دق المنتخب السعودي الأول لكرة القدم ناقوس الخطر لدى جماهيره الكبيرة وعشاقه ومحبيه، بعد ظهوره الفني المتدني ونتائجه الضعيفة في الدورة العربية الحادية عشرة، التي اختتمت في القاهرة أول من أمس وحلّ خلالها"الأخضر"في المركز الثالث في لعبة كرة القدم من بين خمسة منتخبات مشاركة، وحصل على الميدالية البرونزية التي لم تكن منتهى طموحات الجماهير السعودية، التي كانت تنتظر عودة"الصقور الخضر"بالميدالية الذهبية، خصوصاً بعد المشاركة بالمنتخب الأول في الدورة، ووجود أبرز وأميز نجومه ولاعبيه بين صفوفه في اللقاءات الكروية. وفاجأ"الأخضر"النقاد والمتابعين لأحداث الدورة بعروضه الفنية الباهتة، وروح لاعبيه ومعنوياتهم الهابطة، ونتائجه السلبية التي رسمت أكثر من علامة استفهام خلال المواجهات الكروية الأربع التي لعبها في الدورة، وقدم فيها مستويات أدائية سيئة، لم يقدمها منذ سنوات عدة، ما أقلق أنصاره وعشاقه الذين دب في نفوسهم الخوف والقلق قبل دخول معترك التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا. وأسهم الأداء الفني المتدني الذي قدمه"الأخضر"في مواجهات السودان وليبيا والإمارات ومصر، وخروجه بانتصار وحيد وتعادل وخسارتين مؤثرتين، في عودة سياط النقد مجدداً تجاه الأجهزة الفنية، بعد اختفاء هذه الظاهرة في الأشهر الماضية عقب التألق والإبداع الذي كان عليه"الأخضر"في كأس آسيا الأخيرة، واحتلاله مركز الوصافة في الاستحقاق القاري الذي كان بمثابة المفاجأة السارة للسعوديين كافة. وعادت لغة الانتقاد الحاد في الدورة العربية بعد الأخطاء الكبيرة التي وقع فيها المدرب البرازيلي هيليو دوس آنعوس، وتغييره منهجيته التدريبية التي تعود عليها الشارع الرياضي في كأس آسيا الأخيرة، والتشكيل العناصري الذي يبدأ به اللقاءات الكروية، والتغييرات الفنية التي يحدثها وكانت مفتاح السر في انتصاراته المتوالية آنذاك، ما سبب إرباكاً كبيراً لخطوط"الأخضر"، وهزة عنيفة ظهرت نتائجها سريعاً على أداء اللاعبين، الذين سجلوا فشلاً ذريعاً في اللقاءات، وكانوا من أضعف المنتخبات المشاركة في الدورة. وازداد غضب الشارع السعودي من أداء"الأخضر"مع توالي اللقاءات واستمرار الأخطاء والهفوات، وعدم قدرة آنغوس على معالجة الوضع المتدهور وتعديل المسار، وإيجاد طريقة فنية ينفذ من خلالها المهاجمون إلى شباك الخصوم، بعد صيامهم عن التسجيل وغيابهم عن هز الشباك، مثل بقية المهاجمين في المنتخبات الأخرى، فالمستوى الفني المقنع هو ما طالبت به الجماهير الرياضية، والأداء المشرف للكرة السعودية هو ما نادت به، ولذا ظهرت علامات رضاها وسعادتها من أداء المنتخب الأولمبي في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى بكين، خصوصاً في اللقاءات الأخيرة أمام فيتنام وقطر واليابان، وكانت مقتنعة تماماً بما قدمه اللاعبون، على رغم عدم تأهلهم إلى الأولمبياد، ليقينها بأن"الأخضر"قدم كل ما عنده ولم يفصله عن التأهل إلا إحراز هدف وحيد في شباك اليابان، والعكس مع المنتخب الأول الذي ذهب إلى مصر للمنافسة على اللقب وإضافة إنجاز جديد لرياضة الوطن، ولكن لا الذهبية حققها ولا مستوياته المعهودة والمعروفة عنه قدمها، ليعود من الدورة بخفي حنين، وبجراح مثقلة من الجوانب كافة. والآن وبعد انتهاء الدورة العربية، فالقيادة الرياضية حريصة بالتأكيد على مناقشة النتائج السلبية التي خرج بها"الأخضر"من الدورة، والمناقشة ستكون دقيقة ومستفيضة عن أهم الأسباب التي أدت إلى تدهور أداء المنتخب السعودي، الذي كان مرشحاً كبيراً لإحراز الذهبية، والقرارات التصحيحية ستبدأ من الاجتماع بالمدير الفني البرازيلي آنغوس، ومواجهته بشكل صريح بالتراجع المخيف في المستوى العام، والاستماع إلى وجهة نظره حول تغيير منهجيته الفنية والتغييرات الغريبة التي كان يلجأ إليها أثناء اللقاءات، وأيضاً الاستماع إلى وجهة نظر مدير الكرة فهد المصيبيح حول برود اللاعبين وعدم حماستهم، وانخفاض معدل روحهم المعنوية خلال اللقاءات الكروية، ووضع البرنامج الإعدادي المناسب الذي يتلاءم مع أهمية المرحلة المقبلة، التي تلزم لدخول التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2010، مع ضرورة إلزام المدرب آنغوس بمتابعة جميع مباريات الدوري السعودي والمباريات المنقولة تلفزيونياً من دوري أندية الدرجة الأولى، وعدم التركيز على الفرق الكبيرة، حتى يكون اختيار اللاعبين دقيقاً ومركزاً في الفترة المقبلة.