لم يكن أكثر المتفائلين من النصراويين يتوقعون فوز فريقهم على الأهلي عطفاً على مجريات الشوط الأول الذي انتهى أهلاوياً، وقبل ذلك فرض فيه الفريق الأهلاوي شخصيته على خصمه . صفقنا كثيراً لمدرب الأهلي في الشوط الأول، ليس لأن الأهلي خرج متقدماً فيه بهدف حسن الراهب، بل لأن المدرب دخل بتشكيلة واقعية، ساهمت في تفوق ملحوظ للفريق . وكان من الممكن أن يخرج الأهلي من هذا الشوط متقدماً بهدفين، لولا تدخل العارضة لتمنع رأسية معتز الموسى، الذي تألق في شوط المباراة الأول، واختفى في الثاني . وهنا سأكشف لكم، لماذا فقد الأهلي هويته في الشوط الثاني، ولماذا خسر المباراة، رغم أن الجزائية النصراوية لم تكن صحيحة، وهي هدية من الجروان كالعادة . باختصار، خسارة المباراة يتحملها المدرب مالدينوف ، فقد ساهم بتغييراته في الشوط الثاني في تباعد خطوط الفريق، وإرباك خط الدفاع، وإضعاف خطي الوسط والهجوم . فلم يكن هناك أي مبرر لإخراج هاريسون " صانع اللعب الوحيد " في الفريق، ولم يكن البديل هو اللاعب المناسب، حتى إخراج حسن الراهب صاحب الهدف الوحيد، واللاعب المزعج لدفاعات النصر، لم يكن موفقاً . وقد ساهم هذان التغييران في تراجع الأهلي، ووضعاه تحت ضغط نصراوي متواصل طوال هذا الشوط، واتضح جلياً أن مالك معاذ بعيد جداً عن مستواه، وليس في جاهزيته المعتادة . أمام هذه الأخطاء الفادحة لمدرب الأهلي الذي سلم المباراة لمدرب النصر رادان المغضوب عليه في الشوط الأول من محللي " قنوات النصر " ، حاول مالدينوف أن يصحح أخطائه بإشراك قودوين إلى جانب مالك لإنعاش خط المقدمة . ولكن هذا التدخل، كان يحتاج إلى تواجد البرازيلي هاريسون ليقوم بإمدادهم بالكرات بين المدافعين وخلفهم، كما فعل مع الراهب، عندما كسر بتمريرته الخادعة خط الدفاع النصراوي بأكمله . ولو كان تيسير الجاسم في عافيته الفنية، لقلت للمدرب الذي أحترمه، وأحترم تاريخه كنجم بلغاري كبير، إن تيسير سيقوم بدور صانع اللعب، ولكن تيسير مازال يحتاج إلى وقت كي يعود كما عهدناه . لنتفق أن البداية جاءت مخيبة للآمال، ولم تواكب الطموحات والعمل الكبير الذي قدمته الإدارة الجديدة، فالخسارة إن تبعتها خسارة أخرى أمام الشباب في الجولة الثانية، فقل على الدوري السلام . هذه هي الحقيقة في دوري النقاط والمحترفين، وإن لم يعالج مدرب الأهلي أخطاء المباراة قبل مواجهة الشباب، فإن المهمة المقبلة ستصبح صعبة، وستدخل الفريق في دوامة البحث عن نفسه . الحقيقة الثانية التي يجب أن يتنبه لها مدرب الأهلي، أن قائمته الأساسية واحتياطيه، ليست حكراً على أحد، بل هي للاعب الجاهز والذي يخدم الفريق، ويخدم خطة اللعب . ولذلك لا ينبغي أن يكون لديك لاعب بمواصفات حسن الراهب، وتقوم بتغييره، خاصة في ظل عدم جاهزية مالك معاذ، ولماذا لم يكن التغيير لصالح الجيزاوي ؟ ! ومع ذلك أقول لرئيس الأهلي عبد العزيز العنقري، الذي لاحقته الكاميرا بعد تقدم النصر " فقط " ، وكأنه متهم، بينما تجاهلته هذه الكاميرا عندما كان فريقه متقدماً، لا تقلق، ففريقك قادر على العودة، ولكن بعد مناقشة المدرب على قراراته الفنية في الشوط الثاني . Shk_2222@hotmail .com