بيّنت مسؤولة الرعاية الصحية المنزلية في مركز الأمير سلمان الاجتماعي، خولة خليل عبدالمهدي، أن إرشاد المسن وأهله وذويه إلى أهمية بث روح القوة والعزيمة والإرادة ومحبة الحياة في نفوس هؤلاء المسنين والمرضى، من أهم الجوانب الإنسانية في الرعاية الصحية المنزلية. وقالت في حوارها مع"الحياة":"ربما يضعف لديهم الإحساس بالاستمتاع بالمتع الجسدية والمادية، إلا أن الحاجات الفكرية والروحية والدينية، قد تقوى عند بعض المسنين والمرضى". وكشفت أن بعض المرضى وذويهم يطلبون من الممرضات العمل لمدة أكثر من الوقت المخصص لهم، وهذا يعتبر من أكبر المعوقات التي تواجه الرعاية الصحية المنزلية... فإلى تفاصيل الحوار: كيف بدأت فكرة الرعاية الصحية المنزلية؟ - للتغيير في نمط الحياة، والارتقاء بالصحة العامة، أثراً واضحاً في متوسط العمر لدى الإنسان، ما أدى إلى ارتفاع متوسط أعمار بني البشر. وهذا بالتالي أدى إلى ازدياد عدد المسنين، وهذه الزيادة تضاعف من العبء المترتب على الأسر والمهتمين بالمرضى من المسنين وغيرهم. وفي هذا السياق يأتي دور قسم الرعاية الصحية المنزلية، وهو مؤسسة أنشئت أساساً للعناية بالمريض في بيته وبيئته الخاصة، مع توفير أقصى ظروف الرعاية والعناية الصحية، من دون إرغام المريض عموماًَ والمسن خصوصاً، على مغادرة محيطه المادي والعاطفي والاجتماعي والإنساني. ما التعريف الأمثل باختصار للرعاية الصحية المنزلية؟ - فكرة الرعاية الصحية المنزلية، تقوم على مبدأ رعاية المريض والعناية به في محيطه الطبيعي وبيئته الخاصة، هذه الطريقة المبتكرة في العناية بالمرضى، لا تستهدف فئة اجتماعية أو عمرية بعينها، بل هي توفر خدماتها إلى الأطفال والنساء والمسنين، مع ما يترتب على ذلك من جودة الخدمة الصحية المقدمة، ومراعاة الحالة الشخصية والنفسية للمريض. ما أهداف الرعاية والعناية الصحية المنزلية وفوائدها؟ - يقدم برنامج الرعاية والعناية الصحية المنزلية للمرضى في منازلهم، وذلك لتجنيب المرضى وكبار السن والعاجزين، مشقة التنقل إلى العيادات والمستشفيات، خصوصاً من تتطلب حالتهم الصحية المراجعة المستمرة. والهدف الثاني هو تحقيق الأهمية القصوى من النواحي النفسية الإيجابية، في الرعاية والعناية الصحية المنزلية، التي يقدمها مختصون بالرعاية المنزلية، أي تلك الخدمة التي تقدمها ممرضات متخصصات ومدربات في المنازل، له أثر نفسي إيجابي كبير، أفضل من بقائهم في المستشفيات، أو في مقرات العجزة ومراكزهم. كما يهدف أيضاً إلى الحد من طول فترة الاستشفاء وكلفتها الكثيرة، وكذلك مراعاة المحيط العائلي للمريض، والبيئة الخاصة له، والمسنين. كما أن الرعاية الصحية المنزلية تؤدي أيضاً إلى عدم عزل المسن عن بيئته الخاصة، وتوفير فرص التفاعل الطبيعي له مع الأبناء والأزواج والأقارب. إضافة إلى عدم تخلي المسن عن أداء الكثير من أدواره الشخصية والاجتماعية داخل الأسرة. ما أوجه النشاطات والممارسات الخاصة بالرعاية الصحية المنزلية؟ - هناك الكثير من الخدمات التي تقدمها الرعاية الصحية المنزلية، أبرزها الخدمات التمريضية المنزلية الدائمة، وخدمة ما بعد الولادة، كالعناية بصحة الأم والمولود ومراقبة نموه وطريقة رضاعته وتلقيحاته اللازمة. وكذلك مرافقة المرضى في الرحلات العلاجية والسياحية داخل المملكة وخارجها، والإشراف على مرضى الجهاز التنفسي وخدمة المرضى الذين يحتاجون إلى غسل الكلى. كما نقدم خدمات خاصة لكبار السن، وهي أهم الخدمات التي نقدمها. ما أهم الجوانب الإنسانية في الرعاية الصحية المنزلية؟ - إرشاد المسن وأهله وذويه إلى أهمية بث روح القوة والعزيمة والإرادة ومحبة الحياة في نفوس هؤلاء المسنين والمرضى، كما نعرفهم جميعاً بجوانب الضعف عند هؤلاء المرضى، إذ ربما يضعف لديهم الإحساس بالاستمتاع بالمتع الجسدية والمادية، إلا أن الحاجات الفكرية والروحية والدينية، قد تقوى عند بعض المسنين والمرضى. هل عملكم يهدف إلى تحقيق الربح أحياناً في تعاملكم مع المرضى الذين ترعاهم الجمعيات الخيرية؟ - إن تعاون قسم الرعاية الصحية المنزلية مع الجمعيات الخيرية التي ترعى المرضى، يهدف أول ما يهدف بعيداً عن اشتراط تحقيق الربح إلى خدمة المريض أولاً وطلب الأجر والثواب من الله عز وجل بكلفة لا تكاد تصل إلى الكلفة الحقيقية، وهذا ما نسعى له في الأساس. ما العقبات التي تواجهها الرعاية الصحية المنزلية؟ - إن بعض المرضى وذويهم يطلبون من الممرضات العمل لمدة أكثر من الوقت المخصص لهم، أو يسيئوا معاملة الممرضة، نتيجة لظروف مرضهم ومن غير قصد أو تعمد، ولكن لدينا، والحمد لله، ممرضات مؤهلات ومدربات وذوات خبرة عملية طويلة في هذا المجال، ويعرفن واجباتهن تمام المعرفة، ويتمتعن بالصبر وحسن التصرف واللباقة.