لوكسمبورغ، برلين - رويترز، ا ف ب - أبدى وزراء الاتحاد الأوروبي قلقهم امس من الاحداث الطائفية في مصر، وقالوا «إن من واجب السلطات حماية الأقليات الدينية». وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إنه «قلق للغاية»، وشدد وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله على إن العنف ضد الأقليات الدينية «غير مقبول». وقال فسترفيله في بيان: «انا قلق شديد القلق من اعمال العنف ذات الدوافع الدينية التي جرت ليلاً في القاهرة، وأدعو جميع الاطراف الى إظهار أكبر قدر من ضبط النفس والتعقل»، مذكراً بأن «طريق الديموقراطية يمر أيضاً عبر التسامح الديني». وأبلغ هيغ الصحافيين قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ: «أعتقد أن من المهم للغاية أن تعيد السلطات المصرية وكل الاطراف المعنيين التأكيد على حرية العبادة في مصر وأن تتراجع كل الاطراف عن العنف». وطالب وزير خارجية الدنمارك فيلي سوفندال بإدانة قوية للعنف، وقال: «ليس هناك مبرر في العالم يعطي الناس حق الدخول في صراع ديني، وأعتقد أن الاقتراب إلى تلك النقطة في مصر مخيف نوعا ما». ووصف أوري روزنتال وزير الخارجية الهولندي العنفَ بأنه «مثار قلق شديد»، وقالت كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إن الأحداث في مصر والعنف في تونس، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد محتجين إسلاميين أمس، ستكون محور بحث بين الوزراء. وأضافت: «نتوقع حقاً ان تتحرك مصر نحو الانتخابات مدفوعة برغبة في رؤية مشاركة جميع الأطياف في تلك الانتخابات وحماية الناس أياً كانت انتماءاتهم وأياً كانت جذورهم وأياً كانت معتقداتهم ودياناتهم». وتلقي أحداث العنف بظلالها على أول انتخابات برلمانية في مصر منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك. ويبدأ التصويت في 28 تشرين الثاني (نوفمبر)، ومن المقرر أن يبدأ المرشحون تسجيل أسمائهم خلال الأسبوع الذي يبدأ غداً الأربعاء. وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت، إنه «قلق لغاية»، وإن «مسؤولية السلطات حماية الجميع وحقهم في التعبير عن آرائهم، لذلك فإن الحدث مؤسف للغاية». وأثارت تصريحات نُسِبَت الى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حول الاشتباكات بين الجيش ومتظاهرين أقباط، جدلاً في مصر أمس، وانتقدت ائتلافات عدة وشخصيات سياسية قول كلينتون «نحذِّر المجلس العسكري في مصر من تفاقم الأوضاع الدينية والضغط على الأقليات المسيحية ونحن نعرض على المجلس الحماية والمساعدة بقوات أميركية لحماية دور العبادة الخاصة بالأقباط والمناطق الحيوية في مصر». وسارعت السفارة الأميركية في القاهرة إلى نفي «تقارير صحافية ذكرت أن الولاياتالمتحدة قدمت عروضاً لإرسال قوات أميركية لحماية دور العبادة القبطية في مصر»، مطالبة جميع الأطراف التي شاركت في أحداث أمس التزام الهدوء. وأعربت السفارة الأميركية، في بيان عن قلقها العميق من أحداث ماسبيرو وخالص تعازيها لأسر الضحايا. وطالبت الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بإجراء تحقيق في هذا الحادث لكشف الملابسات. كما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن مصدر أميركي لم تسمه، نفيَه ما تردد من عرض واشنطن توفير الحماية والمساعدة بقوات أميركية، مؤكداً أن هذا «أمر غير صحيح وعارٍ تماماً من الصحة». وكان «تحالف ثوار مصر»، الذي يضم ائتلافات عدة، أعرب عن رفضه تصريحات كلينتون، وأكد في بيان أن أهل مصر هم الأَوْلى بشؤونها، وأنهم قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم من دون تدخل الإدارة الأميركية «العنصرية التي تحمي فقط إسرائيل، وتدافع عن دولة تقتل الفلسطينيين ولا تفرق بين طفل أو شيخ أو امرأة في استخدام آلتها العسكرية ضدهم». ودانت مؤسسات حقوقية تصريحات كلينتون واعتبرتها مؤشراً على الرغبة في التدخل في مصر بذريعة حماية الأقليات الدينية.