احتضن نادي الرياض الأدبي في الفترة الماضية، جلسات عدة تنظيمية وحوارية لمناقشة مفاهيم وأبحاث وإصدارات فلسفية، فيما يمكن اعتباره تأسيساً لفعالية جديدة تحت مسمى"الحلقة الفلسفية"، فيما أشار رئيس النادي الدكتور سعد البازعي الى أن الحلقة"لا تعد ضمن فعاليات النادي المعتمدة حالياً"، مستدركاً"ان النادي من حيث المبدأ ليس لديه اعتراض على مناقشة مواضيع فلسفية في ما يقيم من أنشطة، طالما جاء ذلك ضمن أنظمة النادي المعمول بها". وتعد إقامة هذه الحلقة دورياً، بحسب أعضائها، بداية حقيقية لنقاش علوم الفلسفة في السعودية، وكسراً للتابو الذي استبعدها من مناهج التعليم. وتتكون الحلقة الفلسفية من طليعة المثقفين السعوديين التنويريين، وبعض المهتمين بقضايا الفلسفة ومن يكتبون عنها في الصحف أمثال سعد البازعي ومعجب العدواني وعبدالله المطيري وعبدالرحمن الحبيب وشايع الوقيان وفهد الشقيران وأحمد الشخص وحمد الراشد وسليمان السلطان وعبدالله النفيعي. وحول اهتمام المثقفين السعوديين اخيراً بمناقشة الفكر الفلسفي، قال البازعي:"من الطبيعي أن يتطور الاهتمام بالفلسفة لدى بعض المثقفين السعوديين مثلهم في ذلك مثل غيرهم في العالم، فهم يقرأون ويفكرون ويتواصلون مع العالم ولديهم طموح معرفي يستحق الاهتمام". ورأى أن الوقت حان لإعادة النظر في التصور السائد حول الفكر الفلسفي، وإدراك"أن ذلك الفكر متغلغل في العلوم كافة التي نتعامل معها"مستشهداً بأن كل من يحمل شهادة دكتوراه يعرف أن اسم شهادته الرسمي هو دكتوراه فلسفة في كذا أو كذا. وحول تخوف بعض الأوساط منها علّق"إن مجرد البحث في الأسس المشار إليها يعني الدخول في أفق التفلسف، وهذا لا يعني تبني فكر فلسفي محدد، سواء كان يونانياً أم أوروبياً، لكنه يشير إلى الفلسفة بما هي أكثر المباحث الإنسانية عناية بأسس المعرفة وكيفية تشكلها وأهدافها، فالعناية بالفلسفة لا تفضي بالضرورة إلى عناية بالإلحاد كما يظن البعض". وطالب البازعي بضرورة اهتمام مؤسساتنا التعليمية، والجامعية منها بشكل خاص، بالفلسفة مثلما اهتم بها المسلمون في عصور ازدهار الحضارة، مضيفاً أن ذلك"يصدق على المؤسسات الثقافية مثل الأندية الأدبية المطالبة بطرح القضايا الكبرى في حياتنا المعاصرة". ويؤيده في ذلك سكرتير الحلقة الفلسفية وأحد أعضائها البارزين الكاتب عبدالله المطيري، إذ يقول:"في السعودية أفراد يهتمون بالفلسفة، ومن الضروري أن يلتقي هؤلاء الأفراد للنقاش والحوار حول قضاياهم المشتركة"، ويتوقع أن تهم الحلقة في"رفع مستوى احترافية أعضائها في الاهتمام الفلسفي وإيصاله لمستوى النشاط الرسمي، إضافة لكونها توجد فضاء حراً لطرح الأفكار واختلافها، وتحدث تغييراً في النظرة العامة للفلسفة، وفي حال النفي العامة التي تأتي كمؤشر على ضعف المستوى العلمي والثقافي للبلد بشكل عام".