على خلفية النهائي الخليجي الذي جمع بين النصر والأهلي نهاية الأسبوع الماضي اتضحت كثيراً من الأمور التي تخص الجانب النصراوي، الذي يبدو أنه لا يزال يحتاج الى عمل كثير كي يكون جاهزاً للحصول على البطولات، لأن الفريق بمجموعته سيعاني الكثير في مقبل الأيام، ولعل أولى الخطوات التي تبعت الخروج المر هي قيام إدارة النصر بإقالة المدرب الكرواتي رادان وتكليف بديله في الفترة الحالية مدرب فريق درجة الشباب لكرة القدم الحالي البرازيلي إدقار بريرا، وهو أمر كان متوقعاً، ونتفق على أن المدرب لم يكن هو المدرب المناسب للفريق مع تقديرنا لخبراته التي تجاوز بها مفهوم تدريب النصر، وان كانت مشكلة النصر تدريبه فهي حتماً مسألة ممكن علاجها في وقت قياسي، لكن ما هو اكبر من ذلك أن الفريق في الأصل يعاني من تركيبته بشكل مطلق، النصر لم يعد ذلك الفريق المخيف بسبب أن من يمثله من اللاعبين لا يرتقون إلى مستوى الحضور الذي يوازي تاريخ النصر، وهنا تكمن المشكلة التي يجب الاعتراف بها في المقام الأول من دون مكابرة. أحد اللاعبين في الفريق النصراوي سئل بعد المباراة مباشرة عن أسباب الخسارة فقال: هناك حاجة غلط ولا أعرف ما هي..؟ فاللاعب الذي لا يدرك أنه واحد من مقومات الغلط هو لاعب غير مفيد، في وقت كانت جماهير النصر تعوّل عليه الكثير، لكنه مع عدد من زملائه بدوا كمن أصابهم الوهن والعجز أمام الأهلي وهم المطالبون بتعديل الفارق في المباراة ثم البحث عن الفوز، فهذا اللاعب يحمل الشعار النصراوي لكنه لا يدرك مدى العشق لدى من يحملون هذا الشعار في المدرجات وخلف شاشات التلفزيون، ونجزم بأن الذنب ليس ذنبهم، لكنه ذنب الإدارة النصراوية التي تستقطب مثل هؤلاء اللاعبين لكي يدافعوا عن شعار الفريق، في وقت سبقت أندية كانت تحلم بالتعادل مع النصر باستقطاب النجوم والمدربين بمسافات كثيرة! لكن أهم ما في الموضوع هو أن تعمل الإدارة من جديد على تجاوز هذا الإخفاق، لأن تبعاته ستكون كثيرة إذا لم يتم التركيز على نسيان النهائي والعمل من جديد على السباق الحاصل نحو المقدمة الذي يناور عليه كل النصراويين في الوقت الراهن وهو يحتل مركزاً يتوافق مع ما لديه من اللاعبين، لكن مسألة البطولات بهذه الأسماء يجب ألا تكون في الحسبان لأنه بكل صراحة هناك أندية تسبق النصر بمراحل شاسعة هي القادرة على إسعاد جماهيرها بكل أريحية وهدوء وقدرة. لا تعرف الجماهير السر في إخفاق الإدارة النصراوية في جلب اللاعبين، على رغم أن هناك لجنة رباعية لهذا الأمر، لكنها لجنة تبدو غير قادرة على تحقيق ما هو مطلوب منها، فقط لم تنجح هذه اللجنة في استقطاب اللاعبين وكأنها ليست على دراية بما يحتاجه النصر، لكن نستثني فقط يوسف الموينع، أما البقية فهم من الظلم أن يتسلحوا بشعار النصر، ولو قام النصر بتسريحهم لما استطاعوا تمثيل غيره، هذا هو الزمن الذي قسا فيه بعض النصراويين على النصر، تجدونهم أمام الفلاشات وعلى صفحات الصحف يراهنون على أنهم الأفضل، بينما هم في صفوف لا يقبلها كل نصراوي غيور على النصر. لتحقق الأهداف المرجوة لا بد من أن يكون العمل يبدأ تصاعدياً، لكن في النصر ما ان تبدأ درجات التصاعد في الارتفاع فسرعان ما تهوي للقاع، وهذا يؤكد أن من يديرون النصر الكل يغنّي على ليلاه، وهنا ذهب النصر ونخشى أن يطول غيابه، أو ألا يعود أبداً. [email protected]