يؤكد اختصاصي الشريعة الإسلامية خالد المطلق أن الحسد شكل من أشكال العدوان على المسلم، معتبراً أن الشخص الحاسد"يبغي"على الشخص المحسود، فيحاول أن يزيل نعمة الله على هذا المحسود. ويضيف:"الحاسد يحتقر نعمة الله عليه، لأنه يرى أن المحسود أكمل منه وأفضل فيزدري نعمة الله عليه، كما أن الحسد يدل على دناءة الحاسد، وأنه شخص لا يحب الخير للغير، بل هو متواضع الهمة". وحول حكم صلاة الجنازة على العائن وهو نائم لرد العين والحسد، يؤكد المطلق أن كثيراً من الناس إذا علموا عن إنسان يصيب بعينه يصلون عليه صلاة الجنازة في حال نومه، زاعمين أنهم بعملهم يبطلون تأثير إصابته، سواء في الماضي أو المستقبل، لكن لا دليل على ما يقومون به ولا أظنه يفيد ولا أرى جوازه. الباحث الاجتماعي عبدالله المفرح كان له رأي آخر، يقول:"هذه الظاهرة تبدو أكثر وضوحاً في المجتمعات البدائية وغير العلمية، وتعتبر مشكلة معقدة. ففي المجتمعات الغربية القليل منهم يؤمن بالعين، لكن تفرض العقوبة على العائن إذا أضر بمصلحة أي شخص ويتم دراستها دراسة علمية، أما في المجتمعات غير العلمية التي تؤمن بالعين إيماناً مطلقاً فتعطي هذه الظاهرة أكبر من حجمها، ويُحمّل الكثير منهم إخفاقاتهم وفشلهم على العين والحسد بدلاً من مواجهة النفس والاعتراف بالنقص والتقصير"، متسائلاً:"لماذا لا تفرض عقوبات على العائن والحاسد إذا ثبت عليه ذلك؟".