حذّر المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق خوجة من تحول مرض السكري إلى وباء في دول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن نسبة الإصابة بين السعوديين ارتفعت إلى 10 في المئة. وقال في تصريح أمس بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة داء السكري تحت عنوان:"السكري لدى الأطفال والمراهقين"الذي يصادف اليوم:"أفادت الإحصاءات والدراسات الوبائية المبكرة في دول مجلس التعاون بانتشار داء السكري بصورة وبائية جعلت منه خطراً صحياً على المستوى الوطني، فنسبة الإصابة بداء السكري تجاوزت 10 في المئة في السعودية وعمان والبحرين"، مشيراً إلى أن نسبة انتشار السكري عالمياً تقارب 5 في المئة. ولفت إلى أن معدلات الإصابة باعتلال استقلاب السكر الحالات القابلة للإصابة مستقبلاً تجاوزت النسبة ذاتها، وهذا يعني أن المجتمع مصاب أو سيصاب بالسكري بنسبة تزيد على 20 في المئة، وهي نسبة مرتفعة جداً إذا ما قورنت بالدول الأخرى، مشيراً إلى أن معدل انتشار مرض السكر في الكويت هو 9.2 في المئة لمن هم فوق سن 15 سنة، والإمارات 19.6 في المئة، كما أن 15.2 في المئة من أفراد المجتمع لديهم اعتلالات في استقلاب السكر، وهذا يؤكد ما أوضحته اللجنة الخليجية لمكافحة داء السكري من أن ما بين خمس أو ربع مواطني دول مجلس التعاون إما مصابون أو سيصابون بالسكري خلال السنوات القليلة المقبلة. وذكر أن دراسات حديثة أجريت في مدينة الرياض أوضحت أن 32 في المئة من المرضى المنومين في المستشفيات مصابون بالسكري، وأدخلوا إلى المستشفيات إما لأسباب تخص السكري أو لمشكلات صحية ذات علاقة به، كما أن معدلات مضاعفات السكري ومن خلال الدراسات المبدئية تؤكد تفاقم المشكلة. وأضاف أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة هذا الوباء فإن أكثر من 333 مليوناً أو 6.3 في المئة من سكان العالم سيصابون بهذا المرض بحلول عام 2025 الذي سيؤدي إلى عبء كبير على تكاليف الرعاية الصحية، مشيراً إلى أن تقديرات منظمة الصحة العالمية تؤكد أن عدد المصابين بالمرض سيكون نحو 370 مليوناً بحلول عام 2030، وهو ما سيكلف ما بين 213 إلى 396 بليون دولار بحلول عام 2025، ما سيلتهم نحو 40 في المئة من الموازنات الصحية للدول، إذ يعد مرض السكري من أكثر الأمراض كلفة، سواء الكلفة المباشرة التي تقدر بنحو 6 في المئة من الموازنة الكلية في الدول المتقدمة اقتصادياً وتصل هذه التكاليف إلى: 60 بليون دولار أميركي في الولاياتالمتحدة، 16.94 بليون دولار في اليابان، 10.67 بليون دولار في ألمانيا، وكذلك التكاليف غير المباشرة من جراء فقد عائل الأسرة والأشخاص المنتجين فيها والوقت المفقود وتأثير ذلك في الإنتاج. وأشاد الدكتور توفيق خوجة بتوقيع وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الإعلان المشترك لمكافحة داء السكري، واستضافة السعودية المؤتمر الإقليمي الخليجي لاقتصادات السكري، الذي انتهى بإعلان الرياض الذي يدعو لإنشاء جهة مرجعية عالمية لاقتصادات السكري تحت مظلة الأممالمتحدة مع الدول الممثلة في الجمعية العمومية ومشاركة المنظمات الدولية، مضيفاً أن الاجتماع الموسّع للجنة الخليجية لمكافحة داء السكري الذي عقد في الكويت أخيراً أقرّ آلية تنفيذ الخطة الخليجية التنفيذية المتكاملة لمكافحة داء السكري المعتمدة من وزراء الصحة في دول مجلس التعاون، وتبلغ موازنتها750 مليون ريال سعودي على مدار عشر سنوات هي الفترة الزمنية لهذه الخطة. وتطرق إلى أن داء السكري يعتبر من أكثر الأمراض المزمنة عند الأطفال والبالغين، ويمكن أن يصيب الأطفال في أي سن حتى أنه يطاول الأطفال المتدرجين في المشي والرضع، معتبراً التشخيص والعلاج من الأمور الضرورية، مشيراً إلى وجود نحو 4 ملايين حالة وفاة تتعلق مباشرة بمرض السكري على مستوى العالم، كما يعاني أكثر من 500 ألف طفل في العالم تحت عمر 15 سنة من النوع 1 من السكري، وأكثر من 200 طفل يشخّص يومياً بالنوع 1 من السكري في العالم، وأكثر من نصف الأطفال المصابين بالسكري معرضون لمضاعفاته المختلفة خلال 15 سنة من الإصابة، مشدداً على ضرورة الوقاية:"هذا المرض يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعوامل تتمثل في السمنة وقلة النشاط اليومي وزيادة السعرات الحرارية المستهلكة من الفرد، إضافة إلى العامل الوراثي الذي يلعب دوراً مهماً".