أكد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عبّر خلال محادثاته مع وزير خارجية ألمانيا نائب المستشار الاتحادي فرانك شتاينماير عن ثقته بمتانة اقتصاد المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي وما يتمتع به من نمو مستمر ونظام مصرفي قوي ومستقر يمكنها من التعامل مع الآثار المحتملة للازمة المالية العالمية، لافتاً إلى أن الملك عبدالله سيحضر القمة الاقتصادية لمجموعة العشرين المقرر عقدها في واشنطن تشرين الثانينوفمبر المقبل لبحث الأزمة المالية الدولية وتداعياتها وما تتطلبه من جهود مشتركة لإعادة الثقة للاقتصاد العالمي وتفادي دخوله في مرحلة ركود. وقال في مؤتمر صحافي مشترك عقده أمس في الرياض مع فرانك شتاينماير:"إن خادم الحرمين الشريفين عبّر عن ترحيبه بالقمة الاقتصادية وعن تلبيته للدعوة الموجهة له"، مشيراً إلى أن محادثات الملك عبدالله والمسؤول الالماني تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات، إلى جانب بحث الأزمة المالية، لافتاً النظر إلى أن الملك عبّر خلال تلك المحادثات عن ثقته بمتانة اقتصاد المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي وما يتمتع به من نمو مستمر ونظام مصرفي قوي ومستقر يمكنها من التعامل مع الآثار المحتملة للازمة المالية العالمية. وحيال القضايا السياسية الإقليمية والدولية وعملية السلام في الشرق الأوسط، وصف وزير الخارجية وجهات النظر بين المملكة وألمانيا بأنها متطابقة تجاه أهمية مضاعفة الجهود والمساعي لتذليل هذه العقبات والعودة بمسيرة السلام إلى الأطر المتفق عليها التي تستند إلى قرارات الشرعية الدولية والتزامات مؤتمر انابوليس ومبادرة السلام العربية. وقال:"إن المملكة تؤكد على أن احد أهم الشكوك التي تلقي بظلالها على العملية السلمية يتمثل في استمرار إسرائيل في التنصل من التزاماتها واتخاذها سياسات أحادية الجانب بما فيها التوسع في بناء المستوطنات الذي من شأنه تغيير الأوضاع الجغرافية والقانونية في الأراضي المحتلة وتعطيل هدف إنشاء الدولة الفلسطينية المتصلة الأطراف والمستقلة والقابلة للحياة". ورأى الفيصل أهمية التعامل الجاد مع هذا الوضع وجميع قضايا النزاع الرئيسية المتعلقة بالقدس والحدود واللاجئين والمياه وغيرها من القضايا التي تشكل في مجملها أسس الحل العادل والشامل والدائم للنزاع في الشرق الأوسط. وحول مستجدات الوضع في العراق، أعرب وزير الخارجية عن ترحيب المملكة بنتائج الاجتماع الخامس لوزراء داخلية دول الجوار الذي انعقد في العاصمة الأردنية عمان الأسبوع الماضي، معبراً عن أمله بأن تسهم في تعزيز التعاون والتنسيق بين دول المنطقة للحفاظ على أمن العراق واستقراره وتعزيز وحدتهم الوطنية وإعادة بناء بلدهم بمعزل عن أي مؤثرات خارجية. وأشار وزير الخارجية إلى أن الوضع في أفغانستان كان من بين المواضيع التي جرى بحثها، مؤكداً في هذا الصدد أهمية تكثيف الجهود لتعزيز الوحدة الوطنية بين الأفغانيين بجميع شرائحهم ومكوناتهم العرقية، والعمل على إعادة بناء الاقتصاد الأفغاني وتنميته الاجتماعية، وذلك في إطار سعي المجتمع الدولي لإعادة الأمن والاستقرار لهذا البلد الذي عانى طويلاً من الصراعات الخارجية والنزاعات الداخلية، التي جعلت منه موئلاً للإرهاب وملاذاً له. وأوضح الفيصل أن المملكة وألمانيا اتفقتا على مساعدة باكستان، وأن يطلب من صندوق النقد الدولي تقديم الدعم المطلوب لباكستان. وفي ما يتعلق بأزمة الملف النووي الإيراني، أعرب وزير الخارجية عن تقديره لدور وجهود ألمانيا في إطار مجموعة"الخمس زائد واحد"التي تهدف إلى حل الأزمة سلمياً وضمان خلو منطقة الخليج من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية مع كفالة حق دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال:"المملكة إذ تثمن هذه الجهود، فإنها تجدد دعوتها إلى توسيعها لتشمل جميع دول منطقة الشرق الأوسط بما فيها إسرائيل".