"الكل فائز"، هذه هي العبارة الأكثر تداولاً أمس بين المرشحين في انتخابات الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية، على رغم حدة المنافسة التي وصلت بين التكتلات الانتخابية إلى ذروتها أمس وأمس الأول في الدمام. وعلى رغم سيطرة تكتلي"التعاون"و"اتحاد الشرقية"على الانتخابات إلا أن فرص الآخرين ظلت قائمة، وبخاصة مع الحضور الكبير الذي شهدته صناديق الاقتراع، ما جعل شعوراً يسود المرشحين بأن مجلس الإدارة المقبل، سيكون خليطاً من القوائم الموجودة، وأن"التشطيب"أمر مفروغ منه. فيما أبدى فريق العمل الخاص بتكتل سيدات الأعمال"الوطني"تفاؤلاً بأن يشهد المجلس الجديد فوز إحدى المرشحات، معتمداً على تفاعل رجال الأعمال مع وجود سيدة واحدة في المجلس على أقل تقدير. وكان الحضور في الفترة الصباحية أقل منه عن اليوم السابق، إلى أن الناخبين لم يتوقفوا عن الحضور طيلة الفترة التي امتدت إلى الساعة الواحدة ظهراً، وكذلك هو الحال في الفترة المسائية التي شهدت حالة من الإعياء الواضح على المرشحين، الذين بذلوا جهدهم طيلة فترة الانتخابات التي امتدت خمسة أيام. كان تفاعل فرق عمل المرشحين وبلغ ذروته أمس، وبلغ عددهم مئات الأشخاص، وكان الثقل الرئيس في استقبال المرشحين، فيما قامت مجموعة عن كل مرشح بالاتصال بالناخبين من معارفهم ودعوتهم إلى الإقبال إلى التصويت. وعبر بعض المرشحين صراحة عن الارهاق، وأكد انه يهون أمام لقاء الناخبين من رجال الأعمال، والمنافسة القوية التي لم تشهد الغرفة مثيلاً لها في الدورات السابقة. وذكر أحد أعضاء اللجنة المنظمة ل"الحياة"أن المنافسة في غرفة الشرقية، كانت هي الأقوى في الغرف السعودية الأخرى بما فيها غرفتا الرياضوجدة، وان القوائم الانتخابية كانت أكثر تنظيماً، وخبرة من مثيلاتها في الغرف الأخرى، ما أعطى جاذبية للانتخابات حتى في الفروع. وأضاف أن التنظيم كذلك كان على مستوى الحدث وهو الأفضل، وستسجل الغرفة أرقاماً قياسية في تاريخ التصويت، وبخاصة في منطقة القطيف التي سجلت نسبة مرتفعة لم تسجلها أي منطقة في تاريخ انتخابات الغرف السعودية، وأشار إلى أنه من الصعب الوصول إلى هذه النسبة في الدورات المقبلة. وأكد أن العملية الانتخابية جرت في صورة مثالية بمقياس اللجنة المنظمة، كما أن تعاون المرشحين والناخبين واستجابتهم إلى التعليمات والأنظمة، ساعد في وصول الانتخابات إلى مرحلة متقدمة من الوعي والفهم. وأشار إلى أن الصورة التي ظهرت عليها هذه الانتخابات ستحمل غرفة الشرقية مسؤولية الارتقاء أكثر في الانتخابات المقبلة، كما انها ستكون مطالبة بتعميم تجربتها الانتخابية على بقية الغرف، وعرضها على الجميع حتى تتم الاستفادة منها في شكل أوسع. وأوضح إلى ضرورة وجود ممثلين عن الغرف الأخرى في أي انتخابات مقبلة، حتى يلتقطوا الإيجابيات التي تسجل، ويتفادوا السلبيات التي تقع، وهذا ينطبق على جميع الغرف، وبخاصة في لجان الانتخابات. وأضاف أن الانتخابات التي انتهت أمس خطوة رائدة على طريق الاستمرار في ترسيخ مفهوم العمل المؤسساتي في واحدة من أهم المفاصل الاقتصادية في السعودية، ومنذ إجراء أول انتخابات تحولت الغرفة الى ورشة عمل ضخمة بقطاعاتها كافة، لتحقيق الغرض من إنشاء الغرفة، ويزداد العمل فيها مع بدء الترتيبات الخاصة بكل انتخابات، لضمان سير العملية الانتخابية في سلاسة ويسر، وهذا ما حدث في انتخابات هذه الدورة بالتحديد. من جانب آخر، أشاد الناخبون بالاهتمام المتزايد من جانب الدولة في القطاع الاقتصادي، وحرصها على تعزيز دور الغرفة وتفعيل دور القطاع الخاص في عملية التنمية الاقتصادية، وأشاروا إلى أن إعطاء الحق لسيدات الأعمال في الترشح والمشاركة في التصويت يعكس الدور المتنامي لهن، ورغبة الدولة في إشراك الفعاليات الاقتصادية والمالية وممثلي القطاع الخاص في صنع القرار الاقتصادي في السعودية، من خلال إبداء الرأي في المشاريع، التي تحال إلى الغرفة من الجهات الرسمية وتقديم الآراء والمقترحات في جميع المجالات المتعلقة في الشؤون الصناعية والتجارية والاقتصادية والمالية والإنتاجية، بما في ذلك الاقتراحات حول إقامة المشاريع الاقتصادية، وبما يساهم ويؤدي إلى تنشيط وحماية التجارة والصناعة في السعودية. وأكدوا أن الغرفة اتخذت الخطوات والإجراءات اللازمة لتنظيم الانتخابات في أفضل صورة ممكنة، تعكس الثقة الكبيرة التي تتمتع بها، لتتمكن من القيام بدورها في تعزيز دور القطاع الخاص في عملية التنمية الاقتصادية الشاملة. ووفرت الغرفة على شبكة الإنترنت معلومات متكاملة عن الانتخابات، وكيفية الترشح لعضوية مجلس الإدارة والشروط العامة للتصويت، وكذلك معلومات عن كيفية التصويت والإجراءات المتبعة في سبيل إنجاحها. وجاءت هذه المعلومات بهدف التسهيل على جميع أعضاء الغرفة الراغبين في المشاركة في الترشح والتصويت، ووضعت النماذج الخاصة بالترشح وبطاقات الانتخابات والأخبار والمعلومات التي تبثها الغرفة لجميع أعضائها. وبلغ عدد الأعضاء المسجلين الذين يحق لهم التصويت في انتخابات أعضاء مجلس الإدارة للسنوات الأربع المقبلة نحو 11.700 ألف عضو مسجل، ويقتصر الحضور والمشاركة في التصويت على المسددين لاشتراكاتهم السنوية قبل 6 أشهر. ... وغضب المرشحات لم يهدأ من ضعف إقبال الناخبات لم تهدأ"عاصفة"تركها الإقبال الضعيف جداً من جانب سيدات الأعمال في المنطقة الشرقية على الاقتراع في انتخابات الغرفة الاثنين الماضي، الذي كان مخصصاً لتصويت النساء، وبخاصة أنها المشاركة الأولى لهن في الترشيح والاقتراع لانتخاب مجلس إدارة الغرفة، التي بدأت السبت الماضي وانتهت أمس. وجاءت مشاركة سيدات الأعمال ضعيفة إذ بلغ عدد الناخبات نحو 40 سيدة فقط، من أصل أكثر من 400 سيدة لهن حق التصويت، وأبدت المرشحات حالة من الإحباط أصابهن بسبب ما وصفوه"تخاذل"سيدات الأعمال عن المشاركة. وتوقع مراقبون أن يؤدي هذا الإقبال الضعيف إلى إعادة ترتيب أوراق سيدات الأعمال، والبدء من الآن في الاستعداد للانتخابات المقبلة، من خلال تجهيز المجتمع النسائي إلى خوضها في وقت مبكر، بالإضافة إلى تسويق ثقافة حق الانتخاب وأهميته للمرأة في المجتمع. من جهة أخرى، قالت سيدة أعمال إن"هذه الدورة الأولى التي يسمح فيها للسيدات بالترشح والاقتراع المباشر، بعد أن طالبن بذلك قبل فترة، معربة عن أملها في أن ترشح سيدة نفسها لمنصب رئيس مجلس الإدارة في المستقبل". وأرجعت ضعف الحضور النسائي إلى"انخفاض الإدراك لدى بعض سيدات الأعمال بأهمية الاقتراع، وظن البعض منهن أن الاقتراع لا يشكل أهمية لهن، وان الغالبية الطاغية للرجال ستكتسح الانتخابات". وقالت إحدى المرشحات ل"الحياة"إنها ستترشح للدورة المقبلة، حتى لو لم تفز هذه المرة، وأنها على استعداد تام للمشاركة في أي برنامج يهدف إلى تهيئة المرأة، لأن تشارك في الانتخابات المقبلة، لكسر حاجز سيطرة الرجال على مجلس الإدارة، وبخاصة ان العديد من سيدات الأعمال بررن عدم إدلائهن بأصواتهن في الانتخابات إلى اعتبار أن الأمر محسوم للمرشحين الرجال، وأن أصواتهن تعتبر تحصيل حاصل. واتهمت بعض رجال الأعمال بعدم إتاحة الفرصة للسيدات للمشاركة في تكتلاتهم، وأشارت أنها ستعبر عن حالة الغضب التي تعيشها في أول اجتماع يعقد لسيدات الأعمال. وقالت:"الأمل في أن يقوم وزير التجارة والصناعة بتعيين سيدات أعمال في المجلس". وأشارت الى أن المرأة كانت تطالب بأن تعطى الحق في الترشيح، إلا أن المرأة في المنطقة الشرقية خذلت هذه المطالب في أول امتحان، وأضافت إلى انه ليس نهاية المطاف فالمستقبل حافل بالإنجازات التي ستتحقق، وسيكون ما حصل في انتخابات جدة مثالاً، لأن يتكرر في جميع الغرف التجارية في السعودية. وأكدت أهمية وجود مرشحات نساء في الانتخابات يفوق أهمية الفوز فيها، لأنه يكرس حق المرأة في الترشيح للانتخابات المقبلة. "الغرفة" تجاوزت امتحان الاقتراع وبقي "التشكيل" على مدى خمسة أيام، وبمعدل 40 ساعة تصويت، وبالتحديد من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً، ومن الرابعة عصراً إلى الثامنة مساء، شهدت غرفة المنطقة الشرقية مهرجاناً انتخابياً، هو الأول من نوعه بهذا الحجم على مستوى السعودية، وذلك لانتخاب 12 مرشحاً لعضوية مجلس إدارتها الجديد. واعتبر رجال وسيدات الأعمال هذا المهرجان الانتخابي حدثاً مهماً وعرساً للديمقراطية، تم بشهادة الجميع وفي أجواء تعكس التجاوب الكبير من جانب الشركات والمؤسسات والمجتمع الاقتصادي في هذه الانتخابات، ويتجه مؤشرها إلى النجاح الكبير الذي حققته غرفة الشرقية وتجاوزها بنجاح لأي عقبات ومشكلات محتملة تعترض طريقها. وأكد مرشحون ل"الحياة"أن الفترة المقبلة وانتظاراً إلى أن يتم إعلان أسماء المعينين، يحتاج الأعضاء الفائزون إلى إيجاد لغة تفاهم وحوار بينهم، تمكنهم من تشكيل مجلس الإدارة الجديد باتفاق جميع الأعضاء، وأن يتم ذلك في جو تسوده روح التعاون التي يجب أن تحل محل التنافس الذي ساد في أيام الانتخابات. ويؤكد العديد من المشاركين أن الحملات الإعلامية التي قامت بها القوائم الانتخابية أو المرشحون المستقلون، بالإضافة إلى إجراء انتخابات في فروع الغرفة، شكلت جميعها دافعاً للمشاركة الفعالة في هذا الحدث المهم في الوقت الذي يتوقع فيه مراقبون أن تشكل انتخابات الغرفة خطوة مهمة في خلق ثقافة انتخابية في مجتمع رجال الأعمال في شكل أكبر. وان نجاح هذه الانتخابات ربما سينسحب على مجالس ومؤسسات أخرى مستقبلاً، وقد تشمل فيمن تشمل المجالس البلدية وغيرها. ويؤكد رجال الأعمال أن موضوع تفعيل دور القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية، إحدى أهم الأولويات خلال المرحلة المقبلة، وستقع على كاهل الغرف التجارية مسؤولية كبيرة في هذا الجانب. وأوضحوا أن الدور المطلوب من القطاع الخاص أكبر مما هو عليه الآن، وأن الحكومة تعتبره شريكاً في التنمية. وأكدوا على أهمية تحقيق التفاهم والتجانس بين أعضاء المجلس الجديد لخدمة المجتمع الاقتصادي والقيام بمبادرات لتفعيل دور القطاع الخاص وتنشيط الأسواق التجارية والمساهمة في حل كل المشكلات التي تعترض نشاط التجارة، وان يتم تجاوز فترة الانتخابات، وأن تعتبر رصيداً في سجل الغرفة لدفعها نحو مزيد من التقدم. + رجال الأعمال يطالبون ب"تشكيل فريق عمل متجانس" { الخبر ?"الحياة" أكد العديد من رجال الأعمال والمرشحين أن الأجواء الانتخابية السائدة توضح مدى الوعي الذي يسود المجتمع الاقتصادي في الشرقية، وقالوا إن"ما شاهدناه طيلة الأيام الخمسة الماضية عبارة عن عرس أو مهرجان انتخابي يتم وسط أجواء هادئة ومريحة، وأن تحركات المرشحين بين الناخبين لاستقطاب الأصوات تجري في صورة مقبولة". وأضافوا"أن الفريق المكلف بإدارة الانتخابات قام، ولا يزال يقوم، بالدور المكلف به بنجاح تام، وأشاروا إلى أن العديد من الناخبين أشادوا بمستوى التنظيم والسلاسة في غرفة الاقتراع". واعتبروا الانتخابات لمجلس الإدارة الجديد للغرفة ناجحة بكل المعايير، وأنها سجلت تفوقاً على نفسها. وأكدوا أن الأولويات المطلوبة من مجلس الإدارة الجديد هي التفاهم والتجانس بين أعضاء المجلس لتحقيق المصلحة العامة، وأن يتم طي فترة التنافس في الانتخابات بمجرد إعلان النتائج، ويكون الفائزون مجموعة واحدة تعمل لمصلحة الغرفة ومنسوبيها، وخدمة القطاع الاقتصادي، كذلك الاستمرار في رصد وتحديد المشكلات التي تواجه قطاع الأعمال، ودراستها ورفعها إلى أصحاب القرار، والمشاركة الفعالة في المؤتمرات والندوات وتمثيل المنطقة في الصورة المطلوبة، التي تدل على تميز المنطقة وما تذخر به من إمكانات. وأوضحوا أن الحكومة تدعم كل القطاعات الاقتصادية والصناعية والتجارية والعقارية والسياحية، وتعتبر القطاع الخاص شريكاً في التنمية الاقتصادية في السعودية، وبخاصة في الفترة المقبلة التي ستشهد تطورات بالغة الأهمية على الصعيد الاقتصادي. وأكدوا ضرورة أن ينتهج مجلس الإدارة الجديد أسلوب القيادة الجماعية المعمول به الآن، وممارسة الديمقراطية بين أعضاء مجلس الإدارة والمنتسبين، والابتعاد عن اتخاذ القرارات الفردية، والتعاطي بشفافية مع أي خلافات أو تباين في الرأي على أي موضوع يطرح للتصويت. وذكروا أن النجاح في تنظيم عملية الانتخابات لم يأت من فراغ، بل كان نتاج سنوات طويلة من التطور الذي تهدف إليه الغرفة إدارياً وتكنولوجياً، ما جعلها في مصاف أفضل الغرف في المملكة، مؤكدين أن زيارات رجال الأعمال إلى مختلف دول العالم، ومتابعة انتخابات الغرف الأخرى تؤكد هذه الحقيقة. وأشاروا إلى أن الإعلام لعب دوراً ايجابياً في تغطية نشاطات الغرفة ونشاطات القطاع الاقتصادي في المنطقة على وجه العموم، وأن تغطيتها للانتخابات كانت تدفع الناخبين إلى الحضور والتصويت.