الترشيح الباكر الذي نصّب فريق الشباب بطلاً لكأس خادم الحرمين الشريفين، أرى أنه جاء للفريق الذي يستحقه بكل جدارة على الأقل عطفاً على ما يقدمه اللاعبون من فنون الكرة الراقية فوق المستطيل الأخضر، وجماعية الأداء التي يجيدها فقط الفريق الشبابي من دون غيره من الأندية المحلية، وهذه الميزة المنفردة لفريق الشباب، مكّنته من إحراج الأندية الجماهيرية قبل الأندية الأخرى، وبالفعل كانت لقاءات الفريق في الدوري أو في أولى مبارياته ضمن بطولة"النخبة"، التي حل فيها ضيفاً على الفريق الأهلاوي، تحمل الكثير من الدروس المستفادة في كيفية تطويع كرة القدم بالعقل قبل القدم، لذلك لا غرابة أن"يقسو"الفريق على مضيفه ويحول لاعبيه لدور المتفرجين على ما يتفنن به لاعبو الشباب من تقديم جمل تكتيكية وتكامل في الأدوار، عجز معها لاعبو الأهلي عن مجاراتهم طوال شوطي المباراة، وكانت النهاية المحتومة تساقطهم بشكل مخجل كنقطة سوداء سيسجلها التاريخ عليهم. وما بين الترشيح القوي للبطولة والسقوط للهاوية سوى شعرة بسيطة، هذه الوضعية الخطيرة تحتم تدخل القائمين على شؤون الفريق الشبابي في هذا الوقت، كي يضمنوا معها استغلال حال الفريق المثالية، التي يعيشها اللاعبون لمصلحة الفريق ولتثبيت أقدامهم بكل قوة على طريق المنافسة، ويدعموها بمحاضرات ذهنية قد تؤتي ثمارها في إبعاد لاعبي الفريق عن مخاطر الترشيح الباكر، الذي حتماً سيكون سلاح ذا حدين لا ثالث لهما. وأما الأحاديث التي تؤكد ابتعاد لاعبي الشباب عن الضغوط الجماهيرية، وما أدراك ما الضغوط، فهي اسطوانة مكررة لا ينبغي الالتفات لها أو التوقف عندها كثيراً، لأن فريق بحجم الشباب مطالب بتحقيق الذهب والمنافسة بكل قوة على جميع الألقاب، كيف لا وهو صاحب الانجازات، والعضو الدائم في تحقيق الذهب على الصعيدين المحلي والخارجي، وبعودة سريعة لسجل الأبطال سيكون فريق الشباب حاضراً كعادته في ركب المقدمة. الدعم الكبير والتشجيع المستمر اللذان يلقاهما لاعبو الشباب من رجل الشباب الأول رئيسه الفخري الأمير خالد بن سلطان، سيكونان المحفز الحقيقي لهم كي يبذلوا قصارى جهدهم ويقدموا الذهب كعادتهم له ولمحبي"الليث الأبيض"ولزميلهم ناجي مجرشي - شفاه الله - إضافة إلى الدور اللافت، الذي يقدمه رئيس النادي خالد البلطان وبقيه معاونيه في الإدارة، لذلك ستكون البطولة هي المكافأة الحقيقية لما بذل من جهد طوال هذا الموسم الرياضي المرهق. [email protected]