اجتاحت منطقة الرياض صباح أمس موجة غبار قوية أدت إلى انعدام الرؤية، وتسببت في شل الحركة المرورية، وإصابة بعض السكان بأزمة ضيق تنفس، كما تسببت في انخفاض عدد مرتادي مهرجان الجنادرية وبعض المحال والأسواق التجارية وتوقفت حركة الملاحة في مطار المل خالد الدولي منذ ساعات الصباح الأولى. وأكد الرائد إبراهيم بن يحيى أبو شرارة رئيس مركز إدارة التحكم والسيطرة بمرور الرياض، عدم وجود نسبة معينة بالحوادث التي وقعت أمس بسبب عاصفة الغبار التي اجتاحت مدينة الرياض، مشيرا إلى بعض الحوادث غير المعتادة يوميا، حيث إن أمس كان عطلة أسبوعية لجميع الجهات الحكومية والمدارس ما خفف عدد الحوادث. وأضاف أبو شرارة أن مثل هذه الأجواء الترابية تحجب الرؤية عن قائدي المركبات ما يؤدي إلى الحوادث، مشددا على قائدي المركبات أخذ الحيطة والحذر عند قيادتهم لمركباتهم. وأوضح رئيس مركز إدارة التحكم والسيطرة بمرور الرياض أن الإدارة على اتصال دائم مع مصلحة الأرصاد وحماية البيئة، لموافاتهم بالتقارير الكاملة عن الأجواء، مبينا أن موجة الغبار ضربت مدينة الزلفي وسدير ومحافظة ملهم، وهي تتجه إلى المنطقة الشرقية. من جانبه، كشف الدكتور هشام بن محمد ناضرة المدير العام للشؤون الصحية بمنطقة الرياض عن 450 حالة راجعت أقسام الطوارئ بمستشفيات منطقة الرياض منذ صباح أمس حتى إعداد هذا الخبر بسبب موجة الغبار التي سببت الكثير من المشاكل لدى مرضى الربو وحساسية الشعب الهوائية، حيث استقبلت أقسام الطوارئ حالات كثيرة أغلبها من الأطفال المصابين بأمراض الصدر والحساسية ومرض الربو وضيق التنفس. وقال ناضرة: «لقد استنفرت جميع المستشفيات إمكانياتها الطبية والبشرية في أقسام الطوارئ لتقديم الخدمات الطبية المناسبة للمرضى»، مشيرا إلى أن تأثيرات الغبار التي شهدتها الرياض أمس على الأطفال كبيرة، «خاصة ذرات الغبار المتطايرة في الجو والعالقة فيه، وهذه تستنشق داخل الجهاز التنفسي وتمر عبر الأنف والحنجرة والقصبة الهوائية والشعيبات الهوائية، وخلال مرورها على حسب حجم هذه الذرات، فالأحجام الكبيرة تستقر في مقدمة أجهزة التنفس العليا خاصة الأنف والحنجرة، والأحجام الصغيرة تتعدى إلى داخل الجهاز التنفسي والقصب الهوائية، ثم إلى الشعيبات الهوائية الدقيقة». ونبه المدير العام للشؤون الصحية بمنطقة الرياض المصابين بمرض الربو إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة باستخدام الأدوية الوقائية، والابتعاد قدر المستطاع عن المثيرات للحساسية، مشيرا إلى أن المريض يحتاج إلى متابعة مدتها لا تتجاوز ربع الساعة خلال مراجعته لقسم الطوارئ في المستشفى، مؤكدا أن أعراض التهابات المجاري التنفسية تظهر عند المرضى خلال فترة النوم. كما حذرت المديرية العامة للدفاع المدني أمس من رياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار تحد من الرؤية الأفقية، ووفقا لتقرير أصدرته الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة فإن الرؤية قد تصل إلى أقل من كيلومتر واحد، بسرعة رياح أكثر من 55 كيلومترا في الساعة على المناطق الشمالية، والشمالية الشرقية، والوسطى، محذرة من أتربة مثارة تنعدم فيها الرؤيا. وطالبت المديرية العامة للدفاع المدني الجميع بأخذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن الأماكن الخطرة، والتقيد بالتعليمات والإرشادات في مثل هذه الحالات.