اعتبر عضو لجنة إصلاح ذات البين في مكةالمكرمة الدكتور ناصر العلي، أن العامل الاقتصادي هو السبب الأهم وراء ارتفاع معدلات الطلاق، موضحاً ان"غالبية حالات الطلاق كانت بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية للأسرة". وقال العلي ل"الحياة":"تفشي ظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي من الظواهر المخيفة والملموسة، التي يجب علينا الاعتراف بها، ومن ثم مواجهتها وإيجاد الحلول المناسبة للحد منها". وأضاف:"كثير من حالات الزواج في السعودية تنتهي بالطلاق في العام الأول، كما امتد طوفان هذه الظاهرة للشرائح العمرية، حتى أولئك الذين مر على زواجهم فترات طويلة تمخض عنها كثير من الأبناء". ورأى أن ظاهرة الطلاق لا تقتصر فقط على صغار السن، بل تشمل من كانت سنه فوق الأربعين والخمسين عاماً. وعزا هذه الظاهرة المقلقة إلى"صغر سن الزوجين، وافتقارهما للخبرة الكافية، واصطدامهما بالكثير من العقبات في بداية زواجهما، وتدخلات الأهل في خصوصياتهما، وحدوث الكثير من المشكلات والصراعات الأسرية بين أسرتيهما، ما قد يؤدي بالزوجين إلى الطلاق، وافتقاد الزوجين للحنكة والحكمة والخبرة، وعدم وجود من يوجههما أو يسدي لهما النصيحة". وأضاف:"السبب الرابع والأهم هو العامل الاقتصادي للزوجين، إذ نجد أن غالبية حالات الطلاق بسبب الأوضاع الأسرية المتردية، وارتفاع كلفة المعيشة التي يعجز الزوجان عن مواجهتها، خصوصاً أن غالبية الزواجات يتم تأسيسها بواسطة الديون". وتابع"هذا الأمر يؤدي إلى اصطدام الزوجين بالأمر الواقع، وعدم قدرتهما على توفير متطلباتهما الضرورية، والإيفاء بحاجاتهما من الغذاء والدواء والكساء وبقية المستلزمات الأخرى، وأهمها إيجار الشقة وتسديد فواتير الخدمات، وهذا لا يتلاءم عادة مع الدخل المادي المتواضع للزوج". ولفت إلى أن السبب الخامس هو"الخيانات الزوجية، التي يجب عدم إغفال مناقشتها في هذه القضية، إذ إنها تعتبر من الأسباب الرئيسية لتفشي ظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي، نتيجة لانعدام الوازع الديني والأخلاق لكلا الزوجين أو لأحدهما". وتطرق إلى"إدمان بعض الأزواج على المخدرات، الأمر الذي خلف العديد من الكوارث الأسرية". وعلى صعيد الإصلاح، أكد العلي"أن لجنة إصلاح ذات البين نجحت في احتواء الكثير من الخلافات الزوجية، وإعادة المياه إلى مجاريها بين الزوجين، ولكن ليس في كل الحالات، فأغلب المشكلات الأسرية التي نواجهها يومياً أثناء أدائنا لعملنا مشكلات صعبة للغاية، خصوصاً عندما يكون الزوج مدمناً على المخدرات أو مريضاً نفسياً، اذ لا تجدي معه طرق المناصحة، وسرعان ما يعود إلى كرته الأولى". ولم ينف"أن ظاهرة الطلاق باتت تشكل احدى أهم الظواهر الاجتماعية، التي يجب علينا تناولها وبحثها وإيجاد الحلول المناسبة لها، خصوصاً أن معدلات الطلاق في مجتمعنا صارت من أعلى النسب في المنطقة". وطالب الزوجين بضرورة التوجه إلى مكاتب الاستشارات الأسرية ولجان إصلاح ذات البين،"من أجل رأب الصدع بينهما".