في حديثه خلال جلسة الحلقة النقدية التي أقيمت بنادي جدة الأدبي أول أمس والتي جاءت تحت عنوان «لماذا نتفلسف؟ أو ما الجدوى من الفلسفة؟» تناول الباحث شايع الوقيان ماهية الفلسفة والتفلسف، مبينا أنها ليست أمرا ميسورا فلكل فيلسوف تعريف للفلسفة، ومن هنا فهناك تعريفات للفلسفة بعدد الفلاسفة وكل الفلاسفة قدموا تعريفاتهم للفلسفة مبكرا إلا أن جيل دولوز وفليكس غيتاري أرجأ التعريف إلى آخر المطاف. ففي كتابهما «ما هي الفلسفة؟» أشارا إلى أن الفلسفة هي إبداع المفاهيم. وهذا تعريف غريب! ولكنه واصف. وعن فائدة الفلسفة قال الوقيان: هذا السؤال يتكرر بشكل مزعج. فكل من يعرف اهتمامي بالفلسفة يسألني: ما الفائدة.؟ هل ستفيدك في عملك أم ستكون سبيلا لكسب المال؟ أو أو أو؟ أحاول يائسا أن أخبرهم أن المنافع والفوائد ليس شرطا أن تكون مادية وأن هناك منافع عقلية أو معنوية أو حضارية نحن في أشد الحاجة إليها. فالفلسفة كالأدب والفن لا تقدم لنا فوائد مادية.. فهي ليست كالعلوم البحتة التي تجعل العالم المادي موضوعها.. إنما موضوعها هو العالم الإنساني، هو الإنسان وعقله وقلبه وذوقه وعلاقاته وهمومه ووجوده. وأبان أن هناك فوائد عظيمة للفلسفة هي التي تجعل الناس يستمرون في التفلسف.. وأبرزها صناعة العقول وفهم الوجود وعصمة العقول من الخرافة والتصديق الأعمى. وقال شايع ان بعض الفلاسفة كانوا أساسا لبعض المذاهب الشمولية كالماركسية، إلا أن الفيلسوف ذاته ليس ملزما بالمذهبية التي أنشأها آخرون.. وأوضح الوقيان في ورقته أن الفكر الفلسفي يشيع في الناس الاحترام المتبادل والتنوع والحرية وقبول الآخر المختلف. هذه أهم الملامح الأساسية التي أرى أن الفكر الفلسفي يسهم في تقديمها وتعزيزها. وشهدت الحلقة التي أدارها الناقد د. محمد ربيع الغامدي مداخلات عدة من الحضور من أبرزهم الناقد د. سعيد السريحي والناقد على الشدوي، ود. عبدالله الخطيب، ود.عبد الله المطيري عضو حلقة الرياض الفلسفية، ود. عبدالرحمن السلمي، ود. عبدالعزيز الطلحي، وعبده خال، ود. يوسف العارف وصالح فيضي.