ما أن تخمد نار لفتنة مسيئة للإسلام والمسلمين إلا وتشتعل أخرى، وهذه المرة عن طريق إعداد فيلم جديد مسيء للقرآن الكريم ولنبينا محمد"صلى الله عليه وسلم"بقيادة الهولندي، زعيم حزب الحرية المتطرف"غيريت فيلد رز"الذي يصف القرآن بأنه"مرعب ومتطرف"، وأنه أشبه بكتاب"كفاحي"لهتلر، وقال:"جدير بالمسلمين أن يحذفوا آيات القتل الواردة فيه"... وفشلت الحكومة الهولندية في ثني هذا الأخير عن رأيه بحجة"الحرية الشخصية"! ومن باب الحرية الشخصية ذاته دعوني ألقب ذاك المتطرف ب"أبو جهل"هذا الزمان، أو أبو لهب زمانه، الذي أصبحت فيه الغالبية المسلمة - مع الأسف - منحرفة عن الهدي القويم للكتاب والسنة، وتساهلت في أمور دينها، ما شجع الآخرين على النيل من كتابها المقدس ونبيه المعصوم، وفقدت هذه الغالبية القدرة الجماعية لمواجهة هذا الداء وردع هذا العدوان، فالفردية، خصوصا إذا كانت غير منهجية، لا يمكنها مواجهة ذلك وحدها، ويؤكد ذلك دكتور"مراد هوفمان"المفكر الألماني، إذ يقول:"إن على المسلمين خوض حروب داخلية وخارجية عدة، أهمها على المستوى الداخلي حرب البناء، والديموقراطية، وحقوق الإنسان، والوحدة، وعلى المستوى الخارجي حرب تصحيح الأفكار، إذ الاعتقاد الخاطئ بأن الإسلام ديانة عربية. وهذا ما يؤكده ما أصبحنا عليه نحن المسلمين من تهاون في حماية ديننا مصدر عقيدتنا، لدرجة شجعت الآخرين على التطاول علينا، إما لجهل بحقيقة الإسلام، وإما لما يقع من مقارنة بين الإسلام وواقع المسلمين في كل شيء، وإما لتعصب أعمى"، وهذا ما يدل عليه موقف"غبريت فيلد رز"وتعصبه الأعمى ضد القرآن الذي لم يفهمه ولم يستوعبه بموضوعية... القرآن الذي أنزل على محمد"صلى الله عليه وسلم" ليخرج الناس من ظلمات الجهالة والتخلف إلى نور الهداية والمعرفة الصالحة، جاء في القرآن الكريم ألر كتاب أنزلنه إليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور الآية، فهو كتاب سماوي رباني، على رغم أنف العداة والظالمين، يدعو الناس أياً كان حسبهم ونسبهم ولونهم ولغتهم إلى نور التوحيد، والعدل، والإخاء، والود، ليخرجهم من ظلمات الجهل الى نور العلم، من ظلمة الخواء العقلي إلى ثراء التفكير اليقيني، وهو نور لا يدركه"غبريت فيلد رز"، لأن اللغة الوحيدة التي يدركها هي لغة التهجم والإساءة، والتهكم. أرجو أن تجعلك حريتك التي تدعيها منصفاً، لتحترم دين المسلمين الذين يحترمون أديان الله السماوية، كما يحترمون أنبياء الله لا نفرق بين أحد منهم. أما مسك الختام فإليك كلمات صادقة خرجت من فم"المها تاما غاندي"في حديث لجريدة"ينج إيديا":"لقد أصبحت مقتنعاً كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة الوحيدة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان كل ذلك من خلال بساطة الرسول محمد، مع دقته وصدقه في الوعود، وشجاعته، ومع ثقته المطلقة في ربه ورسالته، هذه الصفات هي التي مهدت الطريق وتخطت المصاعب وليس السيف". [email protected]