت أمانة محافظة جدة الآراء التي تدعو إلى ردم بحيرة الأربعين بحجة عدم جدوى تطهيرها، مشددة على أن ما تم حتى الآن من أعمال للحد من تلوث البحيرة، مؤشر إيجابي على إمكان القضاء التام على مشكلة التلوث فيها، خصوصاً بعد توقف صب المياه غير الملائمة فيها، مؤكدة قيمة البحيرة كمعلم طبيعي من معالم جدة. وأكدت الأمانة، في بيان لها أمس، أن الحلول العاجلة التي تبنتها للتصدي لمشكلة تلوث بحيرتي الأمانة والأربعين، أثبتت جدواها في الحد من تلوث هاتين البحريتين. وأشارت إلى أن من ضمن الحلول التي تم تنفيذها تركيب 40 مضخة هواء موزعة على البحيرتين، بمعدل 28 مضخة في بحيرة الأربعين و12 مضخة في بحيرة الأمانة، لتهوية مياه البحيرتين، مؤكدة أن التأثير الإيجابي تمثل في انخفاض مستوى التلوث العضوي، إضافة إلى انخفاض مؤشر التلوث عموماً، وعودة الحياة البحرية والطيور إلى المنطقة، واختفاء الروائح التي كانت تنبعث منها. وأرجعت الأمانة أسباب مشكلة التلوث في البحيرتين إلى تصريف مياه غير مناسبة أو رديئة المواصفات إليهما، لا تتناسب مع طبيعة مياه البحر، سواء كانت مياه صرف صحي خام أو معالجة، أو مياه السيول والأمطار. وأشارت الأمانة إلى أن من أسباب التلوث كذلك، وجود كميات كبيرة من"الحماة"تقدر ب500 ألف متر مكعب تراكمت في قاع بحيرة الأربعين عبر سنوات طوال، على رغم إزالة كمية منها في العام 2005. وشددت الأمانة على قناعتها بأن القضاء على التلوث في البحيرتين بصفة دائمة، ومن ثم عودتهما إلى طبيعتهما كامتداد طبيعي للبحر الأحمر، ستتحقق بتوقف التخلص من أي مياه فيهما غير مياه البحر نفسه. وكشفت الأمانة في هذا الصدد، أنها تدرس استكمال إعادة تأهيل البحيرتين والحد من تلوثهما، من خلال إغلاق جميع المصبات غير النظامية التي تصب في البحيرتين، متى ما تم اكتشافها، والتأكد من سلامة مياه السيول والأمطار التي تصب فيهما، وخلوهما من مياه الصرف الصحي المختلطة معها. وكشفت عن التعاون مع المديرية العامة للمياه في منطقة مكةالمكرمة، للتأكد من سلامة معالجة مياه الصرف الصحي، واستكمال مشاريعها العاجلة لتحسين مستوى المعالجة كخطوة أولى، في سبيل التوقف التام عن صب أي مياه صرف صحي معالجة داخل البحيرتين، وإزالة مصادر التلوث كافة من سوق السمك وما حوله، وتحويل نواتج محطتي الرويس والبلد لمعالجة الصرف الصحي عبر الشبكة المؤدية إلى مجمع محطة الخمرة في الجنوب، بدلاً من التخلص منها في البحيرتين، وإغلاق محطات المعالجة الخمس التي تصب مباشرة في البحيرتين، وربط الخطوط الواردة إليها بالشبكة الرئيسة للصرف الصحي، الجاري تنفيذها حالياً. وذكّرت الأمانة أنه تم في عام 1426ه إزالة الترسبات العفوية والأوساخ المتراكمة في قاع بحيرة الأربعين إلى عمق خمسة أمتار، والتخلص من الرواسب في المناطق الساحلية اليابسة، وقدرت الكمية التي تم نقلها ب1.2 مليون متر مكعب، إضافة إلى الانتهاء من مشروع تحسين البحيرة الأساسية أمام البنك الأهلي والممرات التابعة لها، والبحيرات الواقعة أمام سوق السمك، وبحيرة الأمانة بكلفة 44 مليون ريال.