ليس خفيا ﺃن هناك من النصراويين من ابتهج بفشل النصر بتحقيق كأس الأندية الخليجية، وهذا الابتهاج ليس خفيا؛ فقد ظهر في القنوات الإعلامية، وفي التصاريح الصحفية، وفي بعض المواقع النصراوية، حتى وهو يمرر وكأنه نابع من الحرص على النصر. وهذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها هذا السلوك غير المتوافق مع الشعارات المرفوعة. في النصر وحده تفتح الهزيمة ﺃبواب جهنم، وترفع شعارات انفعالية غير عقلانية، من قبل تيار لا يتبنى إلا الإطاحة بالإدارة كمخرج من تبعات الهزيمة، والقريبون من البيت النصراوي يعرفون ﺃسرار هذا التوجه، ويدركون بلا مواربة دوافعه ومنطلقاته، وهو توجه لو قدر له ﺃن يملك ناصية الأمر لعاد النصر للنقطة صفر. في النصر عمل كبير، وفيه ﺃخطاء كثيرة، وكان بالإمكان ﺃفضل مما كان لولا تخبطات رادان، التي دمرت مراكز القوى في الفريق، وخلقت مشكلات فنية كثيرة لم تكن تحتاج إلى عين خبيرة لكشفها، ولكن التعامل مع إخفاق المدرب بطول البال المتردد ما بين لعل وعسى؛ فلا لعل جاءت بالحل، ولا عسى ﺃتت بالمحال. النصر فريق كبير، لا يمكن لضياع بطولة ﺃن تهز مكانته ﺃو تخرجه من معادلة الكرة السعودية؛ فالفريق ما زال يحتل موقعا متقدما في ترتيﺐ الدوري، وعناصره قادرة على العودة متى ما وجدت مدربا يستطيع توظيف قدرات لاعبيه، وقد يظهر الفريق بصورة ﺃخرى في مباراة الخميس المقبل ﺃمام الأهلي تحت إشراف مدرب شباب النصر السيد إدجار بريرا، بالرغم من ﺃن الوقت لن يسعف المدرب بفرض فلسفته التدريبية على الفريق. بعيدا عن نتائج الفريق والتي بكل ﺃسف ﺃصبحت في النصر هي المعيار الوحيد الذي يقاس فيه نجاح عمل الإدارة؛ فهناك نجاحات كبيرة ﺃحرزتها هذه الإدارة، وبكل تأكيد ﺃن تأثيرها هو من سيعيد النصر لمكانته التي تخلى مجبرا عنها، بعد ابتعاد ﺃعضاء الشرف الفاعلين، والذين عادوا مع وجود هذه الإدارة التي ﺃحرزت نجاحا كبيرا في هذا الجانﺐ، بالإضافة إلى توسيع قاعدة صنع القرار النصراوية، التي قضت على سياسة الرﺃي الأوحد، والذي قد يكون نجح في النصر في مرحلة سابقة بوجود رجل بقامة ومكانة وخبرة الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه اﷲ. إن عرس الفشل الذي ﺃقامه البعض، ما كان يجﺐ له ﺃن يكون لولا غياب الوعي بماهية النصر، وبضرورات المرحلة الحالية، التي تتطلﺐ إدارة جماعية قادرة على الإيفاء بضرورات المرحلة.