استيقظ سكان منطقة القصيم صباح أمس بعد ليلة ماطرة، ليجدوا منازلهم محاصرة ببرك الماء، التي أغلقت عدداً من الشوارع الرئيسية في محافظات المنطقة، وأعاقت حركة السير في أماكن عدة. كما تسببت مياه الأمطار في انزلاقات وحوادث مرورية، كانت في غالبيتها بسيطة، اقتصرت على الخسائر المادية. وسط استنفار كامل من شعبة السير في مرور منطقة القصيم، التي نشرت دورياتها في جل الشوارع والأحياء، إلى جانب قيامها بتحويل سير بعض الشوارع التي أغلقتها مياه المطار. في الوقت ذاته، لم ينتظر كثير من المواطنين، خصوصاً هواة الرحلات البرية"لحين انتهاء توقف هطول المطر، لكي يخرجوا ويستمتعوا بالأجواء الماطرة التي استمرت ليلتين متعاقبتين، ارتوت على إثرها الأرض وسالت الأودية والشعاب. من جانبها، كرّرت إدارة العلاقات والإعلام بمديرية الدفاع المدني في منطقة القصيم تحذيراتها للمواطنين أثناء هطول الأمطار، مطالبة بعدم عبور الأودية والشعاب وعدم استخدام الهواتف الخلوية أثناء الصواعق والرعد، لما تشكله مثل هذه التصرفات من خطر على حياة السكان. من جهته، تابع المدير العام للشؤون الصحية في منطقة القصيم الدكتور عاطف سرور، الازدحام الشديد الذي شهدته مستشفيات مدينة بريدة، إذ وصل عدد المراجعين للمستشفيات في المنطقة أكثر من 1500 مراجع يعانون من مرض الربو الشعبي الحاد، على إثر الأحوال الجوية المتقلبة التي مرت بها منطقة القصيم خلال اليومين الماضيين. وأكد سرور، وجود تنسيق مستمر على مدار الساعة بين إدارة الطوارئ في"صحة القصيم"ومستشفيات المنطقة وبين الهلال الأحمر السعودي لتوجيه الحالات الحرجة والعاجلة إلى المستشفى المناسب للتعامل مع حالة المريض، مشيراً إلى أنه في حال ازدحام أي مستشفى يتم التنسيق مع المستشفيات المجاورة لاستقبال الحالات حتى انتهاء الاحتقان، مؤكداً وجود خطة للتفعيل وعمليات الفرز الطبي في أقسام الطوارئ بالمستشفى وحالات غير عاجلة يتم توجيهها للمراكز الصحية المناوبة. من ناحية ثانية، أعدت أمانة منطقة حائل أخيراً خطط طوارئ وتدابير احترازية لحماية المدينة من مياه الأمطار والسيول ودرء أخطارها، بالتركيز على الإيجابيات ومعالجة السلبيات. وأوضح أمين منطقة حائل المهندس إبراهيم الطوب ل"الحياة"أنه تم اتخاذ الاحتياطات والتدابير كافة في وقت باكر من هذا العام وقبل بداية موسم الأمطار بوقت كافٍ، مشيراً إلى قيام"الأمانة"بوضع مرافقها وأجهزتها كافة في حال استعداد تام، لمواجهة أي حالات طارئة عند سقوط الأمطار، بالتنسيق مع الإدارات المعنية في المدينة.