يرى مراقبون أن فتح باب بيع السلاح وفق ضوابطه العالمية، من شأنه أن يقلب المعادلة التي تحرض على ملاحقة"الممنوع". وفي هذا الصدد، يؤكد الخبير الأمني يحيى الزايدي أن مبدأ السماح ببيع الأسلحة مقبول، شريطة أن توضع له ضوابط محددة تحت إشراف الأجهزة الأمنية. ويقول:"فتح هذا المجال يجنبنا العمليات غير الشرعية للحصول على الأسلحة، ويضمن معرفة كل مستخدم لأية قطعة سلاح في حال دخلت ساحة الجريمة، مع وجود سجل متكامل لدى ذوي الاختصاص عن السلاح المستخدم أو المقتنى". ويعتقد الزايدي أن ذلك سيكون له أثر في الحد من التهريب والاستخدامات السيئة للأسلحة، خلافاً لدوره في تثقيف الأجيال بأنواع السلاح وطرق استخدامه، ولفت إلى امكان أن تصاحب ذلك حملات توعية للمستخدمين، من خلال دورات تدريبية وأندية للرماية. وفي وقت فتحت فيه ثقافة المنع الباب واسعاً امام أصحاب النفوس الدنيئة من المهربين وعناصر الفئة الضالة، تتنامى على شبكة الانترنت مواقع متخصصة في القنص والصيد. وفي حال لم يكن هناك موقع متخصص، ستجد أن هناك قسماً لهذه الهواية في بعض المواقع، خصوصاً تلك التي تعنى بالقبائل والشعر الشعبي. فمحبو الصيد والقنص يجدون في هذه المواقع نافذة لتبادل الخبرات في شؤون هوايتهم، ونقل آخر أخبار الصيد للمتصفحين. ويمثل منتدى"البواردي"نموذجاً حياً لمثل هذه المواقع، اذ يضم أكثر من 5 الاف عضو، معظمهم من السعودية والخليج. و"البواردي"كلمة عامية مشتقة من البارود، وتعني الرجل القناص. وفي هذا المنتدى تطرح بين الفينة والأخرى قضية منع بيع السلاح ومستلزماته، وفي أحد المواضيع المطروحة في هذا الشأن، أدرج أحد الأعضاء بياناً نشرته احدى الصحف يتعلق بتنظيمات جديدة لأوضاع الأسلحة، والتشديد على تهريبها واقرار فتح أندية للرماية. ولا يكتفي أعضاء منتديات القنص بسرد حكايات الصيد والتمتع بها، بل يجدون في منتدياتهم وسيلة لمتابعة بورصة السلاح وأسعار المسدسات والبنادق وغيرها، والتعرف على مواقع بيع الفشق الرصاص، في اشارة الى أن المنع لم يثن هؤلاء المولعين بأدوات الصيد والأسلحة عن ممارسة هوايتهم. وطالب عدد من الشبان السعوديين بفتح أندية لتعلم الرماية في المدن السعودية، للحد من الممارسات الخاطئة في بداية تعلم الرماية، إضافة إلى قتل وقت الفراغ لديهم. وتمنوا أن تكون هذه الأندية تحت اشراف رسمي وبأسعار متاحة للجميع.