تعد حرفة"فتل الحبال"من الحرف الشاقة، التي كانت تمتهن في السابق، لأنها المهنة الوحيدة التي من خلالها يتم صنع الحبال، وذلك للمساعدة على قضاء الحاجات اليومية، إذ يتم فيها استخدام راحتي اليدين في عملية الفتل بحسب الحجم المراد صناعته، سواء في السماكة أم الطول. ويشير أحد محترفي هذه المهنة معزي الشرعان من منطقة الجوف إلى أن هذه الحرفة لا يعرفها إلا من احتاج إليها سابقاً، وهي من الحرف التي كان يهتم بها أهل القرى قديماً، لأهميتها في حياتهم.وأوضح أن"فتل الحبال"يؤخذ من خلب النخيل، الذي يسمى"الليف"، وذلك بقطع النخلة التي لا يستفاد منها، أو لا تنتج ثمراً جيداً، ومن ثم يؤخذ منها الخلب ويوضع في الماء حتى يبتل ويلين ويسهل استخدامه، وينفش جيداً ويتم استبعاد الخلب غير الصالح لفتل الحبال. ويضيف:"يقوم الحرفي بعد ذلك ببرمه على شكل سلفات كثيرة ويقال لها تية، وذلك بحجم ما تحتاج إليه لفتل الحبال، إذ تؤخذ هذة التية براحة اليد، ومعها تية أخرى، ثم يتم برم هذة التيات بواسطة راحتي اليدين وتفتل بشكل جيد حتى يتكون منها حبل طويل متين متجانس الشكل، ويستخدم لأغراض عدة في الأعمال المنزلية والزراعية، ومنها أعمال السَني سابقاً، وربط النخيل وسحبه من مكان لآخر وربط الأواني المنزلية". مشيراً إلى أنه يتم برم أنواع عدة، ومنها: مربوع ومثلوث ومثني وكل نوع له استخدام خاص، مشيراً إلى أن جلب المياه من الآبار قديماً يتم بواسطة ربط الحبل بين الدلو والرشاء ويتم أيضاً استخدام حباله في إنزال قنوان التمر من أعالي النخيل.