في"الدربي"لم يكن هناك جديد فاز الهلال وخسر النصر، وهي أمور أصبحت لا تحتاج الى تفسير نظير ما يقدمه الهلال من مستويات كبيرة أمام النصر بالذات، عنوان"الدربي"كان لا بد من ان يرتقي الى اكثر من الذي حدث فنياً، فالمباراة على رغم الفوز لم يقدم الهلال كل ما لديه، والنصر كثيراً ما يقع في فخ الترشيحات المسبقة حتى ان بعض مسؤوليه يعيدون تكرار ذلك من خلال تصريحاتهم، التعبئة النفسية التي كان يعالج بها الفريق النصراوي مفقودة، بل هي معدومة الى درجة ان الفريق لا تشعر انه يؤدي من أجل ألا يخسر، فما بالنا بالبحث عن الفوز، ثمة حلقة مفقودة في مباريات النصر أمام الهلال تحديداً التي كانت لا تمثل ذلك الخوف الذي يعتري الفريق، أمام الهلال وهذه حقائق ملموسة لا يمكن ان تجزم إلا بفوز الهلال، أحياناً يحضر النصر اكثر فنياً من الهلال، لكنه يخسر اللقاء، المباراة الأخيرة لم يكن النصر بتلك السوء ولم يكن الفارق كبيراً بين الفريقين، بل ان النصر في الشوط الثاني فرض شخصيته في المباراة ولم يحالف الحظ الكثير من لاعبيه، خصوصاً الحارثي الذي يشكل الضلع الثالث في الهجوم السعودي عبر المنتخب وضمن حسابات المدرب آنغوس، لكنه أمام مرمى الهلال في هذه المباراة لم يكن يومه، ما يجعل العديد من الفرص تهدر بسبب الحرص الزائد على التسجيل. إن الحقيقة تفرض الواقع الجديد على مسألة"الدربي"من خلال تعامل الهلال الجيد معها سواء قبل المباراة او أثناءها، ما يزيد في حظوظه مرة بعد الأخرى، لا أقصد التعامل الفني فطريقة الهلال واضحة لمدرب النصر، كما ان طريقة النصر هي الأخرى واضحة لمدرب الهلال، لكن الفارق يبدو في العناصر مع احترامي للجميع، فاللاعب الهلالي يتفوق ميدانياً اكثر من لاعب النصر، بسبب العوامل النفسية والتجهيزات الإدارية، إضافة إلى المساندة الإعلامية التي تقف مع الهلال، ما يجعل اللاعب النصراوي يلعب تحت ضغوط واضحة من الخسارة فتكون النتيجة كما يطبخها الهلاليون، وهم مرتاحون من دون وجود مقاومة من النصر، أعود لأكرر ان النصر لا يمكن ان يتفوق فنياً ما لم يكن مقروناً بالتفوق النفسي الذي يقف مع الهلال، والأمور النفسية تحتاج الى خبراء، بمعنى ان تتصل العملية النفسية بالجماهير ومدى أهميتهم لدى اللاعب النصراوي، من دون ذلك الشحن الزائد والوعد بزيادة أرصدتهم المالية من خلال المكافآت التي كثيراً ما كان مردودها سيئاً على نتائج الفريق، كل المكافآت الضخمة التي قدمت للاعبي النصر سواء في هذا الموسم او من مواسم عدة بقيت في حسابات من جرهم الى هذا الأمر، ابحثوا عن طريقة جديدة إن أردتم الوقوف في وجه الهلال. [email protected]