ركز مدرب المنتخب السعودي ناصر الجوهر خلال المباراتين الوديتين أمام منتخبي البحرين وسورية على رفع مستوى الانسجام بين اللاعبين بشكل أكبر، حينما توصّل بنسبة كبيرة جداً للتشكيل المثالي الذي سيزج به أثناء دورة الخليج المقبلة، وحاول جاهداً الاطمئنان أكثر على جاهزية المهاجمين مالك معاذ وياسر القحطاني ح ينما وضعهما معاً في كلا المباراتين، لعله من هذا التوجّه يستطيع إعادتهما للفورمة الطبيعية التي كانا عليها قبل ابتعادهما عن بعض جراء الإصابة، وحتى البدلاء كان لهم نصيب من خلال المباراتين، ووضحت بعض المراكز التي تم تجهيز بدلائها كحال حارس المرمى ياسر المسيليم، والمهاجم حسن الراهب، إضافة إلى لاعب الوسط الأيسر عبدالرحمن القحطاني، خلاف ذلك لا تبدو الأمور مستقرة بنسبة كبيرة حول بعض الأسماء. الحراسة و"بر الأمان" الثبات الفني الذي كان عليه وليد عبدالله خلال مباريات الدوري مع فريقه الشباب واستمرار هذه الحالة مع المنتخب في مباراتيه الوديتين، وقلة هفواته جعلت الجوهر أكثر اطمئناناً على هذا المركز، وأصبح تفكيره ينصب حول بقية خطوط المنتخب، حتى بديله الأول ياسر المسيليم أعطى انطباعاً جيداً لمستوى الحراسة، وإن كانت الدقائق التي شارك فيها لا تعطي الحكم الحقيقي لمستواها، إلا أن كميل الوباري يظل أقل لاعبي هذا المركز حظاً بالمشاركة في المقبل من المباريات. الدفاع و"الاتكالية" على رغم مشاركة ثلاثة لاعبين من فريق الهلال هم عبدالله الزوري وماجد المرشدي وأسامة هوساوي، ويضاف إليهم الظهير الأيمن عبدالله شهيل، إلا أن نسبة الانسجام والتفاهم بينهم لم تكن مثالية نظير الاتكالية والتداخل في اللعب بينهم، ويعتبر وجود خالد عزيز في محور الارتكاز ساتراً قوياً ومسانداً لهم بالتفرغ فقط لمراقبة مهاجمي المنتخبات، وعلى رغم البنية الجسمانية المثالية لقلبي الدفاع المرشدي وهوساوي إلا أن تمركزهما في كثير من الأحيان في المباراة يحرجهما أمام مهاجمي المنتخبات الأخرى، لذلك عليهما الحذر والتواصل داخل الملعب بالتوجيه حتى يمكنهما تقليل نسبة التمركز الخاطئ وإبطال أي من الكرات العرضية التي باتت نقاطاً سلبية تسجل على الدفاع السعودي. ظهيرا الجنب و"الحيرة" يسجل ظهيرا الجنب في المنتخب السعودي عبدالله شهيل وعبدالله الزوري من فترة إلى أخرى براعتهما في المساندة في أطراف الملعب، وإجادتهما فتح ثغرات في مناطق الدفاع للمنتخبات المنافسة، إلا أن هذه الميزة يجب أن تكون الميزة الثانية عقب ثباتهما على إغلاق مناطقهما الدفاعية بشكل جيد في المقام الأول، وقيامهما بأدوار مساندة لقلبي الدفاع، ومن ثم عليهما اختيار الهجمة المناسبة كي يتحولا من الشق الدفاعي للشق الهجومي، خصوصاً وهما يمتلكان من اللياقة والمهارة والسرعة ما يؤهلهما بجدارة للقيام بأدوار مزدوجة وبشكل منظم. عزيز حامي"الوسط" أثبتت التجارب الودية أن خالد عزيز يمثل نصف قوة وسط"الأخضر"نظير المجهود الجبار الذي يقوم فيه اللاعب، واختياره للمواقع المناسبة كي يتمكن من إبطال أي هجمة قد تمر لمناطق العمق في الدفاع السعودي، وتعتبر مشاركته قوة إضافية لقلبي الدفاع أسامة هوساوي وماجد المرشدي، ويعتبر احمد عطيف هو أفضل المساعدين في الفترة الحالية لخالد عزيز، خصوصاً أنه لا يقل مجهوداً عن خالد عزيز، وإن اختلفت الأدوار التي يقوم فيها، التي تعتمد على الانطلاق خلف الهجمات السعودية، وقربه من مناطق الخطر في المنتخبات الأخرى، كذلك سرعته في العودة لمنطقته فور خسارة الكرة، ويعتبر عبده عطيف واحمد الفريدي أهم المفاتيح في بناء الهجمات السعودية، إلا أن ما بذلوه خلال المباريات الودية لم يكن مقنعاً، خصوصاً أنهما يمتلكان من المهارة ومن دقة التمرير، ما يؤهلهم لفتح ثغرات في وسط المنافسين، كذلك في مساندة ياسر القحطاني ومالك معاذ بالتمريرات البينية، وتبادل المراكز معها في بعض الهجمات، ويعتبر تيسير الجاسم أهم ورقة بديلة في يد الجوهر ويمكن الاستعانة فيه كمحور ثاني"مساند"كحال احمد عطيف، أو الزج فيه كوسط أيمن، ويظل عبدالرحمن القحطاني بديلاً مثالياً لجهة الوسط الأيسر فقط لامتلاكه بعض المميزات لملء هذه الخانة، ويظل أحمد الموسى أهم لاعبي البدلاء في الكرة السعودية، وعلى رغم ذلك لم تكن مشاركته في المباريات الودية بالصورة التي كان يتوقعها المراقبون والمحللون. إحراج المهاجمين على رغم الثبات على مشاركة مالك معاذ وياسر القحطاني في خط الهجوم كلاعبين أساسيين إلا أن الجوهر حاول منح بدلائهم ناصر الشمراني وحسن الراهب ونايف هزازي بعضاً من الوقت، إلا أن هذه المشاركة ستزيد القلق على الجوهر في اتخاذ أهم القرارات أمامه من سيكون خارج الحسابات في دورة الخليج، خصوصاً أن كل واحد من هذا الثلاثي يمتلك مواصفات معينة، ومفيدة لخط المقدمة، فالشمراني هداف الكرات المرتدة وصاحب التوغل الجيد على حدود منطقة الثمانية عشرة، وهو هداف الدوري السعودي، ويعتبر حسن الراهب المهاجم المنطلق بسرعة لعالم الهدافين إثر المستويات اللافتة التي قدمها في مباريات نادية الأهلي، ومنحته ثقة أكبر في قدراته وإمكاناته وأصبح يتطور من مباراة إلى آخر، وما ينطبق على الراهب ينطبق على هزازي، الذي بدا بشكل تصاعدي، ونال ثقة عدد من المدربين، حتى أصبح أهم هدافي الدوري السعودي وفريقه الاتحاد، وكانت له فرصة المشاركة في مباراة المنتخب الأخيرة أمام كوريا الجنوبية، إلا أن اختيارات الجوهر ستكون في غاية الصعوبة وهو يقرر إبعاد أحد هذا الثلاثي. التجهيز النفسي"المنعطف الأهم" المحطة المقبلة لمعسكر المنتخب في مدينة الرياض تتطلب التركيز على سعي الإعداد النفسي بشكل أكبر عقب أن استقر الجوهر على التشكيل والطريقة التي سينتهجها في دورة الخليج، واطمأن أكثر على الحالة اللياقية لجل لاعبيه، خصوصاً في مباراة قطر الأولى، وحينما يتم التركيز على أهمية الإعداد النفسي لدورة الخليج، لمعرفة الجميع بالأجواء المحيطة لهذه الدورة، والحساسية التي دائماً ما تسيطر على مباريات الجيران في دورة الخليج، ومدى التركيز الإعلامي المكثف المحيط بهذه الدورة، وتعتبر الفترة المتبقية لمباريات الدورة كافية كي يتم الاهتمام بهذا الجانب وإعطائه مساحة اكبر.