سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وصف الاقتصاد السعودي بالقوة ... وشدد على ضرورة التنويع والاهتمام بالتقنية . نائب رئيس "إنتل" ل "الحياة" : عدم توافر "الخبرات" وراء تأخير إقامة مصنع في السعودية
كشف نائب رئيس مجلس إدارة شركة إنتل العالمية غوردن غريليش أن عدم توافر الخبرات الكافية وراء عدم إنشاء الشركة مصنعاً لها في السعودية، معرباً عن أمله بأن تتوافر الخبرات في المستقبل بشكل أكبر في مجال التقنية، وهو ما يساعد في إقامة مصنع لها. ووصف غريليش في حوار مع"الحياة"الاقتصاد السعودي بأنه قوي، لكنه انتقد اعتماده على النفط فقط، وقال إن من غير المعقول أن يعتمد الاقتصاد السعودي على النفط فقط، وأن يكون قطاعاً واحداً فقط في البلد يوظف الجميع. وحث السعودية على أن تنتقل إلى العصر المعرفي لتنويع الاقتصادات، ان قطاع التقنية سيكون القطاع الثاني في المستقبل في قيمته الاقتصادية. وأشار إلى الاتفاق مع شركة الاتصالات السعودية على نشر"الإنترنت"في السعودية من خلال تقنية"الواي ماكس"اللاسلكية، لافتاً إلى المساعدات الكبيرة التي تقدمها"انتل"لشركة أرامكو السعودية، من خلال تقنية تساعد في العثور على آبار النفط، من دون الاضطرار إلى تحمل تكاليف الحفر والتنقيب. وهنا نص الحوار: تقوم شركة إنتل منذ إطلاقها بخدمات في مجال خدمة المجتمع، ما الذي تنوي الشركة تقديمه في هذا المجال في السعودية؟ - قمت بعقد عدد من اللقاءات مع مسؤولين في مجال التعليم الإلكتروني، لتقدم الشركة المساعدة في مجال التعليم الإلكتروني، وتوفر خبراتها في مجال التعليم في هذا القرن، الذي يعتبر قرن التكنولوجيا المتطورة والاعتماد عليها بشكل كبير، وتُنظم الشركة منتدى عالمياً كل عام تحت مسمى"منتدى إنتل للهندسة والعلوم"، يشارك فيه طلاب من مختلف دول العالم، ويقومون بعرض مبتكراتهم، والسعودية شاركت العام الماضي، وحصل هؤلاء السعوديون على جائزتين، إحداهما ابتكار حذاء لمساعدة المصابين بالعمى، وستكون المشاركة العام المقبل أكبر. التقيتم مسؤولين سعوديين في مجال التعليم، ما محور النقاش الذي دار بينكم؟ - التقيت عدداً من المسؤولين في وزارة التعليم يعتبرون على رأس الهرم، وتحدثت معهم في مفهوم جديد تسعى"إنتل"إلى تطبيقه، وسيفيد كثيراً في مجال التعليم، وهو تطبيق التعليم واحد لواحد، ونعني به نقل التعليم للقرن ال 21، وهو ألا يكون المُعلم هو مصدر المعلومة الوحيدة ولا محور العملية التعليمية، والبعد عن عملية التلقين، وأن يكون الطالب هو محور التعلم، وأن يكون للمعلم والطالب جهازان كل في حدة، ويقوم الطالب بالبحث والتعلم من خلال الجهاز، ويقتصر دور المعلم على التوجيه فقط، كما أنني دعوت المسؤولين إلى ضرورة توصيل"الإنترنت"بسرعات عالية للمدارس. وكيف كان تجاوب المسؤولين السعوديين؟ وهل هناك تقارب في وجهات النظر؟ - في الحقيقة حين ناقشنا هذه التقنية الحديثة مع مسؤولي التعليم في السعودية ومع"موهبة"أوضحوا أن هناك عدداً من الإشكالات التي تواجههم، منها توصيل"الإنترنت"السريع للمدارس DSL لجميع المدارس، والعقبة الثانية هي إنشاء محتوى تعليمي باللغة العربية لجميع المواد وهو قليل، والجميع اتفقوا على ضرورة وجود محتوى تعليمي كاف باللغة العربية، سواء على أقراص أو"إنترنت"، وأطلعنا المسؤولين على أن الإشكالية ليست من الوزارة فحسب، بل لابد من وجود تعاون بين كل القطاعات، ونحن نستغرب عدم تعاون الوزارة مع مشغلي الاتصالات، والتي نجدها في كثير من البلدان التي تعاونا معها. ونحن لدينا في"إنتل"بوابة إلكترونية تحوي معلومات ومحتويات تعليمية للطلاب وهي مجانية، وتم تعريب هذه البوابة مع إحدى شركات القطاع الخاص في السعودية، للمرة الأولى، ويستطيع أي فرد الدخول عليها والتعلم من خلالها، وتحوي على أدوات تساعد في ممارسة البحث وهو تفاعلي بشكل كبير، ومجاني أيضاً، ويستطيع الطالب أن يقوم بعمل ملخصات وكتب من خلال هذه البوابة. كيف تقيمون التطور الحاصل في التقنية في السعودية؟ وهل يبشر بخير؟ وهل أصبحت السعودية تجاري الدول المتقدمة؟ - لقد قمت بجولات عدة في محال بيع أجهزة الحاسب الآلي وملحقاته في مختلف أحياء الرياض والتي تبيع بنظام التجزئة، ورأيت نقلة نوعية في هذا المجال، وأصبح هناك إقبال كبير على الشراء، وكذلك وجدت محال كبيرة ومتنوعة خاصة بلوازم الحاسب الآلي. من المعلوم أن"إنتل"أكبر شركة لتصنيع المعالجات المختصة بالحاسب الآلي، الذي تضررت مبيعاته في فترة ماضية بسبب تعطل الكيابل، هل هناك علاج لهذه المشكلة اقترحته"إنتل"؟ - بعد المشكلات الكبيرة التي حصلت في قطاع"الإنترنت"في دول الخليج والشرق الأوسط، بسبب تعطل بعض الكيابل البحرية التي تربط الشرق الأوسط بأوروبا من خلال"الإنترنت"، قمنا مع عدد من شركائنا بالعمل في مجال تقنية حديثة ل"الإنترنت"، وهي تعاون للشركة مع شركات الاتصالات السعودية والمنطقة ككل من خلال تقنية"الواي ماكس"، وتقوم هذه الخدمة بتوصيل"الإنترنت"على نطاق واسع قد يتسع لمدينة كاملة لاسلكياً، ولا تحتاج لكيابل أرضية، وسننشر تقنية"الواي ماكس"في جميع مناطق السعودية خلال فترة قريبة بعد تعاوننا مع شركة الاتصالات في السعودية، وستكون هذه الخدمة هي الواجهة الجديدة، وخير مثال الشارع الذكي في الرياض، وبدأت الشركات توفرها تجارياً، وسيعم السعودية خلال العام الحالي. يُقام في السعودية عدد من المدن الاقتصادية، والتي ستكون على مستوى عال من التقنية، ما دور شركة كبيرة وعالمية وذات خبرة في مجال التقنية ك"إنتل"في هذه المدن؟ - نحن التقينا المسؤولين في مدينة المعرفة الاقتصادية في المدينةالمنورة، وأنا معجب بالفكر الذي انطلقوا به، وهو الرؤية للمستقبل وليس للحاضر فقط، وهذا الموضوع مهم جداً، إذ إننا ننظر جميعاً من الآن للتقنيات المستقبلية، وقدمنا للمدينة فكرة عن المعالجات المستقبلية وهذه نظرة رائعة، ونحن نبحث مع المدينة الاقتصادية عن طرق جديدة لاستخدامات الحاسبات الآلية. نفهم من حديثكم أن هناك رؤية موحدة مع المدينة الاقتصادية بخصوص التقنية، هل وقعتم عقوداً مع المدينة، أم ماذا؟ - بخصوص التعاون بين المدينة الاقتصادية و"إنتل"نحن وقعنا مذكرات تفاهم بيننا العام الماضي، وبموجبها توفر"انتل"خبراتها الاستشارية في مجال التقنية للمدينة، وكذلك تحدثنا معهم ليس فقط عن طريقة استخدام التقنية هناك، بل أن تكون المدينة مثالاً عالمياً لاستخدام التقنية على نطاق واسع. ما الجديد الذي ستقدمه"إنتل"في مجال دعم الحاسب الآلي، خصوصاً أن الشركة تعتبر الرائدة في مجال تقنية المعالجات وصناعتها؟ - نحن سنوفر فئة جديدة من أجهزة الحاسب الآلي، والذي أطلق عليه"mid"أو جهاز الإنترنت، وسيكون مخصصاً للإنترنت فقط، وهو الآن متوافر لجميع الشركات المصنعة لأجهزة الحاسب العالمية، ومع نهاية العام ستطرح المنتجات في الأسواق وفي هذا الوقت ستُطرح في أميركا، ونحن عرضنا أن يتم الاستفادة منها في موسم الحج، وفي قطاعات الصحة والمستشفيات، إذ إنها ستكون قليلة في استهلاك الطاقة، وسيدوم حجم"البطارية"أكثر من يومين، كما أنه سيكون مرتبطاً بالانترنت لاسلكياً وبشكل دائم. يقوم الاقتصاد السعودي بشكل أساسي على تصدير النفط، ما الدور الذي تلعبه"إنتل"في تقديم المساعدة في هذا المجال للسعودية؟ - لدينا مستويات عدة للتعاون مع شركات النفط والغاز في السعودية، ونحن نتعاون بشكل مباشر مع"أرامكو"في ما يتعلق بتهيئة البرمجيات التي لديها في تقنية النفط، من خلال حفر الآبار والبحث عن مناطق جديدة يوجد بها نفط دون الحاجة للحفر من أجل البحث. اهتمت الحكومة السعودية بمجال التقنية وتدريسها، ما الدور الذي ستقوم به"إنتل"في هذا المجال؟ - نحن في"إنتل"نهتم بشكل كبير بمجال تعليم التقنية، وقمنا بتأسيس مختبر في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أسميناه مختبر"إنتل لكفاءة الطاقة"، وقمنا بتوفير الطلاب والمدرسين هناك، ويُستخدم المختبر لمواءمة التقنيات والبرمجيات المستخدمة في مجال النفط والطاقة في مجال الحوسبة، كما أن قطاع النفط والغاز قريب جداً من قطاع التقنية، وهما مرتبطان بشكل كبير، وهذا المختبر يقوم بمحاكاة الواقع ولكن بشكل تعليمي ومن دون ضرر أو خسائر مادية، ويكون عن طريق الحاسب الآلي، ومن الضروري أن تُخرج السعودية مهندسين في مجال التقنية، وتقدم"إنتل"خبراتها في السعودية، خصوصاً في مجال تقنية النفط. مع الإقبال الكبير الذي تشهده معالجات"إنتل"في السعودية، والمبالغ الباهظة التي تدفعها من أجل توصيلها للسعودية، هل تنوي"إنتل"عمل مصنع في السعودية لتسهيل هذه الأمور؟ - منعتنا قلة الخبرة لدى السعوديين من إنشاء مصنع فيها، ونحن حين ننوي عمل مصنع في اي مكان لابد أن يكون فيه العاملون، ويوجد من يديره من أهل البلد وهو أمر صعب في السعودية، وقد وجهنا اهتمامنا إلى مجال التعليم، ونأمل في المستقبل بأن تتوافر الخبرات بشكل أكبر في مجال التقنية وعند ذلك بالإمكان إقامة مصنع. بخصوص التضخم الذي تعيشه دول العالم والسعودية، وكذلك انخفاض قيمة الدولار، هل أثر ذلك بشكل كبير في"إنتل"تسويقاً وإنتاجاً؟ - التضخم وانخفاض الدولار موضوعان وقتيان، ونحن في أميركا نعمل على تنوع مجالات العمل، وألا يكون معتمداً على جانب واحد، فلدينا آلاف الابتكارات والشركات، ومع الوقت ستتحسن الأمور كثيراً وسيعود الدولار لسابق عهده، أما بخصوص مبيعات"إنتل"فهي لم تتأثر بتراجع الدولار، لأنها تعتبر الشركة الرائدة في مجالها وليس لها ارتباط بالحكومة بصفة كبيرة. ما الذي تراه في الاقتصاد السعودي، وما النصيحة التي توجهها لأصحاب الشركات التي تشعر بأهميتها ويجب تنفيذها؟ - الاقتصاد السعودي قوي في الوقت الحالي، لكن من غير المعقول أن يكون خلال الأعوام المقبلة الاعتماد الكلي على النفط فقط، بل لا بد أن يكون هناك أكثر من دخل للدولة. وليس من المعقول أن يكون قطاع واحد فقط في البلد يوظف الجميع، فالسعودية لابد أن تنتقل للعصر المعرفي لتنويع الاقتصاديات، وكذلك قطاع التقنية الذي بحسب الدراسات سيكون القطاع الثاني في المستقبل في قيمته الاقتصادية. كيف ترون مبيعات الحاسب الآلي في السعودية والشرق الأوسط؟ - السوق في السعودية مشجعة جداً، فالشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا هي أسرع الأسواق نمواً في العالم، والسعودية تنمو بشكل هائل في سوق الحاسب الآلي لسببين، الأول هو قطاع البيع بالتجزئة الذي أصبح متطوراً كثيراً، وتوجهات الحكومة بحثِّ المواطنين على استخدام التقنية سواء في العمل أو المنزل التي ظهرت نتائجها أخيراً، والسبب الآخر هو أنه يوجد الكثير لم يحصلوا على أجهزة حاسوب وحين يزيد انتشار الإنترنت تزداد المبيعات. في رأيك ما الذي يميز سوق الحاسب السعودية عن أسواق المنطقة الأخرى؟ - الذي يميز السوق السعودية هو ميل غالبية المستخدمين لأجهزة الحاسب الآلي المتنقل"اللاب توب"عن المكتبي، الذي يمثل نحو 70 في المئة في مقابل 30 في المئة للحاسب المكتبي، بينما في جميع أوروبا يتقاسم المكتبي والمحمول السوق بالتساوي، وهذا يدل على أن المستهلك يفضل التقنيات المحمولة، وسيزيد الطلب عليها خلال الأعوام المقبلة، وقد يكتسح المحمول السوق ويغطي أكثر من 85 في المئة بحسب دراسة لدينا وبحسب الأجهزة التي تم شحنها، ونمو الحاسب الآلي السنوي في السعودي يقدر ب 20 في المئة سنوياً. ما الخدمات التي ستقدمها"إنتل"للسعودية سواء للشركات أو الجهات التعليمية أو الحكومة؟ - ستقدم"إنتل"في المستقبل القريب خدمات اجتماعية أكبر في السعودية سواء من خلال وزارة التعليم العام أو العالي، أما بخصوص الشركات، فستقوم"إنتل"بالعمل مع شركات تجميع الحاسب الآلي المحلي، ولدينا برنامج تحت اسم"شركاء إنتل"، وهو أن تقوم الشركة بتوصيل المعالجات فور ظهورها في أوروبا وأميركا للشركات المحلية في الوقت نفسه، ما يساعد على سرعة وصول التقنية للسعودية في وقت باكر.