شيعت الرياض مساء أمس عضو هيئة كبار العلماء رئيس مجمع الفقه الإسلامي الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد 63 سنة، الذي وافاه الأجل بعد معاناة طويلة مع المرض، وذلك بعد أن ارتبط اسمه في أذهان طلبة العلم بالكتب التي أثرى بها المكتبة التراثية. ولم يكن للشيخ أبو زيد حضور في وسائل الإعلام، إذ كان يكرس وقته للبحث العلمي، وهو ما ظهر جلياً في النتاج"الغزير"من المؤلفات التي ارتبطت باسمه، والتي كانت متوزعة على عدد من الفنون، وفي مقدمها كتابه عن ابن القيم، وفقه النوازل، ومعجم المناهي اللفظية، وطبقات النسابين، ومعرفة النسخ الحديثية. وتعود ولادة الشيخ أبو زيد إلى عام 1365ه في حاضرة الوشم، وفيها درس المرحلة الابتدائية، ثم انتقل إلى الرياض في عام 1375ه وواصل دراسته إلى أن تخرج في كلية الشريعة في عام 1388ه وكان ترتيبه الأول، وإلى جانب دراسته النظامية لازم الشيخ أبو زيد عدداً من العلماء في الرياض ومكة المكرمةوالمدينةالمنورة، وكان من أبرزهم الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ صالح بن مطلق والشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ سليمان بن حمدان. وفي العام الذي تخرج فيه في كلية الشريعة تم اختياره للقضاء في المدينةالمنورة، واستمر في قضائها حتى عام 1400ه، وأثناء إقامته في المدينة عيّن مدرساً في المسجد النبوي الشريف، كما صدر أمر ملكي بتعيينه إماماً وخطيباً في المسجد النبوي الشريف حتى مطلع عام 1396ه، وفي عام 1400ه اختير وكيلاً عاماً لوزارة العدل حتى نهاية عام 1412ه، إذ صدر أمر ملكي بتعيينه في المرتبة الممتازة عضواً في اللجنة الدائمة للإفتاء، وعضواً في هيئة كبار العلماء.