جاءتني رسالة من صديق أهلاوي عبر هاتفي الجوال ختمها مرسلها بالعبارة التالية:"الأهلي كبير حتى في سقوطه". ورسالة أخرى من العقيد سلطان جبارة يقول فيها:"إن ما حدث اليوم ليس نهاية العالم، بل نتيجة لأخطاء نحن جميعاً مسؤولون أهلاويون عنها... إن أول خطوات الإصلاح معرفة مكمن الخطأ من دون أي تبادل للاتهامات". ويضيف:"إن نادينا بحاجة لنا الآن، ولنا في فريق الهلال عبرة ودرس، عندما هزم مرتان بالخمسة... عندها وقف الهلاليون مع ناديهم، وأنكروا ذاتهم، فعاد لهم الزعيم بطلاً متوجاً". ويختم رسالته"فرفقاً بالأهلي يا محبيه، فسينهض الفارس من كبوته، وسيكون بطلاً كما كان، فلا تقسوا عليه، فهو فارس أصيل، وليس من الحكمة اجترار الماضي، بل أخذ العبرة والدروس منه، بعيداً عن العاطفة والانفعال وتصفية الحسابات". رسالتان جاءتا لتختصر كل الأحاديث والخطب، وتوقف فلاسفة التنظير عند حدهم، فالمهم الآن أن يترك محبو الأهلي ل"أهل العقل"أن يفكروا ويتخذوا ما يرونه مناسباً لمستقبل الأهلي. وفي المقابل، كانت هناك رسائل، أقل ما يقال عنها أنها انفعالية وعاطفية وفوضوية ومتجنية على رجال خدموا الأهلي وضحوا من أجله، وصرفوا وتعبوا، ثم تأتي فئة قليلة، لا تريد للأهلي أن يقف على قدميه، ليسمحوا لأنفسهم بالتطاول على الكبار، وهؤلاء أشبه بمن نظرته لا تتعدى أرنبة أذنه. إن ما حدث للأهلي أمام الشباب، حدث لفريق روما أما مانشستر يونايتد، وحدث لفريق الشباب في دوري أبطال آسيا في الموسم الماضي، فالخسارة واردة في عالم كرة القدم. ولكن الذين طعنوا الأهلي في ظهره لا يجب السكوت عنهم، وأقصد أولئك الذين خانوا الأهلي، ولطخوا تاريخه الناصع بتصرفاتهم الصبيانية، فأسقطوه أرضاً، حتى بدا منافسه يشفق عليه، من هول ما يراه أمامه. لم يصدق لاعبو الشباب ما رأوه، فهذا حارس الفريق الشبابي وليد عبدالله يقول عن المباراة المقبلة"إن شاء الله تنتهي بالتعادل السلبي"، ومثله كان عطيف - أخوان -، وبقية لاعبي الشباب. أما الرئيس الشبابي المثالي خالد البلطان ، فحبس فرحته بفوز فريقه الكبير، وهو يشاهد الفريق الكبير الآخر يسقط أمامه بصورة لم يعهدها عن قلعة ظلت لأكثر من سبعة عقود ترفض الإنحاء حتى في يوم كان فيه الفريق مهدداً بالهبوط للدرجة الأولى. ولذلك، فإن ما فعله بعض لاعبي الأهلي، في الأهلي، لم يفعله بعض"مراهقي الحارة"في فريق الحارة، ولم يشهد الأهلي طوال تاريخه الكبير أسوأ مما كان في تلك الليلة. لقد بحثت جماهير الأهلي عن إدارة الأهلي بعد"فيلم الجريمة"، فلم تجد أحداً من مرتكبي تلك الجريمة، وراحت تفتش عن أعضاء الإدارة المشرفة، فلم تعثر عليهم، حتى المدرب لا أثر له. غريب أمر هؤلاء، فهم شجعان عند الفوز، جبناء عند الهزيمة، وليست الشجاعة في نظري، إلاّ تلك التي تأتي عند الشدائد والمصائب، والشجعان هم الذين يواجهون المشكلة، وليس هم الذين يهربون عند وقوعها. ومثل هؤلاء، لن يكونوا أمناء على الأهلي مستقبلاً، وصدق صديقي، فالأهلي كبير حتى في سقوطه...! [email protected]