توشح ليل الرياض أول من أمس باللون الأصفر، بعد أن اجتاحت المدينة موجة غبار لم تشهد العاصمة لها مثيلاً منذ أشهر عدة، الأمر الذي أثر في مدى الرؤية الأفقية. في الوقت ذاته، عجت المستشفيات بالمراجعين، خصوصاً أولئك الذين يعانون من أمراض الربو وضيق التنفس، كباراً وصغاراً. وأوضح مدير مستشفى الأطفال في مدينة الملك فهد الطبية الدكتور صالح الصالحي ل"الحياة"أن ما يزيد عن 40 في المئة من الحالات التي استقبلها قسم طوارئ الأطفال في المدينة الطبية مساء أول من أمس كانت تعاني حالات ربو ومشكلات في التنفس، مشيراً إلى أنه تمّ تنويم عدد من الحالات. وأضاف أن معظم الأطفال المراجعين لقسم الطوارئ يعانون من أمراض صدرية، منها الربو والتهاب مجاري التنفس العليا والسفلى والتهابات الشعب الهوائية والرئوية، لافتاً إلى أن معظم الحالات تصنف بالمتوسطة والخطرة. وأكّد أن السبب في مراجعة الأطفال إلى المستشفى يعود إلى إهمال بعض الأسر، وعدم استخدام البخاخات الوقائية في الأوقات المناسبة، التي تمنع الطفل من الاختناق، إلى جانب عدم تعريضهم إلى الأجواء غير الصحية، وعدم إعطائهم الكمامات الواقية من الأجواء الملوثة. وقال:"أمراض التنفس العلوي لدى الأطفال في مثل هذه المواسم تكثر بنسبة 35 في المئة، وتتحسن بعد وصف الأدوية الطبية اللازمة"، لافتاً إلى أن التهابات التنفس العلوي تتسبب غالباً بالتهابات فيروسية، وتشكل خطراً على الطفل. واتهم مدير مستشفى الأطفال بعض أولياء الأمور بعدم التجاوب والسرعة في إيصال المريض إلى الطوارئ أثناء إصابته باختناق، ما يسبب مضاعفات على المريض قد تصل إلى التنويم أياماً عدة. من جهته، أكّد مصدر في مستشفى الأمير سلمان ل"الحياة"أن موجة الغبار زادت أعداد المراجعين إلى المستشفى، خصوصاً المصابين بالربو وأمراض الصدر، إضافة إلى الأطفال، ولم يحدد المصدر أعداد المراجعين إلى المستشفى، مكتفياً بقوله أنها"كثيرة". يذكر هيئة الأرصاد الجوية في السعودية توقعت أن تستمر موجة الغبار خلال الأيام القليلة المقبلة. من جهة أخرى، توقع مدير الإدارة العامة للطوارئ في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة طارق عشماوي في تصريح ل"الحياة"أن تدخل المنطقة الوسطى بمرحلة تكوين السحاب خلال الأيام المقبلة، بسبب تأثر المناطق الوسطى والشمالية الشرقية منها بأمطار خلال الأيام المقبلة من الأسبوع المقبل. ولفت إلى احتمال هطول أمطار خلال الأسبوع المقبل على مناطق الرياض والقصيم والباحة ومحافظة حفر الباطن، ابتداء من الغد لتستمر حتى نهاية مساء الاثنين المقبل، مشيراً إلى أن المناطق الشمالية ستشهد برودة نسبية خلال الأيام المقبلة. وذكر عشماوي أن الأجواء ستدخل مرة أخرى في عملية التسخين، بحيث تعود الأجواء تحديداً في المنطقة الوسطى إلى طبيعتها في يوم الأربعاء المقبل، وتصل درجات الحرارة إلى الثلاثينات مئوية، مشيراً إلى أن الأسابيع المقبلة ستشهد مثل تلك التقلبات كما هو حال الطقس في الجزيرة العربية. وأشار إلى أن موجة الغبار التي ضربت المنطقة الوسطى يوم أول من أمس وتسببت في انعدام الرؤيا في منطقة الرياض، نتجت عن اندفاع الهواء البارد على المنطقة بشكل عام، مشيراً إلى أن الهواء البارد المتدفق على المناطق الشمالية أحدث نشاطاً للرياح ما دفع بالغبار إلى الاتجاه إلى المنطقة الوسطى، متوقعاً أن تزول الموجة مع نهاية اليوم. ورجح عشماوي دخول فصل الشتاء في نهاية شهر كانون الأول ديسمبر بشكل رسمي بعد الانتهاء من موجة التقلبات والتغيرات في أحوال الطقس، مؤكداً أن درجات الحرارة ستشهد تحسناً في معظم مناطق السعودية خلال الأيام المقبلة. وحول تأثر مطار الملك خالد الدولي في الرياض بموجة الغبار، أكّد عشماوي أن مطار الملك خالد في الرياض لم يتأثر بموجة الغبار كونه مؤهلاً للرؤيا الأفقية التي تصل إلى أقل من 1000 متر، لافتاً إلى أن المطار لن يتأثر إلا في حال تدني الرؤية إلى مستوى محدد في أنظمة الطيران للحفاظ على سلامة الطيران. وذكر أن الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى أجواء حارة وغبارية هو عدم هطول أمطار غزيرة خلال العام الماضي، إضافة إلى عدم تماسك الأتربة، مؤكداً أن ما قيل حول استمرار الأجواء الغبارية لفترة طويلة غير صحيح أو منطقي على الإطلاق.