تعودنا قبل سنوات على تنظيم إدارات المرور لحملات مرورية مفاجئة وموقتة، تتراوح ما بين ثلاثة أيام إلى أسبوع خلال السنة. ويتم خلالها إقامة حواجز مرورية للبحث عن المخالفات المرورية. كما أنه قبل فترة وخلال الظروف الأمنية التي مرت بها المملكة أقيمت حواجز امنية موقتة انتهت بانتهاء هذه الظروف، وبقيت هذه الحواجز المرورية إلى أجل غير مسمي، لتشوه وجه مدننا الحضاري وتتسبب في التضييق على المواطن وازعاجه أينما حل!! السؤال: هل ينتظر رجال المرور المخالفين حتى يأتوا اليهم طواعية بدلاً من الذهاب اليهم؟ ماذا تمثل المخالفات التي تضبط من خلال هذه الحواجز بالنسبة لمجموع المخالفات التي تحدث في شوارعنا يومياً؟ خصوصاً ونحن نشاهد الكثير من السائقين يتحاشون هذه الحواجز ويتجاوزونها، خصوصاً تلك الحواجز الثابتة التي يمر عليها الزمن من دون تغيير. إضافة إلى ما تسببه هذه الحواجز من حوادث خطرة، وهي غالباً ما تكون مفاجئة للسائق، وقد لا يتمكن من السيطرة على السيارة فيحدث ما لا تحمد عقباه، وهو ما حصل فعلاً. لماذا ينشغل رجل المرور بهذه الحواجز عن القيام بعمله الأساسي، وهو الانتشار ومراقبة حركة السير ومعالجة التجاوزات والمخالفات على الطرق؟ وهو ما يؤدي حتماً إلى اكتشاف المخالفات الأخرى التي تركز عليها الحواجز المرورية، مثل عدم حمل الرخصة وانتهاء ملكية السيارة، والتظليل المخالف، وعدم ربط الحزام وغيرها، التي تعتبر ثانوية بالنسبة للتجاوزات التي نراها في شوارعنا، وأبرزها هؤلاء المفحطون الذين يعيثون فساداً في شوارعنا بلا حسيب ولا رقيب! ومثلهم أولئك الأطفال الذين يقودون سيارات آبائهم في شوارع الأحياء بكل استهتار ولا مبالاة، واخطر منهم هؤلاء المراهقون الذين يزرعون شوارعنا بأنوار مطفأة ليلاً، معرضين حياتهم وحياة الآخرين للخطر. ولا يغيب عنا ما يحدث من تجاوزات عند الإشارات ان من أجمل القرارات التي اتخذها المرور ما يسمى بالمرور السري، الذي يلاحظ وحده بكثافة في الدائري الشرقي والشمالي وبعض الشوارع الرئيسة وغيابه التام عن الشوارع الداخلية وعند الاشارات وغيرها. لماذا لا يرتب المرور أولوياته ويتدرج فيها لتكون الفائدة أعم وأكمل.