تكالبت عوامل الضغط على مؤشر الأسهم في الفترة الأخيرة، ومع كل بادرة تحسن يتوقع معها المتعاملون تحسناً في أسعار الأسهم، وارتفاع في المؤشر العام، تأتي عليهم الأيام بما يُبدل تفاؤلهم، ويمحو مكاسبهم، ويعيدهم إلى الوراء لتكون البداية الجديدة، وجاء القلق للمتعاملين مع هبوط البورصات العالمية، وتراجع أسعار النفط، بعد التوقعات بانكماش الاقتصاد الأميركي، الذي تفاعلت معه السوق السعودية قبل أسبوعين خسر المؤشر وقتها 19 في المئة من قيمته في أسبوع، وإلى الان الأسعار في تذبذب ولم يستطع المؤشر تعويض خسائره الأخيرة، وجاءت الاكتتابات الجديدة لتضيف ضغوطاً جديدة على أسعار الأسهم، إذ فضل المتعاملون بعد المكاسب التي جنوها من اكتتاب"بترورابغ"والاكتتابات في شركات"التأمين"، واتجهوا إلى البيع للاكتتاب في أسهم"زين"للاستفادة من ارتفاع سعرها مع إدراجها في السوق المالية، وهو ما قلّص السيولة المتاحة للتداول وتراجع الطلب على الأسهم، ما أسهم في زيادة حدة تراجع الأسعار. وأنهى المؤشر العام للسوق تعاملات أمس بخسارة نسبتها 3.69 في المئة تعادل 350.25 نقطة، ليهبط المؤشر إلى مستوى 9134.13 نقطة ويرتد إلى مستواه السابق قبل 3 أشهر، فيما بلغ مدى تذبذب المؤشر أمس 422 نقطة، نسبته 4.7 في المئة، لترتفع خسارة المؤشر منذ مطلع السنة إلى 2042 نقطة، نسبتها 18.3 في المئة، يأتي هذه نتيجة تراجع أسهم 96 شركة، من أصل 112 شركة جرى تداول أسهمها أمس، بينما ارتفعت أسهم 12 شركة، فيما استقرت أسهم 4 شركات عند أسعارها السابقة، ما أدى إلى هبوط القيمة السوقية للأسهم المدرجة إلى 1.64 تريليون ريال، في مقابل 1.70 تريليون ريال الأربعاء الماضي، بخسارة مقدارها 57.6 بليون ريال، نسبتها 3.4 في المئة. وتأثر أداء السوق بتذبذب الأسعار، وتحول السيولة إلى الاكتتاب، ما أدى إلى تراجع قيمة الأسهم المتداولة إلى 9.2 بليون ريال، في مقابل 14.1 بليون ريال، بتراجع مقداره 4.9 بليون ريال، نسبته 35 في الئمة، فيما هبطت الكمية المتداولة إلى 217.9 مليون سهم، بتراجع نسبته 38 في المئة، بينما ارتفع عدد الصفقات المنفذة إلى 362 ألف صفقة، بنسبة ارتفاع 26.4 في المئة. وطاول الهبوط مؤشرات كل قطاعات السوق، كان مؤشر"الصناعة"أكبرها خسارة بنسبة 4.71 في المئة، من تداول 117.7 مليون سهم، نسبتها 54 في المئة، قيمتها 4.56 بليون ريال، نسبتها 50 في المئة، تلاه مؤشر"الاتصالات"بخسارة نسبتها 4.32 في المئة، فيما كان مؤشر"التأمين"أقلها خسارة بنسبة 1.57 في المئة. أما أبرز الأسهم في تعاملات أمس، فكان سهم"الاتحاد التجاري"الذي ارتفع في اليوم الأول لتداوله في السوق المالية بنسبة 380 في المئة، على رغم الهبوط الحاد في بقية الأسهم، ليرتفع سعره إلى 48 ريالاً، في مقابل 10 ريالات سعر اكتتاب، وكان سعر السهم ارتفع إلى 92 ريالاً مطلع الجلسة، وتصدر سهم"كيان السعودية"الاسهم بتداول 47.6 مليون سهم، نسبتها 22 في المئة، تراجع سعره خلالها الى 21.25 ريال، بخسارة نسبتها 9.6 في المئة، ويتوقع محللون أن تتجه أسعار الأسهم إلى الصعود التدريجي مع اقتراب عملية الاكتتاب من نهايتها وزيادة معدلات السيولة عن مستوياتها الحالية.