منذ"مونديال"1994 في الولاياتالمتحدة الأميركية، لم أشاهد المنتخب السعودي يقدم لوحة كروية عالية الجودة كتلك، إلاّ في لقائه الودي الدولي الأخير أمام منتخب غانا. لن أقول إن النتيجة ليست مهمة في لقاء ودي، بل سأقول إنها أهم في نظري، ونظر قانون بلاتر وعمه هافيلانغ من أي مستوى، وأقولها صريحة لن نريد مستويات بعد اليوم، فقط نريد أهدافاً. فالأهداف في كرة القدم هي لغة الحوار بين اللاعبين والشباك، وهي تذكرة الدخول إلى عالم الشهرة، واسألوا ياسر القحطاني - النجم الذي يتكلم أهدافاً، وللتأكيد اسألوا نجم تشلسي - إيسيان. إن اتحاد الكرة مطالب الآن بتكرار هذه التجربة، لا أقصد المنتخب ذاته ? غانا - لكن ما أعنيه هو خوض مباريات من هذا النوع مع منتخبات أفريقية وأوروبية، فمن خلالها نقف على مستوى منتخبنا، ومنها نروج لنجومنا. مباراة أخرى، وأخرى، وثالثة، ونجد ياسر في الدوري الانكليزي، ومالك في الدوري الايطالي، والحارثي في"الفرنسي"، وكريري في"الألماني"، والبقية ستلحق بهم، وأهم من ذلك أن"الأخضر"يكون حجز مقعده في كأس العالم المقبلة في جنوب أفريقيا. ولأن هذه الرحلة سريعة جداً، فسأتحول بكم الآن إلى جدة، وتحديداً سآخذكم إلى شارع التحلية حيث مقر النادي الأهلي وفريقه الكروي الذي وضع في محفظته الخاصة ببنك الدوري أربع نقاط من مباراتين أمام الحزم والشباب. وعلى رغم أن الحصيلة تعتبر جيدة، إلاّ أن الملاحظ في الدور الأول من الموسم الماضي، والدور الأول من هذا الموسم، أن اللاعب المحلي يفوق مستواه اللاعب الأجنبي، والإدارة التي أخطأت في الموسم الماضي هي نفسها التي تخطئ هذا الموسم. وهنا أقول لهذه الإدارة، إن هناك فرقاً بين أن تدير نادياً رياضياً به فريق قدم بطل ويقف خلفه جمهور كبير، وبين إدارة مصنع ل?"الحليب"، فكرة القدم لا تعرف القاعدة المالية التي تقول - رأس المال جبان - وإن عرفتها فهي لا تعترف بها. أما كان من الأفضل، بدلاً من إهدار أموال النادي في لاعب مثل نونيز، لو اتجهت إدارة الأهلي إلى تونس، آسف... أقصد السودان، وبحثت عن لاعبين من الهلال والمريخ، فبالتأكيد لن يكونوا أسوأ من نونيز. وأقترح على رئيس الأهلي أن يعرض وليد الجيزاني على النادي البرازيلي الذي قدم منه اللاعب نونيز، هذا إذا كان قدم من نادٍ تُزاول فيه كرة القدم، فربما تحول وقتها الأهلي إلى أول نادٍ سعودي يحترف أحد لاعبيه في الدوري البرازيلي. إن تفوق أي فريق ينطلق في الأساس من فكر الإدارة التي تديره وتشرف عليه، والتي يجب أن تكون مغامرة، وعلى خلفية بقوانين اللعبة وأسرارها، أمّا مفهوم"طبطب وليّس ويطلع كويّس"، فهذا لا يليق بفريق كبير كالأهلي، ترتكب بحقه المخالفات ممن كان قدره أن يديروه اليوم، وربما إلى المجهول. [email protected]