تشهد المملكة نهاية الأسبوع حدثين مهمين، أولهما انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب، والآخر بدء فعاليات مهرجان الجنادرية. وللرياضة مع هذين الحدثين وقفة صغيرة, فمن خلال معرض الكتاب نتساءل دائماً لماذا مكتبتنا الرياضية فقيرة من الكتب المتخصصة؟ هل هي مسؤولية الأكاديميين الرياضيين، أم مسؤولية المؤسسات الرياضية الرسمية والأهلية؟ لابد من تكاتف الجهود لإثراء المكتبة الرياضية بالكثير من العلم والثقافة الرياضية، لكي يستفيد منها الكل ممارسين ومتابعين، خصوصاً تلك التي تتكلم عن التاريخ الرياضي الذي من خلاله نتلمس أين كنا وكيف أصبحنا، إضافة إلى مذكرات كبار الرياضيين، واجدها فرصة لنقترح توثيق التاريخ الرياضي كتابة ومشافهة من خلال اللقاءات مع الجيل الذي بنى وأسهم في المنجز الرياضي السعودي، ومناسبة معرض الكتاب فرصة لتوثيق الحدث الرياضي، ورصد المتغيرات والمستجدات ونقل الفكر الرياضي من هنا وهناك. والحدث الثاني هو مهرجان الجنادرية ذاك العبق الذي يجعلنا نفخر بماض عريق لنا نستمد منه القوى لحاضر ومستقبل مشرق بإذن الله، وهذا المهرجان فرصة لنختصر فيه للجيل الجديد قصة المنجز الحضاري السعودي، ولا ادري لماذا لا تفكر الرئاسة العامة للرعاية الشباب في استغلال هذا الحدث في تقديم بعض الفعاليات التي تسهم في حفظ التراث الشعبي من خلاله إقامة مسابقات في الألعاب الشعبية ووضع آلية لها تمكن الكل من المشاركة والإسهام بفعالية فيها وتجعل طلابنا وطالباتنا يعرفون تلك الألعاب عن قرب ويمارسونها، ولا يمنع أن تشرف شركات كبرى على تنظيم تلك الفعاليات لتمنحها أبعاداً تنظيمية أجمل، ويكون التنافس فيها مثلاً بين الفرق الأهلية أو بين المدارس. ولو تنظم مباريات بين أبطال العام الماضي في كل الألعاب، ويخصص دخل المباريات لتكريم أو الإسهام في ما من شأنه حفظ موروثنا الشعبي. ومن المعروف أن سباق الهجن هو لؤلؤة الجنادرية وهو أهم الفعاليات في الحدث وهذه الرياضة تستحق أن نمنحها روحاً أكثر ونجعلها تقترب من الناس أكثر ولا تكون ممارستها محصورة في هذه الأيام فقط. والمناسبات في بلادنا كثيرة وجميل أن نرى رياضتنا حاضرة وبقوة في كل هذه الفعاليات، فالرياضة هي النشاط الذي يستولي على اهتمام معظم شرائح المجتمع.