انتقد الدكتور عبدالرزاق اليوسف ما وصفه ب «عدم رغبة الحلقة الفلسفية في النادي الأدبي في الرياض بإثارة المواضيع العلمية واستبعادها لمواضيع الفلسفة الإسلامية»، كما شدد على أن «الوقت المحدد لإدارة الحلقة الفلسفية بين المغرب والعشاء هو «وقت مشبوه»، وأضاف: «الحلقة الفلسفية مولعة بالحديث عن ديكارت وأفلاطون ولا تستطيع الخروج من دائرة كلاسيكيات الفلسفة الغربية، ولهذا فكان الأفضل أن يكون توقيت انعقاد جلستهم توقيت الرواقيين في السحر أو بعد صلاة الفجر». وكان اليوسف قد حضر بعض جلسات الحلقة الفلسفية في أدبي الرياض وقدم مقترحات للربط بينها وبين توجه الحلقة، وقوبلت اقتراحاته بالرفض والتجاهل، وأوضح اليوسف أنه سيواجه ذلك قائلاً: «مهما رفضوا الاقتراحات فسأطرح مواضيع تربط بين الفلسفة والبحث العلمي الذي لا يحبونه». وتابع: «لقد قدمت اقتراحات وطرحت أفكاراً موضوعية من باب أنني مهتم بالحوار نفسه، ومن باب أنني أريد دفع بعض الدعاوى التي أثارها أناس كالأستاذ راشد المبارك، الذي وصف المسلمين بأنهم أصحاب علم كلام وليس لهم دور في الفلسفة، وقدمت اقتراحاً لمناقشة هذا الموضوع لدى الحلقة الفلسفية وتم رفضه رفضاً باتاً، واتضح لي أنهم لا يحفلون بهذا ولا يعنيهم، وهم يركزون على ديكارت وكلاسيكيات الفلسفة الغربية، وهم مستمرون في هذا التيار على أساس أنه موضوعهم الوحيد والمفضل، كما تبين لي أن النقاش في الفكر الإسلامي أو الفلسفة الإسلامية ليس وارداً على أذهانهم ولا هو من مناهجهم». وتابع اليوسف: «لا أقول هذا من باب الاعتراض ولا المخاصمة ولكنه توضيح لما أثير من تساؤل لدى المثقفين عما جرى بيني وبين أصحاب الحلقة الفلسفية». وشدد اليوسف على عدم رغبة الحلقة الفلسفية في استقطاب الأكاديميين والمخالفين لها في التوجه الموضوعي والمهتمين بالطرح الأبستمولوجي قائلاً: «لهذا لاحظت أنهم يأتون في الوقت الضيق بين المغرب والعشاء». وتابع: «وعلى رغم تجاهل الحلقة لهذا الطرح فإنني جاد بشأن اقتراحي، وذلك أنني بصدد إعداد مفردات عن الحوار والجدل أجمعها في كتيب، وكنت ولا أزال مهتماً بتوضيح هذه المعاني أمام الناشئة حتى يجيدوا فن الجدل والنقاش، وأحب أن أذكر الحلقة الفلسفية أن فنون الجدل تناولتها الثقافة الغربية فأفلاطون نفسه له كتاب اسمه المحاورات، وفن الجدل والحوار ثقافة مطروحة بقوة في الغرب، ولكننا نحتاج إلى استعادة مفرداتها في الحضارة والثقافة الإسلامية ودراستها». وزاد: «لقد طرحت على الحلقة الفلسفية تقديم دراسة للسؤال باعتباره مفتاحاً للمعرفة، خصوصاً أن سقراط نفسه قال: اسأل حتى تكتسب المعرفة، ولا بد من سؤال أول حتى الإنسان يتلقى العلم والجواب، وردت علي الحلقة الفلسفية قائلين: «نحن لسنا أكاديميين وأنت تريد جرّنا إلى قاعة محاضرات، كل هذا لأنني اقترحت مناقشة السؤال كمفتاح لتلقي العلم أو شيء من هذا، وعلى أية حال الفكرة أنني لم أتأقلم مع جوّهم لأن قراءاتي لم تكن فلسفية مجردة ولكن فلسفية لغرض البحث العلمي كأكاديمي، ونحن نمارس النقد في مناقشة رسائل الطلاب وتقويم منجزاتهم في إطار القيمة العلمية لما يكتبون، كما أنني عنيت بمناقشة هذا الأمر كباحث في المعرفة الإنسانية، وكثير من الرسائل الجامعية والبحوث التي أطالعها أجد فيها ضلالاً فلسفياً وفي المعرفة الأبستمولوجية معاً، وكثيراً ما أجد أن الباحث لم يحسن إيجاد الأسئلة المناسبة ولا الإجابة المناسبة على السؤال، لذلك رأيت أن من المناسب طرح مثل هذه المواضيع من منبر الحلقة الفلسفية، لا أقول هذا اعتراضاً على الفلسفة، فأنا أطالب في الصحف بتدريس الفلسفة، تأسياً بجامعة الأزهر التي تدرس علوم المنطق والفلسفة منذ السنة الأولى الثانوية، لأنها تعطي الإنسان أسلوب التفكير وتمكنه من طريقة فهم الأشياء والجدال والنقاش وتوليد المعرفة وطرح الأسئلة من طريق معرفة أسس الفلسفة والمنطق». يذكر أن «الحلقة الفلسفية» في أدبي الرياض تأسست قبل حوالى العام وبدأت جلساتها مغلقة قبل أن تعقدها بشكل دوري لتناقش مفاهيم وأبحاث وإصدارات فلسفية، وتعتبر أول نشاط فلسفي رسمي في السعودية، إذ تستبعد «الفلسفة» من المناهج التعليمية، بما فيها التعليم العالي، بل وتحذر المناهج منها. وكان ينتظر منها تخفيف الحدة التي طبعت في أذهان المجتمع السعودي عن الفلسفة. وتضم بعض الكتاب والأكاديميين منهم: رئيس النادي الدكتور سعد البازعي والدكتور معجب العدواني والدكتور عبدالرحمن الحبيب (منسق الجماعة) والكاتب فهد الشقيران والكاتب عبدالله المطيري والكاتب شايع الوقيان والكاتب حمد الراشد وآخرون.