بدأت الهيئة العليا للسياحة في تتبع آراء وانطباعات السعوديين حول الخدمات السياحية المقدمة في المناطق السياحية السعودية ومقارنتها بتلك المقدمة في الوجهات السياحية الخارجية التي يقصدونها. وبحسب استطلاع للرأي تقوم به إحدى الشركات المتعاونة مع"الهيئة"، فإن نسبة كبيرة من أهالي منطقة الجوف يتذمرون من غلاء السياحة الداخلية، وصعوبة الحصول على مقاعد في الطائرة المتجهة إلى المناطق السياحية. ويرون أن قرب الأردن وسورية من منطقتهم أسهم في تفضيلهم لتلك البلدان لإقامتهم فيها، معتقدين أن تلك الدول فيها"صناعة"للسياحة، وتستثمر الأماكن الطبيعية"الخلابة"لإقامة مناطق سياحية. ويذكر عدد من الذين شملهم الاستطلاع أن السياحة السعودية تلزمها سنوات حتى تتمكن من كسب رضاء السائحين السعوديين، مدللين على قصور السياحة في منطقتهم بعدم استثمار بحيرة دومة الجندل، التي تمثل برأيهم فرصة سياحية مناسبة لجذب السائحين في مناطق شمال المملكة على الأقل. من جانبه، قال المشرف على الاستطلاع في منطقتي الجوف والحدود الشمالية الباحث السياحي خلف الرويلي ل"الحياة"إن الاستطلاع يهدف إلى درس السياحة المحلية والمغادرة لمصلحة الهيئة العليا للسياحة، مشيراً إلى أن الدراسة تركز على فئة الشباب وحتى عمر 45 عاماً. وكشف أن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يذهبون إلى الأردن من منطقة الجوف يطلبون العلاج هناك. وذكر أنه مطالب بتعبئة 170 استطلاعاً في الشهر، لافتاً إلى أنه يقصد المستهدفين بالاستطلاع في أماكن عملهم ومنازلهم والاستراحات. إلى ذلك، أوضح رئيس جهاز تنمية السياحة في منطقة الجوف حسين الخليفة ل"الحياة"أن مركز المعلومات والأبحاث السياحية ماس التابع ل"الهيئة"يعمل على تفريغ تلك الدراسات، وإرسالها إلى المناطق للاستفادة منها في تقويم الخدمات السياحية المقدمة. وعن استثمار بحيرة دومة الجندل، قال الخليفة إن"الهيئة"تسعى لوضع المستثمر الأولى في منطقة الجوف، من خلال استثمار البحيرة سياحياً. وفي السياق ذاته، كشف رئيس بلدية محافظة دومة الجندل المهندس ناصر الشطير ل"الحياة"عن ترسية مشروع لاستثمار البحيرة سياحياً قبل نحو عام على أحد رجال الأعمال من محافظة جدة. وقال:"نص العقد على إقامة مرافق سياحية عدة بالقرب من البحيرة مثل: فندق خمس نجوم، حديقة ألعاب ترفيهية، مقاه، مطاعم متنوعة، محال تجارية، متحف، مركز بيع وصناعة للحرف اليدوية التقليدية، جلسات، ملاعب أطفال، صالات عرض تستخدم تقنيات العروض البصرية والصوتية والسينمائية، محطات كهربائية، محطات معالجة وتقنية مياه، مشتل زراعي". يذكر أن بحيرة دومة الجندل تكونت بفعل ضخ مياه الري الفائضة في مزارع دومة الجندل إلى منطقة مرتفعة تشرف على المحافظة. وتقدر مساحتها بنحو1.1 مليون متر مربع، بطاقة تخزينية تصل إلى 11 مليون متر مكعب من المياه، ويتم ضخ مياه الصرف فيها بواسطة محطتي الضخ في السبخة، وتتسم مياه هذه البحيرة بالنظافة، كما أنها بيئة مناسبة لنمو كثير من الأسماك، ويبلغ عمق وسطها نحو 25 متراً.