الحسد صفة ذميمة قل أن تجد من يتصف بالكرم والشجاعة والخلق الحسن يتصف بها فهي من صفات الخبثاء سيئي الطبع والخلق، والحسد هو تمني زوال النعمة عن المحسود وان لم يصر للحاسد مثلها، وهو محرم في جميع الأديان السماوية قال الله تعالى محذراً من الحسد وعاقبته: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فان كل ذي نعمة محسود "قال الفقيه ابوالليث السمرقندي رحمه الله تعالى: يصل إلى الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل حسده إلى المحسود: غم لا ينقطع, ومصيبة لا يؤجر عليها, ومذمة لا يحمد عليها, وسخط الرب، ويغلق عنه باب التوفيق. ومن الصفات التي يورثها الحسد لصاحبه الغم والكدر وضيق العيش فالحاسد لا هم له إلا مراقبة الناس والتسخط على أقدار الله وعدم الرضا بما لديه مما يجعله في قلق وحيرة فهو يشعر بعقدة الذنب نتيجة عدم رضاه بما قسم الله له وحسده للناس قال عمر رضي الله عنه: يكفيك من الحاسد انه يغتم وقت سرورك قال الشاعر: أيا حاسدا لي على نعمتي أتدري على من أسأت الأدب أسأت على الله في حكمه لأنك لم ترض لي ما وهب فجزاك ربي بان زادني وسد عليك وجوه الطلب وقال الأصمعي: رأيت أعرابياً قد بلغ عمره مئة وعشرين سنة فقلت له: ما أطول عمرك ؟ فقال: تركت الحسد لله. فالحسد صفة تفتك بالعمر حيث يقول الحديث:"قاتل الله الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله" فالحاسد يغتم بفرح وسعادة الناس بينما ذلك لن يفيد شيئا في غيره فالسعادة والفرح نعمة من الله يمن بها على من يشاء من عباده ولا يؤثر في ذلك حسد حاسد فالحاسد شخص ضعيف الإيمان قليل التوفيق يعيش في كدر وهم بينما غيره يعيش في سعادة.. سئل أرسطو ما بال الحسود اشد غما؟ قال: لأنه اخذ بنصيبه من غموم الدنيا ويضاف لذلك غمه لسرور الناس، فالحسد من أسباب البغضاء والمشاحنات بين أفراد المجتمع ومما يعمل على تفكك المجتمع وانتشار الحقد والشحناء بين أفراده حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دب إليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء "فمن أضرار الحسد انه يورث البغضاء بين الناس ويقطع حبل المودة بينهم كما انه قد يحمل صاحبه على الوقوع في الغيبة والنميمة وارتكاب ما حرم الله نعوذ بالله من شر الحسد ومن شر حاسد إذا حسد والله الموفق.