على موقع إخباري أجنبي تابعت تقريراً مصوراً باللغة الانكليزية، يلقي الضوء على الفتيات وممارسة العنف ضد بعضهن البعض، خصوصاً في المدارس والجامعات والتجمعات الخاصة بهن مثل السكن، وغيرها مما يتاح للأنثى بالتحوّل الوحشي القاسي الذي تظهر فيه الفتاة أو المرأة وكأنها تقمصت دور الرجل الشرس... لكي أوضح للقارئ، تكون عندهن حال من التصابي والفتوة والتزعم، بل ربما تكون عندهن حالات تجمعات أو على شكل مبسط من العصابات، تلك المشكلة تثير انتباه المربين والمهتمين برصد الظواهر المجتمعية المستجدة. ومثلي مثل كل الذين نظروا للتقرير أصبت بالدهشة من شراسة فتاة بدت - كما يقول التقرير - وهى في العشرينات من عمرها تهاجم واحدة أخرى في سنها بالصفعات والعبارات النابية بصوت عالٍ ولكمات، بعدها المصارعة، ثم تطرحها أرضاً وبضرب متكرر على الرأس لو وقع على جسم صلب لهشّمه، التقرير عن العنف المؤلم يرصد لنا توحّش الأنثى وتحوّلها لوحش كاسر في شكل من أشكال أفلام الخيال العلمي التي تصوّر لنا عالماً يجري اختباراته في مختبراته ليخرج لنا بمحلول أو دواء من يسقط عليه أو يتناوله أو يوخز بمادته وتسري في دمه يتحول إلى مسخ يدمّر ويتلف كل شيء حوله، مثل هذا المنظر من المشاهد العنيفة التي ظهرت بها الفتيات في ذلك التقرير، وكأنهن تناولن شيئاً من تلك المواد المختبرة الخطرة! وبحكم العولمة والتعولم يتسرب كثير من المظاهر والأشياء التربوية والاجتماعية وتنتقل وتعدي مثل انفلونزا الطيور أو جنون البقر، لأن المرأة تحولت فيه فجأة من ذلك المخلوق الوديع مثال الرحمة والشفقة والرقة والحنان والمخلوق الذي تغنى به الشعراء غزلاً، ومدحاً في جماله ودلعه وغنجه، فجأة تخلع كل تلك الأوصاف وتصبح بتلك الشراسة! لا أخفيكم سراً فقد سرت فيّ قشعريرة ودهمني رعب لا على نفسي ولكن على صغيراتي حينما يتجهن لمثل تلك التجمعات، ويقعن لظرف أو آخر تحت رحمة فتاة مسخ مثل تلك، إنه شيء خارق للعادة، حمى الله صغيراتي"جواهر"و"حسن"وكل غالٍ عليكم وقريباتكم وبنات المسلمين من كل سوء ومكروه آمين. ربما بعض المسلسلات الخليجية الجريئة تناولت بعض مظاهر المشكلة خصوصاً في التحرشات الجنسية، وطريقة الملابس وترك الزينة، لكن بوق الخطر جاء ينفخ فيه أحد أولياء الأمور الخائفين ليحكي لي عن موقف مرعب حصل لفتاته، جعلها تكره المدرسة وتخاف منها وترفض الذهاب إليها لوجود نوعية من تلك النوعيات المتوحشة من الفتيات في المدرسة التي تدرس بها ابنته... إذ لم يحصل لها غير تخويف وتهديد بأن تنضم لهن وتنفذ أوامرهن وإلا فسيفعلن بها وسيفعلن ما يؤلمها، ما جعل تلك المسكينة تخاف ويفقد وجهها صفاءه ويتبدل بالشحوب والخوف والرعب من هول ما رأت من تلك الزمرة من الفتيات! عقب مشاهدتي لذلك التقرير، تذكرت ذلك الرجل وما حكاه عن موقف ابنته وما حصل معها... لكن حوادث أخرى نقلتها لنا الصحف المحلية من حمل بعض الفتيات لمواد صلبة في حقائبهن، أو هواتف بكاميرات للتصوير والتهديد به، أو تبادل مواد غير لائقة وحركات مرفوضة ومواعيد لقاءات وتبادل أرقام هاتفية وصور لشبان، أو مشاهير، وعناوين لمواقع مريبة على الشبكة العنكبوتية، وكتابة رسائل متبادلة بينهن، وأحياناً رسائل على جوالات بعض معلماتهن تحوي كلمات فاضحة، ما يجعل بعض المعلمات يقعن في حرج من تلك العناصر الغريبة الموجودة في محاضن تربوية يقع فيها مثل ذلك التهديد، وذلك الإجرام في حق بريئات، مثل ما وقع من طالبة تهجمت على معلمتها بشكل وحشي، شدت شعر تلك المعلمة الفقيرة وأسقطتها أرضاً، وانهالت عليها بالصفعات والضربات والركل والتشويه بالعض و"التخميش"بالأظافر الخشنة الطويلة، التي كأنها لم تخلق ولم تعد إلا للأغراض الهجومية، ما عجزت معه كل وسائل تلك المعلمة الدفاعية، على رغم أن الهجوم الشرس حصل لتلك المعلمة في ساحة المدرسة وبمقربة منها عدد من المعلمات حاولن جهدهن لتخليص زميلتهن من تلك الفتاة المتوحشة، وعبثاً ذهبت محاولاتهن هباءً... فهناك قوة غريبة كقوة المصارعين الذين يظهرون لنا بالشاشة، كمخلوقات غريبة لا تجدي معهم كل محاولات التخليص العادية لتقع تلك المعلمة صريعة مغشياً عليها من المفاجأة ومن سيل اللكمات والضربات الشرسة جداً! هؤلاء الفتيات المتوحشات اللاتي ظهرن في التقرير، مجرد أمثلة لنماذج غير مألوفة من جنس الفتيات عندنا، وأنا لم أشر إلى الحالات الكثيرة التي تشهدها دور الرعاية الاجتماعية للفتيات، وفي المستشفيات، وفي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولدى الشرطة، وفي السجون فهي أشد وأنكى! المطلوب أن نحاول رصد هذه الظاهرة الغريبة ونتقصى أسبابها ودوافعها لنعمل على وأدها، خصوصاً أن بعض الحالات تظهر فيها روح الجريمة المنظمة، أو شكل العصابات التي من جنس الإناث فقط أو"المختلطة"من الجنسين والعياذ بالله. * عضو الجمعية السعودية للإدارة [email protected]