شهدت أربع مدارس في مدينتي الدمام ورأس تنورة، حوادث حريق واحتجاز، من دون تسجيل إصابات بشرية، عدا حالات الهلع والخوف التي انتابت الطلاب والطالبات في تلك المدارس. وتضاف هذه الحوادث إلى نحو 10 مماثلة، شهدتها مدارس المنطقة الشرقية منذ بدء الدراسة قبل نحو شهر، فيما سجلت مدارس المنطقة 260 حادثة خلال السنوات الخمس الماضية، بحسب تأكيد مدير الدفاع المدني في المنطقة اللواء حامد الجعيد. ولم يبدأ طلاب وطالبات مدرستين في حي الزهور في الدمام، يومهم الدراسي صباح أمس، بالطابور الصباحي المعتاد في بداية كل يوم، بل بمشاهدة فرق الإطفاء والإنقاذ في الدفاع المدني، تحيط بأسوار مدرستيهم، لمباشرة حريقين، وقع أحدهما في كومة سجاد أعلى سطح مدرسة"الزهور المتوسطة". وتم إخماد الحريق، الذي لم يسجل أي إصابات تُذكر، بحسب الناطق الإعلامي للدفاع المدني في المنطقة الشرقية المقدم منصور الدوسري. كما باشرت ست فرق إطفاء وإنقاذ، تابعة للدفاع المدني في الدمام، المدرسة الابتدائية السادسة للبنات في الحي ذاته، بعد بلاغ عن تصاعد دخان من فناء المدرسة. وفور توجه الفرق إلى المدرسة، تم التأكد من إخماد الحريق من جانب العاملين فيها. وفي حادثتين، لم تكن بعيدتين عن الفصول الدراسية، حررت فرقة إنقاذ تابعة للدفاع المدني في رأس تنورة، 30 طالبة في الابتدائية الرابعة في حي الروضة، بعد احتجازهن فترة داخل الفصل. وقامت فرق الإنقاذ بكسر الباب، وتحرير الطالبات، اللاتي أصبن بحال من الذعر، نتيجة إغلاق الباب. كما استدعيت فرق الإنقاذ إلى مدرسة أم هاني، التابعة لمدارس تحفيظ القرآن في الدمام، لتحرير 20 طفلاً، ومعلمتهم، الذين كانوا محتجزين داخل الفصل. وتمكنت إحدى المعلمات من فتح باب الفصل، بعد محاولات عدة لفتحه. وتأتي هذه الحوادث بعد مطالبة إدارة الدفاع المدني، إدارتي التربية والتعليم، بضرورة"مراعاة جوانب السلامة، وعمل جداول صيانة، لتفادي وقوع تلك الحرائق ومطالبات المدارس كافة بتطبيق خطط إخلاء للطلاب ومعلميهم في المدارس، وتشكيل مجموعات للسلامة، يتم تدريبها على يد اختصاصيين من الدفاع المدني في المنطقة الشرقية، وتدريب المعلمين والمعلمات من طريق الدوائر التلفزيونية المغلقة، إضافة إلى حراس المدارس، ومجموعات السلامة على أعمال الدفاع المدني، لإعداد مخططات إخلاء ونقاط تجمع للطلاب ومعلميهم حول المدارس، لتسهيل عمليات الإنقاذ في حال وقوع حرائق، إضافة إلى عمليات الإحصاء، للتأكد من وجود الطلاب والمعلمين. ودعت الدفاع المدني، "للتأكد من تطبيق اشتراطات السلامة كافة في المدارس، التي تشمل التأكد من السلامة الإنشائية والكهربائية، وسلامة المصاعد وملائمة مخارج الطوارئ للاستخدام، لناحية مواقعها وسعتها، وعدم وضع ما يُعرقل الحركة أمامها لاستخدامها. والتأكد من جاهزية أنظمة الإنذار، إضافة إلى التأكد من جاهزية أنظمة الإطفاء". وطالب الدفاع المدني ب"عزل مستودعات التخزين وغرف المعدات الميكانيكية عن المباني، والتأكد من سلامة المختبرات". وكرر هذه المطالب الأسبوع الماضي، نائب أمير الشرقية الأمير جلوي بن عبد العزيز، خلال استقباله مجلس التعليم في المنطقة، إذ أكد على"مراعاة أصول السلامة في المدارس، حفاظاً على أرواح الطلبة".