اقتحم شاب "25 سنة" أحد الفصول الدراسية في مدرسة متوسطة بمدينة العلا, وانهال بالضرب المبرح على أحد مدرسي الرياضيات، حتى كاد يفتك به، مهدداً بقتله، واستطاع عدد من المعلمين تخليص المعلم المعتدَى عليه من يد الجاني بصعوبة شديدة، وقاموا بإبلاغ الشرطة التي ألقت القبض عليه, ونُقل المدرس إلى المستشفى؛ حيث أُصيب بإصابات بالغة في عينه؛ حيث كاد يفقدها، وكذلك في جميع أنحاء جسمه. الحادثة وقعت في مدرسة عمار بن ياسر الابتدائية والمتوسطة بالعلا، وكما رواها المعلم "ف. ث - 25 سنة" ل"سبق" فإنه كان موجوداً في الفصل في "حصة انتظار"؛ حيث أغلق باب الفصل وطلب من التلاميذ إخراج دفاترهم، وأثناء اطلاعه على دفتر التحضير الخاص به إذا بباب الفصل يُفتح بقوة, ويدخل شخص لم يتبيّن ملامحه وينهال عليه بالضرب المبرح. وأضاف: "حاولت تفادي الضرب الشرس واللكمات العنيفة التي يوجهها إلى رأسي ووجهي، وانزويت في ركن من الفصل، أضع يديّ على رأسي وأخبئ وجهي، إلا أنه استمر في ضربه لي". وتابع المعلم المجني عليه قائلاً: "هرع بعض الزملاء المعلمين إليّ في الفصل، واستطاعوا بعد جهد كبير تخليصي من أيدي الجاني، الذي كان يهجم علي بشراسة، وأبلغ مدير المدرسة الشرطة، التي جاءت لتلقي القبض على الجاني, ونُقلت إلى مستشفى العلا في حالة سيئة جسدياً ونفسياً، وعيناي متورمتان من شدة الضرب, وبي كدمات عنيفة في جميع أنحاء جسمي, وكدت أفقد بصري من الضرب العشوائي الشرس الذي كان يوجهه الجاني إلى وجهي". ويقول المعلم: بعد إجراء الإسعافات اللازمة في المستشفى أُحلتُ إلى قسم الشرطة لأشاهد المعتدي لأول مرة؛ فلم أستطع تحديد ملامحه وهو ينقض علي في الفصل، فإذا به شاب في عمري نفسه، ولا أعرف سبباً لعدوانه الشرس عليّ، وقد فتحت الشرطة محضراً للتحقيق، وأدليت بأقوالي، وما حدث لي، وأرفقتُ التقرير الطبي الخاص بحالتي، ثم تقدمت بشكوى إلى مدير التربية والتعليم بالعلا، وإلى لجنة حقوق الإنسان. ويضيف المعلم المعتدى عليه قائلاً: لقد أُهنت في كرامتي, وتعرضت لضرب كدت أفقد حياتي من خلاله على يد الجاني، الذي لم يحترم المدرسة ولا المعلم الذي يقوم بتعليم الأبناء, ولا أنني ضيف في بلده، قطعت مسافة طويلة تاركاً أسرتي وأهلي ووالدتي لأعلِّم الطلاب. ويقول المجني عليه، وهو معلّم عُيِّن حديثاً في المدرسة، لم يمضِ على تسلمه عمله أكثر من ثلاثة أسابيع: "إنني تعرضت لهمجية شرسة, ولا يمكن أن يقبل أي مسؤول هذا التصرف اللاإنساني, وما تعرضت له". مضيفاً "سوف أصعّد الأمر لجميع الجهات المسؤولة. أنا لي أسرتي وقبيلتي وأهلي، ولا يمكن أن أقبل الإهانة. لقد جئت حاملاً رسالة العلم والنور فإذا بي أتعرض للضرب والسحل ومحاولة الفتك بي". ويضيف المعلم "ف. ث" قائلا: للأسف الشديد هذه المدرسة شهدت حوادث اعتداء سابقة على مدرسين، والاعتداءات مستمرة على المعلمين. مطالباً بعقوبات رادعة لمن تسول له نفسه اقتحام المدرسة، والتعدي على معلّم بهذه الشراسة والعدوانية مع تهديدات بالقتل. ويقول: لا يمكن أن يقبل هذا سمو أمير المنطقة، ولا سمو وزير التربية والتعليم. أنا أريد حقي وردّ اعتباري وكرامتي التي أهينت أمام تلاميذي وزملائي المعلمين. ومما يؤسف له أن أحد المدرسين من البلد نفسه هو الذي أرشد الجاني إلى فصلي، وبدلاً من أن يحمي زميله من هذا الجاني الشرس يدله عليّ، وهذه أخلاق غريبة على مجتمعنا السعودي، الذي يعرف قيمة المعلّم ورسالته وإكرام الضيف والمروءة والشجاعة وعدم الغدر. وقد علمت "سبق" أن الجاني تم توقيفه في مركز شرطة العلا للتحقيق، كما فتحت مديرية التربية والتعليم تحقيقاً في الواقعة، وسيقوم غداً وفد من حقوق الإنسان بالالتقاء بالمعلّم المعتدى عليه. الصورة تعبيرية