أنهت شرطة جدة قضية هرب فتاة عشرينية من منزل أسرتها وإقامتها مع وافد هندي أغرمت به طوال عامين، وقام باغتصابها مع زميل له طوال أسبوع كامل في منزله الخاص. وعلمت"الحياة"أن الفتاة كشفت أثناء التحقيق معها أن علاقتها الغرامية بالوافد الهندي بدأت منذ عامين، بعد أن تعرفت عليه في أحد المحال التجارية، وسرعان ما تطورت هذه العلاقة بمرور الوقت حتى وقعت في حبه. وأوضحت أن أسرتها لم تكن مهتمة بها ولا بمشاعرها وبمتطلباتها وحاجاتها النفسية، بل كانت بعيدة منها، وأنها لم تتلق القدر الكافي من التوجيه والنصح، الذي ربما كان سيسهم في إنقاذها من التورط في علاقتها بالوافد الهندي، معربة عن اعتقادها في احتمال استخدامه للسحر في جذبها إليه، و تعلقها به. وأضافت:"لم يكن أمامي سوى الهرب إلى منزل"حبيبي"بعد أن شجعني على ذلك، وأقنعني بضرورة الهرب والإقامة معه ليتسنى لنا الزواج، إلا أني فوجئت بما لم أكن أتوقعه، فبمجرد دخولي إلى منزله بدأ في اغتصابي طوال أسبوع كامل، ولم يلق بالاً لصراخي وتوسلاتي". وأشارت إلى أن أحد أصدقاء الوافد الهندي شاركه في اغتصابها، وأنهما التقطا العديد من الصور الفاضحة لها في أوضاع مخلة أثناء اغتصابها، مؤكدة أنها شعرت بعد ما تعرضت له بالندم وفداحة تصرفها وجرمها المسيء لها ولأسرتها، وفكرت في العودة إلى أسرتها إلا أنها ترددت خشية تعرضها للعقاب. واتهمت الفتاة المغتصبة الوافد المعتدي عليها بأنه كان يرغمها على تناول الممنوعات بقصد ضمان تمكنه منها بعد فقدان وعيها، وأنه كان ينوي المتاجرة بعرضها في حال بقائها معه فترة طويلة. وفي المقابل، أكد الوافد الهندي المتهم باغتصاب الفتاة أثناء استجوابه أنه لم يحرض الفتاة على الهرب إلى منزله، متهماً إياها بأنها كانت"فتاة عابثة ومنجرفة وراء عواطفها، نافياً اغتصابها، ومؤكداً في الوقت نفسه أن كل ما وقع بينهما تم برضاها. كما اتهم الوافد الهندي الفتاة بأنها كانت تطارده وتلاحقه باتصالاتها الهاتفية المتواصلة، وزياراتها المتكررة لمنزله، مؤكداً أنه تفاجأ في حضورها إليه في أحد الأيام من دون سابق موعد بنية الهرب من أسرتها والعيش معه. وأضاف:"حاولت إقناعها بضرورة العودة إلى أسرتها تجنباً للمشكلات، خصوصاً وأني كنت أنوي السفر ومغادرة البلاد نهائياً تلافياً لما قد يقع له نتيجة هذه القضية، إلا أني لم أفلح في إقناعها أو طردها من حياتي". وقالت صديقة مقربة من الفتاة ل"الحياة":"إن الشاب الهندي استمال قلب ضحيته بكلامه المعسول ووعوده لها، وكانت صديقتي تحبه من كل قلبها وترى فيه فارس أحلامها نظراً لوسامته، وكانت تتبادل الأحاديث الهاتفية معه بشكل متواصل عبر الجوال، وكثيراً ما كانت تقابله في أماكن عدة، كما أهدته صوراً خاصة بها، وأخرى تجمعهما معاً كذكرى لحبهما وعلاقتهما". وأضافت:"كشفت لي صديقتي في إحدى المرات أنها تشعر بأن الوافد الهندي استخدم سحراً لضمان تعلقها به، لأنها أصبحت مهيمة به لدرجة غير معقولة، وأنها لم تعد تطيق عنه صبراً ولم تعد تقوى على فراقه أو الابتعاد عنه، وكثيراً ما كنت أشاهدها تبكي بسبب مشاعرها تجاهه، وبعد ذلك بدأت صديقتي تتهور في تصرفاتها وسلوكها معه، بعد أن نجح في إغوائها واستدراجها والتغرير بها وتحريضها على الهرب حتى أوقعها في الفخ الذي نصبه لها بمشاركة زميله، ليتمكنا من هتك عرضها". من جهتها، قالت أستاذ الصحة النفسية المشارك بكلية التربية في مكةالمكرمة الدكتورة هانم ياركندي ل"الحياة":"إن هذه الفتاة الهاربة من منزل أسرتها إلى أحضان الوافد الهندي الذي تلاعب بعواطفها وغرائزها هي ضحية لظروف معينة أدت بها للوقوع في مهاوي الانحراف". وأضافت:"لابد أن الفتاة كانت تعاني من خلل تربوي داخل محيط الأسرة، أهمها: إعطاء الحرية الزائدة من قبل الأبوين لأبنائهما، ومنحهما ثقة عمياء لا يستحقونها، وربما تستغل في غير موقعها من قبل المراهقين والمراهقات, إضافة إلى تأثير المواقع الإلكترونية والفضائيات من دون متابعة أو مراقبة أو اهتمام من قبل الوالدين"، منبهة إلى احتمال نشأة هذه الفتاة في أسرة مفككة نتيجة الطلاق والخلافات الأسرية. وشددت ياركندي على ضرورة اهتمام الأبوين بنصح وتوجيه أبنائهما، والأخذ بأيديهما نحو طريق الخير والصواب، وتبصيرهم بأمور دينهم، ومحاولة تعزيز القيم والمبادئ السامية داخل نفوسهم، من أجل العبور بهم إلى بر الأمان، وضرورة الاستماع إليهم والاقتراب منهم لمساعدتهم في حل المشكلات التي يعانون منها. فيما نبهت المديرة العامة لسجون النساء في مكةالمكرمة مروة يوسف عمر، إلى ضرورة إيلاء اهتمام أكبر بالفتيات، مشددة على أهمية دور الأم في التقرب من ابنتها ومساعدتها في حل مشكلاتها بالحسنى من دون اللجوء إلى العنف، وإشعارها بالأمان والدفء الذي تحتاجه في سن المراهقة، التي تصاحبها اضطرابات نفسية وهرمونية، تجعل منها فترة عمرية صعبة تحتاج فيها الفتاة إلى الدعم والمساندة من قبل أفراد الأسرة.