أطفال أبرياء ولدوا في هذه الحياة ليعيشوا حياتهم مثل البشر، يمارسون طفولتهم بلعب وضحك وبراءة الأطفال من غير كلفة أو تصنع ببراءتها، تضيء علينا حياتنا ببهجتهم وطفولتهم، نرى فيهم كل المستقبل والأمل. ولكن نقف هنا ونسأل القلوب الجبارة، القلوب التي تنتقم من هؤلاء الأطفال لأسباب رخيصة، وليس لها وجود. وللأسف الآباء الذين انتزعت منهم الرحمة واستخدموا العنف والقتل والتعذيب لكي ينتقموا من طليقاتهم، وذلك بالانتقام منها بطفله وفلذة كبده وعمره... قطعة من لحمه ودمه، ينتقم منهم من غير رحمة وشفقة، ويا ليت هو فقط، بل تشاركه زوجته الأخرى"زوجة الأب"في هذا العذاب، التي أيضاً تتمتع بتعذيب طفل زوجها لتنتقم من طليقته وهو يقف متفرجاً، بل متمتعاً بهذا التعذيب، أين بصيرته؟ هل المعقول أن زوجة الأب لها هذا التأثير القوي بالسيطرة على الرجل"زوجها"ليعذب ابنه؟ هل المعقول أن تكون عميت بصيرته وقلبه، وانعدم من الحنان والشفقة والرحمة؟... مَنْ أنت؟ ومَنْ هي؟ لكي أعذب فلذة عمري، من اجل ماذا؟ وما ذنب هذا الطفل الذي ولد ضحية حياة زوجيه فشلت في الاستمرار؟ لماذا تأتون بهم لهذه الدنيا؟... ليتعذبوا! أسأل نفسي دائماً: ماذا تستفيد زوجة الأب من تعذيب طفل زوجها؟ وماذا يستفيد زوجها"والد الطفل المعذب"؟ هل هي غيرة؟ ولماذا تغار زوجة الأب؟... الحياة فشلت بين الزوجين، والطفل ليس له ذنب في هذا الفشل، كيف يستطيع قلب أب أن يكون بهذه القسوة من غير ندم أو رحمة؟ أين الضمير؟ أين مخافة الله؟ إن الله لم يأمر فقط بطاعتنا لوالدينا، بل أيضاً أمر برحمة الوالدين لأبنائهم، أم نحن نأخذ الجانب الذي نريده والباقي نتجاهله؟ رسالتي هذه لهؤلاء الذين انعدمت منهم الشفقة، أقول لهم استيقظوا واعلموا أن الدنيا فانية، وان هناك عقاباً من الله لهؤلاء قساة القلب، وكما تدين تدان... اجعلوا مخافة الله أمام أعينكم، وارحموا هؤلاء الأطفال الذين ليس لهم ذنب بأن يدفعوا ثمن فاتورة الآخرين، لا يوجد احد يعوضك ببراءة طفلك أو أضحى من اجل إرضاء نفسي أو زوجتي. فكل بداية لابد من نهاية، ويا ليت لا تكون النهاية دموعاً وندماً. إلهام اليوسف - الرياض پ[email protected]