شهد طريق هجرة النقيرة محافظة النعيرية فصلاً مأساوياً جديداً، من معاناة معلمات المناطق النائية، حين حوصرت سيارة تقل أربع معلمات يعملن في الهجرة، إضافة إلى سائقهن، في الرمال وعاشت المعلمات الأربع اللاتي يقطعن يومياً ساعتين بين مقر سكناهن في محافظة الجبيل، ومدارسهن في النقيرة، ظروفاً في"غاية الصعوبة"، قبل ان ينقذهن مواطن مر وزوجته صدفة، إضافة إلى معلمين عائدين إلى منازلهم. وعلقت السيارة في الرمال الصحراوية الواقعة بين النقيرة ونهاية الطريق المؤدي لها من جهة النعيرية لأكثر من ساعتين، بعد أن تاه قائد السيارة عن الطريق المعتاد للعودة إلى الجبيل، إذ اشتبهت عليه الطرق الصحراوية المتفرعة، ما أدى إلى نشوب السيارة في رمال غزيرة، أدت إلى توقفها في مكانها. وعلى رغم ان السيارة ذات دفع رباعي، لكن غزارة الرمال غطت على قوتها، ما دفع بالمعلمات إلى طلب المساعدة من خلال أحد أجهزة الموبايل، ومن حسن حظهن أنه كان لا يزال يعمل في تلك المنطقة البعيدة نسبياً عن شبكات الهاتف. واتصلن بمديرة المدرسة، لإرسال سيارة أحد أولياء الأمور، لإنقاذهن، أو الاتصال بالمندوبية"لكن سرعان ما انفرج الموقف، بمرور مواطن برفقة زوجته، اللذين شاهدا وضع المعلمات المأساوي، فيما كن يحاولن مع السائق إخراج سيارتهن. وقال لافي مطلق العازمي، الذي قام بإخراج سيارة المعلمات، في اتصال هاتفي مع"الحياة":"عند مروري في الطريق الصحراوي المؤدي لمقر سكني في النقيرة، شاهدت سيارة عالقة في الرمال، وعند الاقتراب منها تأكدت أنها سيارة معلمات، وكن في وضع مأساوي، بعد ان حرقت وجوههن الشمس، وغطت أياديهن الرمال، ولم يكن في حوزتهن مياه للشرب". وقام العازمي باستخراج السيارة من الرمال، لمعرفته الجيدة بذلك، وخلال لحظات من وصول العازمي، وصلت مجموعة من المعلمين كانوا عائدين من مدرسة النقيرة، وساعدوه في استخراج سيارة المعلمات. من جانبه، انتقد رئيس المجلس البلدي في محافظة النعيرية فلاح العازمي، تأخر الشركة المسؤولة عن استكمال الطريق المؤدي لمركزي النقير والنقيرة، وطالب بسرعة استكماله. وقال العازمي:"إن هذا التأخر يزيد من معاناة الأهالي والمواطنين في تلك المراكز، إضافة إلى معاناة المعلمين والمعلمات التي نشاهدها طيلة العام الدراسي، من ضياع وتأخر عن الدوام، وتعريض أرواحهم للخطر أثناء تقلب الأجواء"، مشيراً إلى أن المسافة المتبقية تقدر بنحو سبعة كليومترات عن النقير، و17 كيلو متراً عن النقيرة.