شهران فقط تبقيا على افتتاح الجسر الثاني في طريق الملك فهد في الدمام، ، بحسب ما أوضح المدير العام لإدارة العلاقات العامة والإعلام الناطق الإعلامي في أمانة المنطقة الشرقية حسين علي البلوشي، في تصريح صحافي له قبل عشرة أيام. لكن الجسر الذي يعلو نفق تقاطع طريق الملك فهد يقطع الدمام من الغرب إلى الشرق والعكس مع طريق الأمير نايف يقطعها شمالاً وجنوباً، انهار على رؤوس العاملين، مُخلفاً قتيل وثلاثة مصابين. وبلغت كلفة إنشاء هذا الجسر نحو 35 مليون ريال، وقد أقيم فوق نفق عانى، كما عانى من قبله النفق الآخر على هذا الطريق، من تسرب المياه الجوفية. وهي مشكلة شغلت بال سكان المدينة، التي بدت فرحة بدخولها عصر الأنفاق والجسور، التي افتقدتها لعقود. لكن الفرحة لم تكتمل، مع توالي إغلاق النفق الأول، نحو عشر مرات، خلال الأشهر الماضية، لفحص تسرب المياه تارة، وأخرى لاستكشاف أسباب الهبوط الأرضي في بعض أجزائه، وثالثة لمعالجة الخلل، وسط مخاوف من انهيار جدران النفق، وبخاصة بعد وضع أعمدة وسنّدات، عزتها الأمانة إلى"وضع لوحات إعلانية عليها"، وهذا ما لم يحدث حتى الآن. وزادت تصريحات مسؤولي الأمانة حول أسباب التسرب، من حدة المخاوف، إذ لم يحسم التقرير النهائي الصادر عنها أخيراً، الجدل حول الأخطاء الفنية في النفق. وأشار التقرير المُستند على دراسة أجرتها شركة عالمية متخصصة في الأنفاق، إلى أن الأسباب تعود إلى"أخطاء في التصميم". وعن أسباب رشح المياه، أوضح التقرير أن"حدوثه في الأنفاق الواقعة تحت مستوى المياه الجوفية، كما هو الحال في هذا النفق، هو أمر ممكن بحسب تقرير الاستشاري المصمم، كما ورد في تقرير الوكالة الفيدرالية للطرق السريعة عن رشح المياه في الأنفاق، وأن المعدل المقبول لرشح المياه في الأنفاق المكتملة الإنشاء هو غالون واحد في الدقيقة، لكل ألف قدم، وأن معدل الرشح المسموح به في أوروبا يتراوح بين 1.5 إلى 3.5 غالون في الدقيقة لكل ألف قدم، وقد أمكن توقيفه خلال فترة الصيانة الأخيرة، بحقن مواقع الرشح بمواد مانعة، وتمديد أنابيب مثقبة عريضة فوق فواصل التمدد لتجميع المياه المتسربة وتفريغها في قناة تصريف مياه الأمطار الجانبية للنفق، وتم التأكد من كمية المياه المرشحة، ووجدت ضمن المعدل المسموح به عالمياً". وأكد أمين الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي، في مؤتمر صحافي عقده قبل نحو شهرين، أن"نفقي الدمام في حال سليمة للاستخدام مئة في المئة، على رغم تسرب المياه، إذ سيعمران لسنين طويلة". وعلى رغم اللهجة المتفائلة للأمين، إلا أن مخاوف جدية تنتاب مهندسين وأكاديميين، فضلاً عن سكان الدمام خاصة، والمنطقة الشرقية عامة، على مصير مشاريع الأنفاق والجسور، التي تنفذها الأمانة حالياً، وأخرى ستنفذها مستقبلاً، التي رُصدت لها مئات الملايين من الريالات، وهي: نفق تقاطع طريق الملك فهد مع طريق عثمان بن عفان في الدمام، وجسر تقاطع طريق الأمير سلمان بن عبد العزيز مع طريق الملك فهد بن عبد العزيز في الخبر، وجسر تقاطع طريق الأمير نايف مع شارع الملك عبد العزيز وشارع الملك خالد في الدمام، ونفق تقاطع طريق الملك عبد العزيز مع شارع ال28 في الدمام، وتحسين وتوسعة طريق الملك فيصل الدمام - الخبر الساحلي من تقاطع دوار السلام، حتى تقاطعه مع طريق الأمير فيصل بن فهد في الخبر، وتطوير طريق الملك فهد في العزيزية، وطريق الملك فهد مع تقاطع طريق أبوبكر الصديق في الدمام، وجسر تقاطع طريق الملك عبدالله مع شارع مكة في الخبر، ونفق وجسر تقاطع شارع الملك خالد مع شارع 28 في الدمام، وإنشاء كباري مشاة في الدماموالخبر. ومبعث القلق على مستقبل هذه المشاريع بحسب مواطنين، هو الإخفاقات التي صاحبت مشروعي نفقي الدمام، اللذين نفذا تحت إشراف هندسي من جانب مكاتب استشارية متخصصة، وأيضاً إشراف مهندسي الأمانة.