تسود حالة استنفار الجهات الخدمية والأهلية كافة في العاصمة المقدسة التي خصصت أكثر من 150 بليون ريال تأهباً لنقلة نوعية في الخدمات في مكةالمكرمة، بعد اكتمال المشاريع التطويرية التي يتوقع أن تنعكس آثارها إيجاباً على قاطني وزوار أطهر بقاع المعمورة. ووفقاً لعضو اللجنة الوطنية العقارية رئيس اللجنة العقارية بالغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة منصور أبو رياش، فإن المشاريع التطويرية الكبرى بمكةالمكرمة تم تقسيمها إلى فئتين، المشاريع الحكومية، وتأتي في طليعتها توسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام وما يتبعها من توسعات، كالتوسعتين الغربية والجنوبية المزمع تنفيذهما، إضافة إلى إنشاء مكتبة عامة للمسجد الحرام المكي تقرر إنشاؤها بعد نزع ملكية المباني الكائنة غرب وشمال موقع مكتبة المسجد الحرام الحالية، ومحطة قطار المشاعر المقدسة، ومحطة القطارات ببداية مشعر عرفات، إضافة إلى محطة القطارات بمخطط معارض السيارات جنوب حي العزيزية، ومحطة حي الششة للقطارات، فضلاً عن طريق الملك عبدالعزيز الموازي، والطريقين الدائريين الثالث والرابع، إضافة إلى فتح عدد من الطرقات بأحياء مكة العشوائية. وتوقع أبو رياش أن تربو كلفة هذه المشاريع على 100 بليون ريال .أما الفئة الثانية فهي المشاريع التطويرية التي تبناها القطاع الخاص، ومنها المرحلة الثانية من مشروع جبل عمر، ومشروع إعمار حي أجياد والمصافي وجبل خندمة، ومشروع عبداللطيف جميل بجبل خندمة. وتبلغ كلفتها نحو 50 بليون ريال. وتوقع أبو رياش أن تسهم المشاريع التطويرية في تآكل العشوائيات بمكةالمكرمة، وإحداث نقلة نوعية في قطاعات الإسكان والفنادق، عقب توفير مساكن لجموع ضيوف الرحمن المتدفقة صوب أطهر البقاع، تتناسب مع خصوصية مكةالمكرمة. كما ستسهم هذه النقلة النوعية الكبرى في تحسين البنية التحتية بالعاصمة المقدسة، ما سيؤثر إيجاباً على قطاع النقل الذي سيدعم بإنشاء ستار من الطرق الحديثة، وشق عدد من الأنفاق، وتشييد ميادين، وتوفير وسائل نقل متعددة، فضلاً عن إنشاء عدد من المرافق والوحدات التجارية والمركزية تليق بمكانة العاصمة المقدسة. وكشف رئيس اللجنة العقارية بالغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة صرف أكثر من 8.5 بليون ريال تعويضات للمباني المنزوعة ملكيتها لمشروع تطوير الساحات الشمالية، مشيراً إلى أنه سيتم صرف نحو 19.5 بليون ريال، وهي المبالغ المتبقية للمباني الواقعة ضمن مشروع التوسعة فور اكتمال المستندات والأوراق الشرعية لملاكها. وأشار أبو رياش إلى انعقاد لجنة تحضيرية الإثنين المقبل في مقر وزارة النقل تضم مندوبين من إمارة منطقة مكةالمكرمة ووزارتي النقل والمالية والغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة وبلدية وأمانة العاصمة المقدسة بغرض وضع الخطوط العريضة لآلية إزالة المباني الواقعة ضمن إطار مشروع الطريق الدائري الرابع بأحياء ومخططات السلامة وأم الجود والحمراء والصبان. وشدد وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية الأمين العام المكلف للهيئة العليا لتطوير منطقة مكةالمكرمة ومنطقة المدينةالمنورة والمشاعر المقدسة الدكتور حبيب بن زين العابدين على أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تولي البنية التحتية بمكةالمكرمة أهمية قصوى، مشيراً إلى أن عدداً من المشاريع التنموية الكبرى سترى النور بغرض دعم البنية التحتية لأطهر البقاع. وكشف ترسية مشروع تصريف مياه السيول بمشعر عرفات على إحدى الشركات الوطنية بكلفة إجمالية بلغت 170 مليون ريال، متوقعاً أن يتم الانتهاء من الجزء الأول من المرحلة الثانية من المشروع بعد نحو 45 يوماً حتى يتسنى لجموع ضيوف الرحمن الاستفادة من المشروع في موسم حج هذا العام.