واصلت أسعار الأغنام في مدن ومحافظات المنطقة الشرقية كافة، صعودها، وشهدت أسواقها في يوم العيد حركة تجارية نشطة، لناحية العرض والطلب على الأضاحي، وسط توقعات بانخفاض الأسعار اليوم، ووصلت الأسعار في الدمام في متوسطها إلى 1200 ريال، فيما تنوعت الأسعار في شكل عام، بحسب نوع الأضحية وعمرها. ولم تختلف الحال في سوق الأغنام في الثقبة، عن السوق الواقعة في طريق الدمام - بقيق، التي ظلت تعج بالمتسوقين، الذين بدا على وجوه كثير منهم التذمر، في حين غادر البعض دون شراء الأضحية، أملاً في الحصول على أسعار أقل في مكان آخر، وألغى آخرون فكرة شراء أضحية، نظراً لأن الأسعار الحالية ليست في مقدورهم. وفي حفر الباطن، ألقت أصداء فتوى المفتي العام وخطب الجمعة، التي ألقيت في المحافظة، بظلالها على أسعار الماشية، إذ نادى خطباء الجوامع بضرورة إقامة شعيرة الأضحية داخل البلاد، وكراهية إخراجها في الخارج، لمن كان لديه أضحية واحدة فقط، وجوازها لمن لديه أكثر. وذكر إمام وخطيب جامع العسكر، أحد أكبر جوامع حفر الباطن، الشيخ إبراهيم المحيميد في خطبة الجمعة أن"التعذر بارتفاع الأسعار ليس مبرراً، فحين قدوم ضيف على أحدهم، فلن يتعذر بالغلاء، فكيف بالأضحية والأجر والثواب فيها أكبر". ورصدت"الحياة"في جولة لسوق الأغنام في حفر الباطن أسعار الأضاحى، إذ تراوحت بين 700 و 1400 ريال، بينما جاءت في النعيرية بين 950 و1300 ريال، وأجمع متسوقون على ان ارتفاع أسعار الأغنام غير مبرر من جانب تجار المواشي، خصوصاً أن أسعار الشعير انخفضت. ويرى ثامر خليفة أن ارتفاع الأسعار دفع الكثيرين إلى اللجوء إلى المؤسسات الخيرية التي توفر ذبح الأضحية في إحدى الدول الفقيرة، بسعر معقول. بينما أعلن سالم الشهري، وعلى رغم أن دخله يفوق ثمانية آلاف ريال شهرياً، عن انضمامه لقائمة"غير المستطيعين"مؤكداً أنه جاء إلى السوق للبحث عن أضحية بقيمة لا تتجاوز 800 ريال، إلا أن"ارتفاع الأسعار وعدم استطاعتي دفع الأسعار الحالية، أجبرني على اتخاذ قرار الاستغناء عن الأضحية، وشراء اللحم للمنزل من أحد محال الجزارة". ويتهم البائع في سوق الأغنام في النعيرية عامر الدوسري الباعة الآسيويين باحتكار السوق، واتفاقهم على سقف معين لا تقل قيمة الذبيحة أو الأضحية عنه، مؤكداً أن"الكثيرين اضطروا لمجاراة السوق، خصوصاً في ظل الإقبال الكبير من المتسوقين". ويشبه سالم الطرقي البائع في سوق حفر الباطن، سوق الأغنام بسوق الأسهم، مضيفاً"الارتفاع منذ ثلاث سنوات وليس وليد اليوم"، مؤكداً أنه"لا يوجد سبب معين، فحين ارتفع الشعير، ارتفعت الأسعار، وحين انخفض الشعير، ارتفعت الأسعار، فارتفاعها كما هو حال الأسهم، لا يوجد له سبب مقنع"، نافياً أن يكون انخفاض سعر الشعير ونزول الأمطار سبباً لانخفاض الأسعار، مؤكداً أنه سبب مقنع للارتفاع، مفسراً ذلك ب"حين ترتفع أسعار الأعلاف، تنخفض أسعار الماشية، لصعوبة توفير الأعلاف والشعير، لذا يكون البيع بسعر منخفض لتصريف ما يملكه الباعة".