قبل أن تغيب الشمس إلى مغربها، أَهدى المشرف العام على كرة اليد في النادي الأهلي العم أحمد بصفر جماهير النادي الأهلي بطولة الأندية الخليجية للعبة. وهذا الرجل بالمناسبة لا يميل للإعلام كما يفعل غيره، ولا تكاد تشعر بوجوده كمتابع رياضي - على رغم وجوده - إلاّ من خلال عمل كبير، وإنجاز بحجم كأس الخليج للأندية أبطال كرة اليد في دول مجلس التعاون. أما في فريق القدم، فالمسؤولون عن الفريق"جيش"يرتدون الثياب، والعقل، ويتطيبون من أفضل الماركات العالمية في العطور، ولكنهم لا يملكون"روح"العم أحمد بصفر. ولذلك نجد أن"بصفر"- الذي سبق - أن أطلقتُ عليه لقب بركة الأهلي - أينما حلّ، حلت البركة بالفريق الذي يشرف عليه، سواء كان فريق السلة الذي أشرف عليه قبل ثلاثة مواسم، أو فريق اليد الذي يشرف عليه حالياً. لكن المهم الآن، هو فريق كرة القدم في النادي الأهلي هذا الموسم قبل أن تغيب شمسه وتلحق"الآسيوية"التي بقي فيها بصيص من الأمل، بكأس ولي العهد وكأس فيصل، ويصبح بلوغ كأس الملك أشبه بپ"سراب"إن لم يضمن الفريق أحد المراكز الخمسة. فإن بقاء الوضع على ما هو عليه لن يزيد قدم الأهلي إلا عثرات، ولن يرسم في المدرجات الخضراء إلاّ آهات، بعد أن تأكد أن لا جدوى من المسكنات، وأن الوضع الحالي يحتاج إلى تدخل جراحي عاجل. والذي أعنيه، هو أن تقدم الإدارة على قرار شجاع، كما فعل الدكتور"أبو داود"وتقدّم استقالتها، فليس المهم البكاء على الأهلي في غرفة اللاعبين، ولكن الأهم من ذلك أن أواجه الموقف بشجاعة، وأضحي من أجل الأهلي! والحل الآخر إذا كان مثل هذا القرار لن يكون موجوداً في قائمة اختيارات الرئيس، هو منح الفريق المشرف خطاب"نهاية خدمة"، مع خطاب شكر على ما فعلوه للأهلي وفي الأهلي هذا الموسم، ويكفي فقط أن الأهلي في عهدة هؤلاء أصبح"ملطشة"، وتعرض هو وجماهيره للإهانة حتى من بعض لاعبيه. وأرى من وجهة نظري الشخصية، أن أفضل من تتطلب وجوده المرحلة المقبلة، ليتولّى الإشراف المباشر على فريق الكرة في النادي، هو الأمير الشاب فهد بن خالد، عضو شرف النادي، والشخصية المحبوبة من اللاعبين، وهو يحظى بتقدير كبير من كبير الأهلاويين الأمير خالد بن عبدالله. ولعلّ الخطوة التالية في طريق الإصلاح، تتمثّل في إلغاء عقد المدرب الحالي نيبوشا، والبحث عن مدرب آخر، يعمل في ما تبقى من منافسات هذا الموسم، ويخطط للموسم المقبل، وفق عمل احترافي ومدروس، وليس عملاً"يمشي بالبركة". إن المؤسف، ليس أن تفقد بطولة، أو تخسر مباراة، أو تُقصى من مسابقة، لكن المؤسف أن يفقد النادي - الذي أطلق عليه الرئيس العام لقب الراقي - هيبته ومكانته وشموخه، ليصبح سوراً تشوهه شخابيط"عيال الحارة". ولذلك، فإن الأهلي بحاجة الآن إلى إعادة التنظيم والنظام داخله، لضبط الأمور، بعد أن عمت الفوضى كل أركانه، فهذا ليس الأهلي أبداً، هذا ليس الأهلي! پ [email protected]