سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدينز : إمكاناتكم كبيره ولكن التحديات أمامكم أكبر... والعام القادم سيكون عام التقنية في السعودية في لقاء خاص ب«الرياض» مع مديرة انتل في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا
تحب ان يطلق عليها اسم السيدة عائشة، اسمها اشيغول الدينز من مواليد مدينة ازمير التركية ، حازت على شهادة البكالوريوس في ادارة الاعمال من جامعة البسفور العريقة وفي عام 1996 حصلت على شهادة الماجستير في الاتصالات الاليكترونية من جامعة سان فرانسيسكو حيث اختارت كموضوع لأطروحتها «اتصالات الانترنت في الأسواق الناشئة» وقد عملت منذ ذلك الحين في شركات متنوعه في مجال الاعلام وخدمات الانترنت في كل من سان فرانسيسكو واسطنبول ثم التحقت بالعمل في شركة انتل (احد اكبر مصنعي الرقائق والمعالجات الدقيقة في العالم ان لم تكن اكبرها) في عام 1998 كمديرة لبرامج التسويق لمنطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط وأفريقيا قبل ان تصبح مديرة انتل المحلي لتركيا ثم اخيرا مديرة المنطقة للشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا لتشرف على كافة مشاريع الشركة الضخمة في اكثر من 64 دولة. انتل اختصت جريدة الرياض في هذا للقاء المثير، حيث كانت الدينز في زيارتها الاولى لمدينة الرياض وهي الزيارة الثانية للمملكة حيث زارت في المرة الاولى مدينة جدة فقط، أما هذه الزيارة فستكون لجدةوالرياض والدمام، وفي بداية اللقاء كان الحديث عن سهولة الحصول على تاشيرة الزيارة خاصة وانها قادمة مع زوجها ولديها دعوه من شركة انتل السعودية وان السفارة لم تظهر اي تأخير في الحصول عليها ثم انتقل الحديث الى ماهو اهم بالنسبة لنا في السعودية مثل معرفة وجه نظر الشركة تجاه الاوضاع المتعلقة بتقنية المعلومات لدينا ثم الاستفادة من خبرات السيدة الدينز في هذا المجال كونها ومن خلال هذا المركز الرفيع في الشركة تلتقي بالمسئولين الكبار في كل دول المنطقة وعلى اطلاع بالاوضاع التقنية لها، واليكم اللقاء: '' هل يمكنك اعطاؤنا فكرة موجزة عن مشاريع انتل في المنطقة وفي السعودية؟ - نحن في انتل نسعى لوصول احدث التقنيات في مجال المعلومات الى سكان المنطقة ومن ضمنها السعودية وذلك نظرا لمكانتها الاقتصادية وعدد السكان كما ان لدينا شبكة كبيرة من الشركاء يساهمون معنا في تحقيق هذا الهدف ووصول هذه التقنيات المتطورة الى كافة القطاعات في الدولة بدء من الاشخاص العاديين الذين يرغبون في اقتناء جهاز حاسب والدخول الى الانترنت ثم الى الشركات الصغيرة والمتوسطة ومنها الى الشركات الكبرى والدوائر الحكومية ، ومثال ذلك مركزنا في ابوظبي لدعم شركات الخدمات النقطية والذي تضمن اكثر من مجرد بيع اجهزة بل اشتمل مشاريعا بحثية ودراسات فنية وتقديم الاستشارات لأفضل الحلول المتوفرة والمناسبة لتطوير النظم المطروحه. '' وماهي استراتيجية الشركة للعمل مع السعوديين ؟ - في انتل نعطي اهتماما كبيرا لكافة مدن وقرى المملكة بلا استثناء وليس فقط المدن الكبرى او الشركات الكبرى والقطاعات الحكومية ، وانا ارى ان الحكومة السعودية تعطي اهتماما كبيرا بقطاع المعلومات وتطوير قدراتها في هذا المجال لهذا نسعى للعمل مع الحكومة السعودية لإقامة استثمارات طويلة الاجل بنظام المشاركة لكي تصل احدث التقنيات الى كل مكان في السعودية، وكجزء من مسئوليتنا نحاول اظهار مدى تأثير الحاسب الشخصي في حياة الناس وكيف يمكن له ان يغير في طريقة حياتنا للأفضل، ومن وجهة نظري فان عام 2005م سيشهد الكثير من التطور والتحول نحو استخدام الحاسب والانترنت وما يتبع ذلك من عمليات التدريب والتسويق. '' مالذي يدعوك الى هذا الاعتقاد؟ اعني حدوث نقلة في الاقبال على الحاسب في السعودية؟ - انا ارى ان هناك اهتماماً كبيراً بالحاسب والانتنرت كما ان القدرة الشرائية لدى المواطن كبيرة بالاضافة الى انخفاض اسعار اجهزة الحاسب ومع ذلك فان بعض الدراسات تظهر ان نسبة الاستحواذ على جهاز حاسب في المنزل السعودي لا تتجاوز 10٪ وهي نسبة متدنية مقارنه بالعالم الخارجي الذي تصل فيه هذه النسبة الى 45٪، ولاشك ان اهتمام الناس بالحاسب سيزيد مع بدأ الاعتماد على الحاسب في تنفيذ بعض متطلبات اعمالهم اليومية . '' مؤخرا رأينا انتل تعطي اهتماما كبيرا لتقنية سنترينو، فما الذي جعلها تضع كل ثقلها في هذه التقنية ؟ - لقد رأت الشركة اهتاما الناس الكبير بالحاسبات المتنقله وبرغبتهم في تنفيذ بعض اعمالهم المكتبية مثل الانترنت والبريد الاليكترونية واعمال اخرى مختلفة في اماكن خارج إطار المنزل او المكتب مثل المقاهي والمطارات ومع توفر الشبكات اللاسليكة اصبح الناس قادرين على البقاء على اتصال مع اعمالهم ومكاتبهم اينما كانوا وبحرية تامة وبدون اسلاك ولهذا جائت تقنية سنترينو لتركز على تحقيق هذا الهدف الذي يحتاجه الناس وذلك من خلال عدة عوامل مهمة منها على سبيل المثال استهلاك اقل للطاقة لكي يطول عمر البطارية بحيث وصلت مدة عملها الى ستة ساعات وهي مدة مناسبة للرحلات الطويلة بحيث يمكن للشخص كتابة ملاحظاته وخطاباته اثناء وجوده على متن الطائرة وعندما يصل الى المطار يدخل الى الانترنت ويرسل اعماله الى مكتبة وموظفيه ويتلقى ايضا بريده الاليكترونية ومن هنا ننتقل الى الميزة الثانية في هذه التقنية وهي القدرات اللاسلكية ، حيث يمكن لجهاز الحاسب التعرف بسرعه على الشبكة اللاسلكية في محيطة والدخول لها واستخدامها وهذا بفضل الامان والتوافق بين هذه التقنية ومعظم الشبكات اللاسلكية ولدينا هنا شراكة مع اول نت التي تنسق مع شركة اكتف ميديا لتذليل اي عقابات فنية . '' مارأيك في توجهات الدول العربية اتجاه استخدام تقنية المعلومات وهل ترينها تساعد على تطور نظم المعلومات في المنطقة العربية؟ - نعم، هناك بعض الدول العربية التي اعطت اهتماما كبيرا وتقديرا لتقنية المعلومات وادركت مدى تاثيرها المباشر على حياة الناس ومستقبلهم مثل السعودية ومصر والمغرب والاردن وبعض دول الخليج ، والحقيقة مع وجود الامكانيات الكبيرة لبعض الدول فان التحديات اكبر لصناعة مجتمع قادر على التعامل مع الحاسب ، ويمكن تلخيص هذه التحديات في اتجاهين: الاول، تعويد الناس وتدريبهم على استخدام الحاسب وتعريفهم بمدى اهميته في حياتهم ، وثانيا وفي نفس الوقت اللحاق بآخر التقنيات المطروحة في السوق وذلك لأننا نرى كيف تتطور التقنيات بشكل سريع جدا. '' وماذا عن مجالات التعاون مع القطاع النفطي وشركات صناعة النفط ؟ - بالطبع فإن اعمال البترول هي من اهم القطاعات في المنطقة ولهذا فلا بد لهذه الشركات من استخدام احدث التقنيات والحلول لبقاء الانتاجية في اعلى مستوياتها ولنا في هذا المجال تعاون كبير من خلال شركاء محليين وشركات برمجة وشبكات لتقديم خدمات راقية جدا ومثال ذلك مركز إنتل للكفائة في الخدمات النفطية Energy Competency Center في ابوظبي كما ان لدينا تعاوناً كبيراً مع شركات نفطية سعودية مثل ارامكو وهي بالنسبة لنا مهمة بالتاكيد. '' وماذا عن استراتيجية الشركة في مجال اجهزة الحاسب الشخصي للأفراد العاديين ، ومذكرة التفاهم مع الحكومة السعودية؟ - كما قلت فان الاهتمام بالحاسبات الشخصية عمل اساسي ، وهناك حالتان اود ذكرهما هما: 1 وجود بعض الناس الذين لايدركون كيف يؤثر الحاسب في حياتهم . 2 وجود بعض الناس الذين لديهم المعرفة بأهمية الحاسب وكيفية تأثيره في حياتهم ويريدون استخدام الحاسب ولكنهم لا يستطيعون دفع التكاليف من ثمن الجهاز او تكاليف الانترنت ، ومن هنا يأتي دور الحكومات في المنطقة نحو التثقيف والتدريب والتعليم وكذلك مساعدة الناس على اقتناء الاجهزة بوسائل الدفع المختلفة كالاقساط وكذلك تسهيل استخدام وسائل التقنية مثل الانترنت. '' هذا سؤال مهم بالنسبة لنا في السعودية وهو يتعلق بنقل التقنية وتوطينها، فالسعودية تنفق مبالغ طائلة في شراء أحدث الاجهزة والشبكات وتطوير نظم المعلومات ، ولكن هناك شعوراً بأن ما تحقق ليس كافيا ولا يتناسب مع امكانات وقدرات الشباب السعودي حيث لا يوجد مصانع او معامل بحثية على درجة عالية من التقنية في السعودية، في رأيك كيف يمكن للسعودية ان تجذب القطاع الخاص نحو بناء قاعدة تقنية حديثة في السعودية؟ - في رأي انه لا يجب ان تكون كل الدول مصدرة للتقنية، ولكن عند الرغبة في ذلك نحتاج الى الكثير والكثير من العمل المضني، وهو امر غير مستحيل ابدا وسأذكر هنا على سبيل بلد كأيرلندا مثلا لم تكن تصدر سوى الطماطم قبل 25 عاما والآن هي واحدة من اكبر مصنعي الاليكترونيات اما في تركيا فلا تصنع قطع إليكترونية ولكنها بنت صناعة مبنية على تقنيات خارجية مثل الاجهزة المنزلية ، وفي الهند نجحت في صناعه البرمجيات مشكل كبير وحققت تقدما كبيرا في هذا المجال، ومن هنا فانه اذا كانت لديك القدرة على التعامل مع التقنيات الحديثة ومن ثم استغلالها بالشكل الامثل واكتشفت القدرات الكامنه في مجتمعك وماذا لديك من فرص متاحه في السوق بالاضافة الى تذليل العقبات التي قد تقف حائلا امام الابداع والصناعه واتخاذ خطوات جريئة وقوية مثل انشاء مناطق حرة والتخلص من البيروقراطية وتطوير التعليم وفتح مجالات الانتاج وتشجيعه كلها ستثمر على إيجاد بيئة مناسبة للانتاج التقني.